قال الرئيس السوري بشار الاسد الذي يحارب تمردا مسلحا ضد حكمه منذ عامين ونصف العام انه لا يرى أي مانع من ترشحه للانتخابات الرئاسية السورية المقبلة المتوقعة في عام 2014. وقال الاسد في مقابلة مع قناة الميادين العربية التي نشرت مقتطفات منها يوم الإثنين
قال الرئيس السوري بشار الاسد الذي يحارب تمردا مسلحا ضد حكمه منذ عامين ونصف العام انه لا يرى أي مانع من ترشحه للانتخابات الرئاسية السورية المقبلة المتوقعة في عام 2014.
وقال الاسد في مقابلة مع قناة الميادين العربية التي نشرت مقتطفات منها يوم الإثنين "شخصيا لا أرى أي مانع من ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة." ومن المقرر ان تبث قناة الميادين المقابلة كاملة في وقت لاحق يوم الإثنين.
وردا على سؤال حول ما اذا كان المناخ ملائما لاجراء انتخابات رئاسية قال الاسد "يستند هذا الجواب على نقطتين الاولى هي الرغبة الشخصية والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الاولى والمتعلقة بشخصي انا لا أرى مانعا من الترشح للانتخابات المقبلة. اما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية فمن المبكر الآن ان نتحدث عن هذه النقطة لا يمكن ان نبحثها الا في الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية."
وهاجم الاسد بشدة عددا من الدول التي اتهمها بالتورط في دعم الإرهاب في سوريا وذكر على وجه الخصوص قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا.
وقال إن السعودية "تقوم بشكل علني بدعم المجموعات الارهابية في سوريا. امدادها بالمال وامدادها بالسلاح وطبعا دعمها سياسيا واعلاميا."
ورفض اجراء حوار مع السعودية قائلا "اذا كان عليك ان تفاوض او تبحث مع طرف فلتبحث مع مدير العملية او قائد العملية (في اشارة الى الولايات المتحدة) ولا تتفاوض مع منفذين" واضاف "السعودية هي دولة تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة."
ودعا الاسد مبعوث الامم المتحدة في سوريا الاخضر الابراهيمي الى الالتزام بمهامه قائلا "هو مكلف بمهمة وساطة. الوسيط يجب ان يكون حياديا في الوسط. لا يقوم بمهام المكلف بها من قبل دول اخرى وانما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الارض. هذه هي مهمة الاخضر الابراهيمي."
وأضاف "في الزيارة الثالثة تحدث او ربما حاول ان يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2014 وهذا الكلام كان في نهاية 2012 وطبعا كان الجواب واضحا ان هذا الموضوع سوريا غير قابل للنقاش مع اي شخص غير سوري."
ونحّى الرئيس بشار الأسد الجهود المتجددة لأقناع الحكومة و معارضيها بالجلوس الى مائدة المفاوضات ، و قال في مقابلة على قناة الميادين اللبنانية " اذا اردنا نجاح المؤتمر، فان العوامل التي من شأنها ان تساعد في عقده غير متوفرة ". و اضاف انه ليس واضحا من الذي سيمثل المعارضة او ما مدى المصداقية التي يمتلكها ممثلو المعارضة داخل سوريا . و تساءل الأسد " من هي المجموعات التي ستشارك ؟ و ماهي علاقتها بالشعب السوري ؟ و هل هي تمثل الشعب السوري ام البلد الذي صنعها ؟" ، مشيرا الى ادعاء الحكومة بان الثوار هم عملاء " لقوى غربية و عربية" . هناك الكثير من التساؤلات حول المؤتمر .
من جانبها لم تقرر المعارضة السورية المنقسمة لحد الآن ما اذا كانت ستحضر مؤتمر جنيف أم لا .
من المقرر ان تجتمع مجموعة الظل الرئيسية للمعارضة المدعومة من الغرب – الأئتلاف الوطني السوري- في 1 – 2 ت2 في اسطنبول لتقرر المشاركة في المحادثات من عدمها . صرّح أحد الفصائل البارزة داخل الأئتلاف – المجلس الوطني السوري – بانه لا يثق بالتفاوض مع نظام الأسد و انه لن يشارك في مفاوضات جنيف .
ان قدرة الأئتلاف ، مقره تركيا ، على التحدث بأسم الثوار عموما كانت موضع جدل منذ وقت طويل، و ان المقاتلين داخل سوريا – الذين يرفض معظمهم التفاوض مع النظام – يتهمون قادة المعارضة في المنفى بانهم غير متواصلين مع الحقيقة على الأرض .
