TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > لم يتغير شيء منذ الصفقة الكيمياوية..الغرب يغض الطرف عن المجازر في سوريا

لم يتغير شيء منذ الصفقة الكيمياوية..الغرب يغض الطرف عن المجازر في سوريا

نشر في: 21 أكتوبر, 2013: 10:01 م

كشف الجراح البريطاني المتخصص بالأوعية الدموية ديفيد نوت والذي عاد قبل اسبوع من رحلة دامت ستة أسابيع الى شمال سوريا، الكارثة الإنسانية المستمرة في سوريا وكيفية إيجاد حلول لها، قائلا "على المجتمع الدولي ان يؤسس ممرات إنسانية بين سوريا وجيرانها من أجل د

كشف الجراح البريطاني المتخصص بالأوعية الدموية ديفيد نوت والذي عاد قبل اسبوع من رحلة دامت ستة أسابيع الى شمال سوريا، الكارثة الإنسانية المستمرة في سوريا وكيفية إيجاد حلول لها، قائلا "على المجتمع الدولي ان يؤسس ممرات إنسانية بين سوريا وجيرانها من أجل دعم مستشفيات فقدت الآلاف من أطبائها وتكاد تنفد منها معدات انقاذ الحياة". وأضاف ان الأطباء و الكوادر الطبية الأخرى مستهدفة من قبل النظام  وان إمدادات الإسعاف تتعرض للتدمير على أيدي المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون حكومة الأسد والجيش السوري الحر في ذات الوقت. كان السيد نوت -الذي سبق ان عمل في مناطق صراع اخرى بما فيها البوسنة وأفغانستان والعراق- يعمل  على مدى أيام لمدة 18 ساعة في مستشفى ميداني في منطقة يسيطر عليها الثوار تبعد كيلومتر واحد عن خط الجبهة خلال مهمة الإغاثة الخيرية لسوريا. خلال عمله مع الجراحين السوريين تحت القصف وبالحد الأدنى من التجهيزات والمعدات، قال السيد نوت ان المستشفى كانت تشهد ما لا يقل عن عشرة من ضحايا اطلاق النار في   كل يوم – معظمهم من المدنيين المستهدفين من قبل قناصي النظام، "ليس هناك الكثير من الأطباء في ذلك الجزء من البلاد، و قليل من الكوادر المدربة على الجراحة. من بقي هم الذين يريدون فعلا مساعدة الناس، و هذا هو سبب موت أغلبية المصابين – انهم غير مدربين على الصدمة و كيفية التعامل مع النزف الشديد. المستشفى التي كنت اعمل فيها ليس فيها قناع ليرتديه الجراح، كما انها تفتقر الى الكثير من المستلزمات بسبب نفادها بسرعة.  الحصول على إمدادات طبية عبر خطوط القتال يعتبر مشكلة كبيرة، وهناك حاجة ماسة الى تأسيس نوع من الممرات الإنسانية اما من قبل الأمم المتحدة او حتى الحكومة البريطانية، فنحن بحاجة الى قنوات  لدخول الإغاثة". يأتي هذا النداء وسط إحباط يتنامى بين منظمات الإغاثة من فشل المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية التي تواجه سوريا. مع ان وصول مفتشي الأسلحة لتدمير أسلحة الأسد الكيمياوية قد أنهى الأزمة الدبلوماسية بين الدول الغربية التي تدعم الثوار و بين روسيا حليفة الأسد، فانه لم يفعل الكثير لمساعدة ملايين المدنيين الذين حوصروا في الصراع . يقول د. جين هارفي برادول مدير البحوث في منظمة اطباء بلا حدود  والذي عاد من سوريا قبل أسبوعين "هؤلاء السكان بحاجة الى مساعدة خارجية ... فاتفاق مجلس الأمن لم يغير شيئا و لم يأتي بنتائج ايجابية لصالح المدنيين. من الملفت للنظر ان المجتمع الدولي مسرور بالاتفاقية الكيمياوية مع ان شيئا لم يتغير... في الواقع نحن نود ان نكون في وضع يسمح لنا بارسال قوافل الى  حيث يتعرض السكان الضعفاء الى الهجوم، الا ان ذلك يبدو حلما لا يمكن تحقيقه". في الاسبوع الماضي، تم اختطاف ستة متطوعين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر و متطوع واحد من الهلال الأحمر العربي السوري من قبل مسلحين قرب بلدة سراقيب في محافظة ادلب. تم اطلاق سراح  اربعة منهم الا ان الباقين مازالوا مختطفين رغم المناشدات المتكررة . هذه الحادثة سلطت الضوء على المخاطر التي يواجهها عمال الإغاثة في سوريا.
