مثل كرة الثلج التي تتدحرج ويكبر حجمها أثناء تدحرجها، تكبر الشائعة ويزداد جمهورها، ولكثرة تداول الشائعات في بلدنا وسرعة تصديقها من قبل الناس، أوقن أحيانا أن تلك الشائعات لا تنطلق بصورة عشوائية، بل هي صناعة متقنة ومنظمة ولها خبراؤها وأوقاتها المناسبة وأهدافها المتنوعة..
آخر شائعة تناقلها العراقيون بعد مرور العيد المتخم بالموت والازدحامات هي احتمال تأجيل الانتخابات أو إلغائها لاستمرار الخلاف بين الكتل النيابية حول تمرير قانون الانتخابات لكن الشائعة لم تتوقف عند هذا الحد بل تدحرجت من لسان لآخر فكبر حجمها وصار يمكن لمن يسمعها أن يتخيل العراق في المرحلة المقبلة وقد تحول إلى سلطنة يحكمها السلطان المالكي ويخلفه السلطان الصغير احمد وهكذا بينما نتناسى ثم ننسى تدريجيا قانون الانتخابات والديمقراطية ونعود لتقديم فروض الولاء والطاعة لنيل رضى مولانا السلطان..
لم يمر يوم واحد على الشائعة حتى خرج علينا من ينفيها ومن يؤكدها من النواب انفسهم فالنجيفي ينفي تأجيل الانتخابات أو تمديد عمر الحكومة الحالية والزوبعي يؤكد ذلك والصدريون والأحرار يتهمون كتلا بعينها بمحاولة عرقلة تمرير قانون الانتخابات بصيغته الحالية رافضين فكرة إعطاء مقعد رئاسة الوزراء هذه المرة للمالكي اعتمادا على نجاحهم وشعبيتهم في انتخابات مجالس المحافظات....
المواطنون الذين يحصدون نتائج هذه الشائعات والتناحرات ويدفعون ثمنها يوميا من دمائهم وأحلامهم المذبوحة على الأرصفة مازالوا ينتظرون بفارغ الصبر فالكل ينتظر..العراقي الذي غمس أصبعه في حبر الانتخابات ليحصل على حكومة تلبي احتياجاته وتناسب خياراته وتفكر به وله..وأصحاب المعاملات المركونة منذ زمن والتي تنتظر تشريع قوانين تخدم المواطن أو قيام حكومة مخلصة تعمل على إنجازها، والمشاريع المؤجلة بانتظار الإيعازات الحكومية للوزارات وزيادة ميزانية أنفاقها بدلا من بعثرتها على مهرجانات باذخة ومحاولات فاشلة لتجميل وجه بغداد حضاريا وثقافيا بينما يجول الموت أزقتها ليلا ونهارا وترتفع نسب الفقر والبطالة والتسول لتشوه وجهها الجميل...
الكل ينتظر أن ينتهي الجدل بين من يمسكون بين أيديهم بتلابيب مستقبل العراق ليعيش العراقي في ظل حكومة وطنية حقيقية بعد أن شهد كل أنواع التجارب السياسية ابتداءاً بمجلس الحكم والحكومات الانتقالية ثم الحكومات المنتخبة ضمن اطار لا يحمل الكثير من ملامح الديمقراطية التي تاق العراقيون لها طويلا...الكل ينتظر أن تنتهي الإجراءات التي ترافق فترة ما قبل الانتخابات من تعقيدات في حركة السير وزيادة جرعات التفتيش،واهم المنتظرين هم أصحاب الأعمال الحرة الذين تعطل تلك الإجراءات تحصيل رغيفهم اليومي فيحلمون بقيام حكومة تضمن لهم عملا وحياة كريمة..
الشائعة الأخيرة مازالت تتدحرج وتكبر كرتها رغم نفي البعض لها فالمواطن العراقي يخشى العودة إلى عصر السلاطين وبدأ مريدي المالكي الذين تبعوه استنادا إلى مقولة (ماننطيها) يبحثون عن بدائل من قوائم شيعية أخرى كالصدريين أو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ويعمل أبناء هذه القوائم بدورهم على تأكيد وجودهم شعبيا وسياسيا لمنافسة المالكي لكن المصيبة التي يخشاها المواطن العادي حتى لو غمس إصبعه في الحبر الأزرق ووضعه على مرشح آخر أو قائمة أخرى أن يجد من يعيد الدولة للسلطان أما باستغلال الجيش والشرطة والصحوة أو بالتزوير المتقن أو بتكرار سيناريو الانتخابات السابقة وسعي الأطراف المعارضة نفسها لمنح الولاية للمالكي حتى ولو كانت ثالثة فهي افضل من تغيير الوجوه بأخرى ستتعارض حتما مع مبدأ (ماننطيها)..
أمّا.. أو (ماننطيها)
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
ست عدوية الائتلاف نفس الائتلاف التيارلصدري والمجلس الاعلى والفضيلة ودولة الفافون ادا بقت هده القائمة بهده التشكيلة من المستحيل انتزاع الحكومة من يد السلطان من يستطيع من هؤلاء الخروج عن الارادة الايرانية والامريكية الرجل مقبول من كلى الطرفين وخصوصا القضية
ابوحسان فلوس وخبر والحان
هلو ست عدوية كل الاحزاب والشخصيات صدعت روسنه بالوطنية مجرد خطابات سرد كلامي وبعدين اذا قروا قانون الاحزاب ترى يبقى فقط الدعوة,الشيوعي,الاسلامي,تكنوقراطي وبقية الاحزاب راح تنطوي تحت هالاحزاب التماسيح رح اصير مماحكاة ابممرات اروقة مجلس النواب وتقديم تنازلات