ان مصداقية الأئتلاف المتوترة أصلا حققت نجاحا كبيرا الشهر الماضي عندما انفصلت عشر مجموعات ثائرة بارزة علنا عن مجموعة الظل للمعارضة ، و منذ حينها حذت المزيد من الألوية الثائرة حذوها . في ذات الوقت، نجح الأسد خلال الأشهر الستة المنصرمة في استعادة الشعور باستقرار و استمرار مسك حكومته للسلطة ، و التي اهتزت من خلال خسارة مناطق كبيرة من البلاد لصالح الثوار في 2012 .
استغل الأسد اغلب المقابلة في التنديد بالسعودية و قطر و تركيا لدعمها الثوار ضده ، الا انه خاطب ايضا قضية مستقبله في البلاد و الأنتخابات الرئاسية المخطط لهافي 2014 . قال " لا أجد سببا يمنعني من التنافس في الأنتخابات المقبلة . لايزال الوقت مبكرا للحديث عن الأنتخابات ، و يمكننا فقط مناقشتها عند الأعلان عن موعد اجراءها ". معظم المعارضة تقول لن يكون هناك انتقال سلمي ما لم يترك الأسد السلطة . و قال الرئيس ايضا انه يرغب بالمشاركة في محادثات السلام لكنه كرر موقفه السابق بانه لن يتفاوض مع المعارضة المسلحة ما لم تضع السلاح أولا .
تعثرت الجهود الدبلوماسية الدولية للتوسط في حل سياسي للحرب الأهلية مرارا بينما يتصاعد العنف داخل البلاد منتزعا ا أرواح لكثير من السكان المدنيين ، حيث اصدر سكان احدى ضواحي دمشق المحاصرة التي يسيطر عليها الثوار – ضاحية المعضمية - نداءً عاجلاً الأثنين الى المجتمع الدولي لانقاذهم من الجوع و القصف المتواصل بعد فشل جهود اخلاء المدنيين من المنطقة خلال الأسبوع الحالي . منذ أشهر و القوات الحكومية تمنع دخول الغذاء و الأمدادات الى ضاحية المعضمية غرب العاصمة حسب قول ناشطين . استطاع ما يقرب من 3 آلاف من سكانها الهرب الشهر الماضي خلال وقف مؤقت و نادر لأطلاق النار .
تقول وكالات الأغاثة ان السوريين في انحاء البلاد يواجهون مصاعب في الحصول على الطعام ، لكن الجوع في ضواحي دمشق الواقعة بيد الثوار حاد بشكل خاص .
جاء في رسالة مفتوحة عمّمها ائتلاف المعارضة ، ان سكان المعضمية يناشدون المجتمع الدولي من أجل تقديم المساعدة لهم ، تقول الرسالة " انقذونا من الموت ، انقذونا من جحيم ألة القتل التابعة للأسد ". دعا الأئتلاف المنظمات الدولية لتأسيس ممر انساني للسماح بدخول الغذاء للمنطقة، و دعا مسؤول الشؤون الأنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس السبت الى " توقف فوري " للصدامات من أجل السماح بمغادرة المدنيين .
من جانب اخر قال قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، امس الثلاثاء، إنه "لن يحضر مؤتمر جنيف للسلام إلا إذا كان الهدف هو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد".
ويأتي تصريح الجربا فيما يواصل 11 بلدا عربيا وغربيا من مجموعة "أصدقاء سوريا" اجتماعهم في لندن ويبذلون الجهد لتخطي العقبات أمام تنظيم مؤتمر للسلام في جنيف بشأن سوريا يقاطعه جزء من المعارضة.
ويجتمع في هذا اللقاء وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن.
وتتمثل المعارضة السورية من جهتها عبر رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا.
وصرح عدد من المسؤولين من بينهم نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنهم يتوقعون انعقاد مؤتمر جنيف2 في الثالث والعشرين من نوفمبر وإن أعلنت الولايات المتحدةوروسيا والامم المتحدة انه لم يتحدد موعد رسمي بعد.
ويشارك في اجتماع لندن11 بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات والولايات المتحدة. وقال مسؤول أميركي أن هذه الدول ستبحث جدول اعمال مؤتمر جنيف2 وكيفية مساعدة المعارضة على الاستعداد له.
ورغم ان واشنطن قالت إنها مستعدة لبحث امكانية مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 إلا أن كيري قال أنه من الصعب ان تلعب طهران دورا ايجابيا إلا إذا أيدت فكرة الحكومة الانتقالية.
وكان من المقرر أن يبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الثلاثاء اجتماعا لهيئته السياسية والعامة في اسطنبول لاتخاذ "قرار نهائي" بشأن المشاركة في جنيف، لكن الاجتماع أرجىء إلى نهاية نوفمبر، بحسب ما أفاد عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس الاثنين.
عن : واشنطن بوست