ترجمة: إسلام عامر على الرغم من التفجيرات الكبيرة التي هزت البلاد و المخاوف من تصاعد اعمال العنف برحيل القوات الامريكية الا ان العراقيين مازالوا يعتمدون على استخدام جهاز للكشف عن المتفجرات في الوقت الذي يقول فيه خبراء و تقنيو الجيش الامريكي انه لا فائدة من استخدام هذا الجهاز.
و يجري استخدام هذا الجهاز اليدوي ذي الهوائي التلسكوبي و الذي يعمل على التدوير يجري استخدامه في المئات من نقاط التفتيش في العراق. و قال ضابط متقاعد في القوة الجوية الليفتانت كولونيل بيدلانك قال واصفا تلك الاداة على انها ليست اكثر من مجرد عصا للتنبؤ بوجود المتفجرات. و مع هذا قامت الحكومة العراقية بشراء اكثر من 1.500 قطعة من هذه الاجهزة الكاشفة و التي تستخدم حاليا عوضا عن التفتيش المادي و الفعلي للمركبات، ومع تراجع العنف في العامين الماضيين قامت الحكومة بإنزال جدران مضادة للانفجارات في العشرات من الشوارع و قال ان العراقيين سيتولون مهمة حماية وطنهم. لكن التفجيرات الاخيرة في المباني الحكومية كشفت عن مدى هشاشة الوضع في العراق لحد الآن بالاخص مع الانتخابات البرلمانية المقبلة و العنف المتوقع حصوله معها.و كان على المتفجرين الانتحاريين و الذين خططوا لإدخال طنين من المتفجرات في يوم 25 تشرين الاول ما أسفر عن مقتل 155 شخصا و تدمير ثلاث وزارات كان عليهم عبور نقطة تفتيش واحدة على الاقل حيثما يتم استخدام هذا الجهاز(ADE 651) عادة ً منطلقين منها و كما ظهروا في اشرطة الفيديو. ولا يستخدم الجيش الامريكي هذه الاجهزة و قال الميجر جنرال ريتشارد جية رو والذي يشرف على عملية تدريب الشرطة العراقية في الجيش الامريكي قال:»لا اصدق بوجود عصا سحرية يمكنها الكشف عن المتفجرات و لو كان هنالك واحدة لاستخدمناها جميعا لكني لا اثق بعمل هذ الجهاز». لكن العراقيين و على اية حال من الاحوال يشعرون بحماسة في أنفسهم «سواء كانت هذه الاداة السحرية ام علمية لا يهمني ذلك بل ما يهمني هو انها تكشف عن وجود المتفجرات». هذا ما قاله اللواء جهاد الجابري رئيس المديرية العامة لمكافحة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية. قال دايل موراي رئيس الهيئة القومية في المركز الامني لدراسة علوم المتفجرات في مركز سانديا قال:»قام المركز بإجراء اختبار للعديد من هذه الاجهزة من هذه الفئة و لم تعط اي منها اكثر من نتائج ذات فرص عشوائية». و حذرت وزارة العدل من مغبة شراء منتجات عديدة تدعي امكانية الكشف المتفجرات عن بعد مسافة و من جهاز محمول، و يصل وزن آلات الكشف عن المتفجرات عن بعد الى الاطنان والتي غالبا ما تستخدم في المطارات و تصل كلفتها الى مئات الآلاف من الدولارات و معظم المشترين لجهاز ADE651 هم من الدول النامية وليس هناك قوة عسكرية كبرى معينة او قوة شرطة من زبائن هذا المنتج بحسب ما يقوله المُصَنِع. وقال الجابري: «اني لا اكترث بمركز سانديا او وزارة العدل او اي واحد منهم و لدي معرفة بهذا الموضوع تفوق معرفة الامريكان و في الحقيقة اني على دراية بما يتعلق بالقنابل اكثر من اي شخص في العالم». وعزا تراجع التفجيرات في بغداد الى استخدام هذه العصا الكاشفة في نقاط التفتيش. في حين يعزو المسؤولون الأمريكيون هذا النقصان الى الزيادة في عدد القوات الامريكية بالاضافة الى وجود الصحوة و التي عملت ضد افراد القاعدة في بلاد ما بين النهرين. ونقل عقيل الطريحي وهو المفتش العام لوزارة الداخلية نقل بأن وزارة الداخلية قامت بشراء 800 قطعة من هذا الجهاز من شركة تدعى ATSC ((UK المحدودة و بسعر 32 مليون دولار في عام 2008 و كمية اخرى غير محدودة اكبر من التي قبلها و بسعر 53 مليون دولار و قال الطريحي ان الضباط العراقيين دفعوا 60.000 دولار للقطعة الواحدة بينما يمكن شراء القطعة الواحدة بسعر اقل يصل الى 18.500 دولار وقال انه كان قد بدأ تحقيقا بهذه العقود التي هي من دون عطاءات مع شركة ATSC. ولم يرد جيم مكرومك رئيس شركةATSC والتي مقرها في لندن بأي تعليق على هذه الادعاءات.و افصحت قيادة عمليات بغداد عن شراء مئة جهاز كاشف اضافي لكن الجنرال رو قال ان خمسة الى ثمانية كلاب للكشف عن هذه القنابل يمكن شراؤها بسعر 60.000دولار وبنتائج يمكن إثباتها. إن عملية تفتيش المركبات باستخدام الكلاب عملية بطيئة جدا بينما لا تستغرق عملية التفتيش باستخدام هذا الجهاز الا ثوان ٍ معدودة لكل مركبة فقال اللواء الجابري «هل يمكنك ان تتخيل البلاد بوجود الكلاب في 400 نقطة تفتيش في بغداد، ستتحول المدينة الى حديقة للحيوانات». وليست السرعة هي الموضوع الوحيد حيث قال الكولونيل بيدلاك»عندما يقولون بأنهم يبيعونك شيئاً ما سيحمي أبناءك وبناتك و يجعلهم في مأمن فإنهم بذلك يجتازون خطاً لا يحتمل من الفساد الاخلاقي»و في السنة الماضية عرضت مؤسسة ذة جيمس راندي التعليمية،و هي منظمة تبحث عن كشف زيف الادعاءات لمثل هذه الاجهزة الخارقة، عرضت علنا مبلغا بقيمة مليون دولار ATSC اذا استطاع هذا الجهاز اجتياز اختبار علمي يثبت صحة عمله و انه يقوم بكشف المتفجرات و قال راندي انه لم يتبن َ
العراق متأكد من قدرته .. كاشـــــف المتفجـــــــرات بعيــــــون أمــــيركيـــــــــة
نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 04:00 م