ولد الحارس من كرة الشمع، فلم يستطع أن يصنع له تمثالاً ولا قلبا يأخذه إلى رماده الأخضر، فتعفن العشب في راحتيه، وراح ينصت لعذاب الحجر، ويسكر من صمت الشمس وسحر الضباب, ضاعت موجاته الساحرة في بركة الأحزان، وانفطرت الذكرى في مرآة ذكرياته، طاف بريشةٍ رمادي
ولد الحارس من كرة الشمع، فلم يستطع أن يصنع له تمثالاً ولا قلبا يأخذه إلى رماده الأخضر، فتعفن العشب في راحتيه، وراح ينصت لعذاب الحجر، ويسكر من صمت الشمس وسحر الضباب, ضاعت موجاته الساحرة في بركة الأحزان، وانفطرت الذكرى في مرآة ذكرياته، طاف بريشةٍ رمادية بلداناً من العسل والطين، فجلب منها شمساً ثملة، أدخلها جلده، فضاعت شاماته بين شقوقها، كانت أنثاه تدلّه إلى عصفٍ وشمعة ورسام، اقترب عتمة العالم من أرجوحة الشاعر صديق السنونو. فاعتاد على تهريب كاميراته باتجاه هوليوود، يصنع هناك ورداً بلاستيكياً من بعض أوردتهِ الخرساء، كان يستيقظ كل صباح في شرفة تعجُّ بأشلاء غيوم الضحك وتعارك فرحاً ممنوعاً من اليقظة تمشي بذكرياتها إلى هندسة جسد أنثى أنفقت على ما تيسر لها من ثلج المعنى وأصابعها التي اندست في سخونة أصباغ الحلم والطيف القريب من جدارٍ طبعت عليه شفتها دون أحمرٍ أو أزرق خرجت من الحلم تأكل قبلاتها وتتذكر أماكن تقبيلها وتتأوه، تتمشى في سهو يرتجف من فيض حكايات شقاه راعفة، لم تزل تلعق لسانها، ولسانه معاً، منذ أربعين وهي ترتب السرير ليدخل إليها تمثاله الوحيد الذي غادر الغبار، كانت أناملها تتصفّح لمساتها في مدونة النسيان. يجول في خاطرها ورد أحمر يطير في احمرار حزن البلاد، ويتطاير في أهزوجات ناقصة هاهو يدسُّ أنفه في سخام ويستعر في عتمته ويترك أقدام المطر تعبث بالحكايات الجديدة والقديمة.