لدى دخوله الى سوريا عن طريق تركيا، كان على السيد نوت الاختباء في الجزء الخلفي من سيارته عند نقاط التفتيش التي يحرسها مقاتلون من دولة العراق والشام الإسلامية، يقول "المشكلة هي ان المساعدات يجري إيقافها من قبل هؤلاء المقاتلين. من الصعب جدا الدخول او الخروج، و اذا لم تكن تعجبهم فانهم يسحبونك من السيارة و يعتقلونك او يخطفونك". و يضيف قائلا ان العاملين في مجال  الرعاية الصحية و الطبية قد اصبحوا أهدافا لقوات النظام لأنه " اذا ما تم ابعاد هؤلاء العاملين فلا أحد يرغب بالقتال لعدم توفر من يعالجه". كانت احدى المستشفيات التي مررنا بها قد سويت بالأرض، يقول "المستشفى استهدفت  بصواريخ سكود. انهم يحاولون نسف كل المستشفيات، و ان سواق الإسعافات يعودون مع آثار الرصاص على سياراتهم. النظام لديه جواسيس في كل مكان، واذا عرفوا هويات الأطباء فانهم يعتقلون  عوائلهم وأقرباءهم او يسيئون اليهم".  يقول مارتن كوتنغهام من الإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة "منذ مدة و نحن نلح على ايجاد ممرات انسانية" . ويضيف "منذ بدء الصراع، غادر سوريا 15 الف طبيب، وفي بعض المناطق يتوفر طبيب واحد لكل 70 الف شخص. كما يشكل الجوع قضية حقيقية. مع قرب الشتاء، فان الحاجة الى ممرات انسانية لإيصال المعونات الى المناطق البعيدة تعتبر امرا ضروريا من خلال تعاون الحكومة و الأمم المتحدة". في العام الماضي دعت فرنسا الى تأسيس ممرات انسانية الا ان الخطة فشلت  بسبب الحاجة الى فرضها عسكريا. ذكر السيد نوت الذي عاد للعمل في لندن الأسبوع الماضي انه ممتن لسنوح الفرصة كي يقوم بتدريس تقنيات الجراحة مثل تكليب الأوعية الدموية و تقطيب الجروح في القلب و التي من الممكن ان تنقذ حياة المصابين بالإطلاقات النارية والذين كانوا ينزفون حتى الموت قبل زيارته. يقول "لم يسبق لي ان قمت بعمليات فتح صدر كثيرة بهذا الشكل في حياتي، كان الناس ينزفون حتى الموت لعدم وجود متدربين على فتح الصدر للسيطرة على نزيف الرئتين او القلب او الأوعية الدموية الرئيسية. لكن بعد تدريبي لهم اختلف الأمر مع انني اتساءل كيف سيواصلون ذلك بعد مغادرتي. لقد سررت عند استلامي رسالة منهم تقول انهم يطبقون ما تعلموه مني وان الكثير من المصابين يتماثلون للشفاء".  اما في موضوع الغذاء، فتقدّر الأمم المتحدة ان هناك أربعة ملايين سوري بحاجة ملحة الآن إلى الغذاء. يقول المدير التنفيذي لمنظمة "انقذوا الأطفال" جوستن فورسيث "مع اقتراب الشتاء و تنامي الجوع.. فنحن بحاجة الى ايصال المساعدات الإنسانية الى كافة المناطق السورية خلال اسابيع و ليس شهورا". تقول عبير عطيفة الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي" حاليا، لا تتمكن أية منظمة عدا تلك التي توافق عليها الحكومة مثل الهلال الأحمر العربي السوري من توزيع المساعدات داخل سوريا، الا ان تسليم الحصص الغذائية يتأخر بسبب المخاطر الأمنية على الطرق و نقاط التفتيش و بسبب التحول المستمر لخطوط السيطرة  في انحاء البلاد".
عن: الأندبندنت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مخاوف من تكرار سيناريو كورونا بعد تفشي فيروس "ميتانيموفيروس"

انفجارات تهز دمشق

إيران تعتزم تسويق نفطها لشرق آسيا بـ"هوية عراقية"

تظاهرة للمتقاعدين في إيران احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية

إيران في رسالة للسوداني: لا نتحفظ على أي قرار يخص مستقبل الحشد

مقالات ذات صلة

أبرز ردود الفعل.. ماذا قالت السعودية وإيران وإسرائيل عن انتخاب رئيس لبنان؟

أبرز ردود الفعل.. ماذا قالت السعودية وإيران وإسرائيل عن انتخاب رئيس لبنان؟

متابعة/ المدى توافدت العديد من الدول العربية والأجنبية للتعليق على انتخاب، جوزيف عون، رئيسا جديدا للبنان، اليوم الخميس. السعودية بعث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، برقية تهنئة، للرئيس اللبناني، جوزيف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram