تأسس دير سانت كاثرين من قبل الإمبراطور سانت جوستينيان عند سفح جبال سيناء، وتقول التقاليد المتوارثة، إن الدير قد شيّد في هذا المكان، للإشارة إلى المكان الذي ركع فيه موسى على ركبتيه أمام شجيرة تحترق وكلّم الله، والدير المختفي بين الجبال الصحراوية، تمت
تأسس دير سانت كاثرين من قبل الإمبراطور سانت جوستينيان عند سفح جبال سيناء، وتقول التقاليد المتوارثة، إن الدير قد شيّد في هذا المكان، للإشارة إلى المكان الذي ركع فيه موسى على ركبتيه أمام شجيرة تحترق وكلّم الله، والدير المختفي بين الجبال الصحراوية، تمت حراسته لعدة عقود من الزمن، من قبل الرهبان والقبائل البدوية.
وقد تغيّر الحال اليوم، إذ ان العالم الحديث وصل إلى الدير عبر الطرق المبلطة السريعة وأيضاً، زخم حركة السياحة إليه، إذ كان الألوف من الحجاج يزورونه يومياً، في بعض الأحيان، ولكن التحركات العسكرية التي بدأت في سيناء أخيراً، قد جلب لشبه الجزيرة هذه قلقاً، خاصة ان قبائل كانت تحصل على رزقها من مرافقتها للسيّاح.
وفي شهر آب الماضي، أغلقت الحكومة المصرية دير سانت كاثرين أمام الزوار تحسبّاً لحالات طارئة، وهذا هو الإغلاق الثالث للدير في خلال 50 سنة، وعندما فتح الدير أبوابه بعد ثلاثة أسابيع، كان رجال الأمن في كل مكان، يحرسون العدد القليل من الزوار وهم يحملون أسلحتهم، إذ ان المواجهات تدور بين حين وآخر، في شمال سيناء، ما بين أفراد البدو ورجال الأمن المصريين، أما في الجنوب فالوضع هادئ، ويتحدث البدو لأطفالهم عن الدير وكيف ان معيشتهم على السياح.
ويقول سليمان الجبالي، "ان حياتنا ومعيشتنا تعتمد على الدير".
أما الرهبان في داخل الدير، فهم يمارسون واجباتهم التقليدية، وهم يرتدون ألبستهم السوداء، ولهم لحى بيضاء، وشعر طويل مقصوص في الخلف.
وهؤلاء الرهبان يمضون يومهم في الصلوات أو القراءة في المكتبة الرائعة التي لديهم، وهي تضم بعض المخطوطات المسيحية القديمة والثمينة جداً.
وقد بدأ الدير يستقبل السيّاح بأعداد كثيرة، عندما تم إحداث طرق خارجية معبّدة في أوائل عام 1980، وكان حتى قبل وقت قليل من الاضطرابات الأخيرة يستقبل يومياً حوالي 350 (باص) في اليوم، وأكثر من ألف زائر، للساحل السياحي في (طابا) وذهب وشرم الشيخ، على شاطئ البحر الأحمر، والتي تعتبر جنّة الغطّاسين، كما ان أصحاب الجمال يقومون بنقل الزوار في ثلاث ساعات، إلى قمة جبل سيناء.
لكن الأمور قد تغيرت، كما ذكرنا من قبل، وقبيلة الجبالية البدوية، ماتزال ترعى حدائق الصحراء وقطعان الغنم والماعز، ولكل واحد من القبيلة جمل يعتمد عليه، وقال احدهم "إن تواصلت الأوضاع السيئة، فإننا سنسلك وسيلة أخرى للعيش مثل تهريب المخدرات".
ويقول أحد أفراد القبيلة، "حتى الإسرائيليون كانوا يأتون إلينا بأعداد كبيرة".
أما اليوم فان معبر طابا ما بين مصر وإسرائيل يبدو خالياً، والفنادق الساحلية خالية أيضا وزجاج نوافذها قد تكسّرت.
وفي الأيام السابقة، كانت تلك المناطق تزهو بأماكنها للسياحة التي تحمل أسماء مثل "الموج الأزرق" و"مخيم القمر" و"نيرفانا".
وفي الدير، يقول الأسقف داميانوس، معتذراً عن إنكليزيته الضعيفة نوعاً ما "يجيد خمس لغات": "الأمر لا يعتبر سيئاً بالنسبة للدير، ان يغلق بعض الوقت، نحن رهبان بعد كل شيء، لقد عدنا إلى حياتنا الهادئة القديمة".
ويقول أيضا: "عندما بدأت المشاكل في سيناء، جاءني البدو قائلين، "أنت تعلم أننا معكم منذ زمن بعيد، وقد جاء أجدادنا إلى هذا المكان لحمايتكم، وهذا تقليد سرنا عليه. وقد تأثرت جداً من ذلك الحديث".
ويهتم الرهبان حالياً بتحويل اكثر من 3،000 مخطوطة إلى أقراص رقمية، من اجل الحفاظ عليها، اذ ان الزمن الطويل قد أدى إلى مسح بعضها، مما تتطلب إعادة كتابتها، ويقف الأب جوستن على سقف المكتبة، ويشير إلى جامع في التحت ويقول انه يحس بالأمان والفخر لأن المسلمين والمسيحيين هم في وطنهم هنا.
وأشار أيضا إلى الجدران العالية (60 قدما) التي بقيت لأكثر من 1400 سنة قائلاً: "لقد أنشأت هذه الجدران حصناً لحماية الدير، وتحولت اليوم أيضاً إلى حصن منيع).
عن: الأوبزرفر