جائزة مان بوكر الشهيرة سوف تفقد تميزها وستزدحم بالمواهب الجديدة القادمة من الخارج ، هذا ما قاله الناقد البريطاني نيك كلارك وهو يتحدث عما سماها بالصدمة التي سوف تحدثها هذه الجائزة عندما تستقبل في العام القادم الكتاب الجدد من غير البريطانيين .الأنباء أ
جائزة مان بوكر الشهيرة سوف تفقد تميزها وستزدحم بالمواهب الجديدة القادمة من الخارج ، هذا ما قاله الناقد البريطاني نيك كلارك وهو يتحدث عما سماها بالصدمة التي سوف تحدثها هذه الجائزة عندما تستقبل في العام القادم الكتاب الجدد من غير البريطانيين .
الأنباء أذهلت الشارع الثقافي البريطاني حال تسربها إلى الصحف والمواقع الإخبارية وسوف يتعين السماح للكتاب الأميركيين منافسة أقرانهم البريطانيين من دول الكومنولث على الفوز بهذه الجائزة الأدبية المهمة والتي يتخوف الكثير من متابعيها من منع ظهور المواهب المحلية هذا إذا ما علمنا بحجم المشاركة الأمريكية التي سوف تكون حتما كبيرة .
مان بوكر التي تسمح حاليا بمشاركة كتّاب من بريطانيا وأيرلندا وآخرين من مجموعة دول الكومنولث هي الجائزة الأكثر شهرة في بريطانيا وتأثيرها تخطى حدودها بترسيخ أسماء جديدة في عالم القصة والرواية على المستوى العالمي ، جيم كريسي الكاتب الأمريكي الذي اختارته مان بوكر ليكون على قائمتها القصيرة لهذا العام عن رواية " الحصاد " قال :
- من حيث المبدأ يجب أن نؤمن أن جميع الجوائز يجب أن تكون متاحة للجميع ولدي شعور أن كتاب الكومنولث لن يخسروا شيئا إذا ما قامت بوكر باحتضان الكتاب الأمريكان .
أما المذيع ميلفين براج فهو يعتقد أن الجائزة قد تفقد التميز الذي سارت عليه سنوات ، بينما قالت سوزان هيل التي كانت على قائمة المرشحين للجائزة عام 1972 وانتخبت عضوة في لجنة تحكيمها عام 1975 و 2011 ، أنها غير متأكدة من الأسباب التي دعت لاتخاذ لجنة مان بوكر لمثل هذا القرار ورجحت أن تكون ضغوطا مورست على لجنتها .
كازو ايشيجورو الكاتب البريطاني من أصل ياباني والذي فاز ببوكر عام 1989 عن روايته " بقايا اليوم " ، قال إنه سمع عن هذه الخطوة قبل بضعة أشهر من شخص كبير جدا يعمل في لجنة بوكر كانت حجته أن المعيار الذي سارت عليه الجائزة لم يكن عالميا بالمعنى المطلق لذا فإنه كان مع هذه الخطوة ، وقال أيضا :
- إنه لأمر محزن أن بوكر كانت تدار بطريقة قديمة مع أن العالم قد تغيرولم يعد من المنطقي تقسيمه بهذه الطريقة.
في أمريكا الخبر كان له وقعه الخاص فقد أعرب أيون تريوين الذي يدير إحدى المؤسسات الأدبية هناك قال :
- يبدو أن الخبر وقع علينا كما يقع الماء البارد على العطاشى في الفصل الحار ، في هذه اللحظات ليست لدينا خطط لبدء الإعلان عن بعض التغييرات الكبرى في موضوع تقديم الأعمال والأسماء التي سوف تجري مناقشتها حتما .
تقارير أخرى أشارت إلى أن منظمي بوكر أرادوا بقرارهم منافسة جائزة فوليو المفتوحة في إنكلترا لجميع الجنسيات حيث قال ديفيد لودج الذي كان على قائمة مرشحي مان بوكر للأعوام 1984 و 1988 :
- أعتقد أن ذلك جاء كرد فعل على جائزة فوليو ، لكن الذي يقلقني هو ذلك العدد الهائل من الروايات التي قد تتأهل للفوز والذي سوف يعرض الجائزة لكي تخسر انفتاحها .
وبترشح جومبا لاهيري الروائية الأمريكية المتحدرة من أصول هندية والمولودة في لندن لجائزة بوكر هذا العام مع أربعة من الكتاب الأمريكان تكون قد مهدت الطريق بالفعل لها بالانفتاح على كتاب أمريكا ولن تقتصر على المملكة المتحدة وإيرلندا والبلدان التي تعرف بأمم الكومنولث ، الجائزة كما هو معروف تمنح كل عام لمؤلف من إحدى تلك البلدان المذكورة وتحت إشراف لجنة مشهود لها بالانضباط الكبير في هذا المجال يحصل الفائز في النهاية على 50000 ألف جنيه إسترليني ما يعادل حوالي 80000 ألف دولار .
ليندا غرانت الروائية البريطانية والصحافية المعروفة والتي سبق لها الترشح لبوكر تشعر بأن انفتاح الجائزة على الكتاب الأمريكان ستأخذ مسارا غير عادل في النهاية لأنها ستحرم الكثير من الكتاب البريطانيين من الفوز بها كما علقت على الخبر وقالت لصحيفة الغارديان :
- إذا كانت الجائزة ستنفتح على المؤلفين في أمريكا فإنها ستخلق خللا كبيرا في الوسط الثقافي والأدبي هنا في بريطانيا وسيتعين على مسؤوليها مراجعة موقفهم هذا قبل فوات الأوان.
عن: صحيفة الإندبندنت اللندنية