لانتوقع أن يكون المتقاتلون على حدث عمره 1400 سنة، على علم أو اهتمام بما كشفته «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، عن اقتراح ومخطط لإقامة كنيس يهودي، على خمس مساحة "الأقصى"، ولا عن تحذيرها بأن المسجد الأسيريمر بأقسى درجات الخطر، وأن على الأمة الاسلامية، إن كان هؤلاء منها، أو يتفهمون تعاليم الدين الحنيف، أو يؤمنون بما جاء به النبي من رسالات ربه، أن تتحرك عاجلاً لإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بدل التحشيد الطائفي، وتشكيل جبهات النصرة وإنشاء دولة داعش الوهمية، فهؤلاء ليسوا معنيين بتحركات الحنان جلط، مدير عام مكتب الشؤون الدينية في وزارة الأديان الإسرائيلية، ولا بتقديمه مشروعاً يُقنن إقامة صلوات يهودية في المسجد الأقصى، بناءً على ما تم الاتفاق عليه في لجنة الداخلية في الكنيست، وبما يوجب تخصيص مساحة في الجهة الشرقية من الأقصى، تشكل خمس مساحة المسجد، لتكون بمثابة كنيس يهودي، توزع فيها مساحات لإقامة الصلوات اليهودية الفردية والجماعية، وفق أوقات زمانية محددة موزعة على أيام الأسبوع، وأخرى على مواسم الأعياد والمناسبات اليهودية.
الأمة مشغولة اليوم بطائفيتها، وهي تحيل لها كل تحرك سياسي، والمغرر بهم يخوضون حرباً ضروساً، للدفاع عن مقام السيدة زينب في ضواحي دمشق، أو الدفاع عن صحابة الرسول ضد شاتميهم، والسفهاء يجوبون الشوارع شتّامين في استعراض بغيض، والفقهاء منشغلون بمبطلات الوضوء وجهاد النكاح وإرضاع الكبير، وربما بإجراء الدراسات العلمية حول جنس الملائكة، والفضائيات إياها تتبارى في حسابات تتعلق بأعداد الحور العين، التي يستحقها المؤمن، وتفوّق أعداد هذه الروبوتات لمن يقضي شهيداً، وبما يوحي بأن ممارسة الجنس ستكون الوظيفة الأساس لساكن الجنة، أما فكرة الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فمؤجلة إلى ما بعد انتصار الفئة المؤمنة على الفئة الضالة، وبعض المساجد تغص بروادها أيام الجمع، لأن الخطيب فيها يتقن لغة التحريض، ويحسن شتم الآخرين.
هل نحتاج إلى التذكير بأن هناك لجنة تأسست قبل ثمانية وثلاثين عاماً، بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الإسلامية، وتولى رئاستها ملك المغرب، وورث ابنه رئاستها بعد موته، وأن أهدافها تلخصت في دراسة الوضع في المدينة المقدسة، ومتابعة تنفيذ قرارات مؤتمرات وزراء الخارجية للبلدان الإسلامية، والقرارات المصادق عليها من مختلف الهيئات والمحافل الدولية، والاتصال بالمنظمات الدولية الأخرى، التي قد تساعد على حماية المدينة، وتقديم مقترحات للبلدان الأعضاء، ولكل المنظمات المعنية بالأمر، تتعلق بالخطوات المناسبة، التي يجب اتخاذها لضمان تنفيذ القرارات، لمجابهة أي تطورات، وأن هذه اللجنة مطالبة بتقديم تقرير سنوي لمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، عن طبيعة ما نفذته من خطوات، وأن هناك لجاناً فرعية في عدد من العواصم العربية، تجتمع وتنصرف دون أي أثر، وأن هناك جيوشاً أنشئت باسم القدس، وأياماً تحمل اسمها، دون أن يستفيد المقدسيون من أي خطوة تعزز صمودهم وتقوي دفاعهم عن مدينتهم.
نحن فقط نحتاج لتذكر ما أنشده الشاعر مظفر النواب بعد هزيمة حزيران، حين خاطب الزعماء العرب، القدس عروس عروبتكم.. الخ، وترديد ذلك عند أذن كل الشيوخ، بعمائمهم السوداء والبيضاء والخضراء، علّهم يعودون إلى الطريق الصواب، ويمتنعوا عن تحريضنا ضد أنفسنا، وتذكر أننا وهم ممنوعون من زيارة القبلة الأولى، التي تتحول تدريجياً إلى كنيس يهودي.
هي القدس لو تعقلون
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2013: 10:01 م