تصريح السيد مقتدى الصدر الأخير الذي، فسره بعض المحللين بأنه يحمل رسالة مفادها "إمكانية منح التيار الصدري رئيس الحكومة نوري المالكي ولاية ثالثة"، وجدته أقوى رسالة تشاؤمية للناس من قبل قائد لحركة فاعلة بالعملية السياسية. لم يكن السيد متشائماً، فقط، بل ويائساً أيضا من حصول أي تغيير في نتائج الانتخابات المقبلة قد يخلِّص العراق من الدمار الشامل الذي لفه من رأسه حتى قدميه.
عندما يقول القائد، أي قائد، لمن يناشده أن "خليها على الله"، المرادفة لـ "توكل على الله" فهذا يعني أننا في مصيبة تحتاج إلى معجزة ربانية كي نتخلص منها مثل تلك التي خلصتنا من صدام أو أكبر بكثير. الذي فهمته من قوله أن المالكي باقٍ في مكانه لا يتزحزح. أي إننا في مثل هذا اليوم من العام القادم سنبقى بنفس الحمام ونضرب على نفس الطاس. والا فانا بحاجة لمن يفسر لي قصد السيد مقتدى بغير الذي فسرته حين يقول "في ظل الأوضاع الشعبية والسياسية الحالية سيبقى المالكي لمدى الحياة" .. وانه قد يستعين بمفوضية الانتخابات والأعوان والدعم الخارجي حتى لو كان الشعب ضده". لا اعتقد أن هذا القول يحمل أي معنى من معاني دعم التيار الصدري للمالكي كي يجثم للمرة الثالثة على صدر العراق ليبقى أربع سنوات أخرى تحت رحمة الفساد والمفخخات. أنا معه تماما حين قال لسائله "خلوها على الله" فمعضلة حاكم يبقى في مكانه حتى لو كان "الشعب ضده" حقا لا يحلها إلا الله.
عندما جاء علي الأكبر لأبيه الحسين طالبا شربة ماء، وهو يرى الأعداء قد حالت بينه وبين الفرات، رد على لسانه شاعرنا العراقي: يبويه استخلف الله العمر وصبر. وهكذا أفسر لسان حال مقتدى الصدر برده على السائل.
الذي نعرفه أن الله قد ألزم نفسه بأنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فعلام يتحيز لنا الله من دون خلقه وهو يرانا نختار لحكمنا من لا تهمه دماؤنا ولا أموالنا ولا مستقبل أطفالنا؟ ثم اني سمعت من الخطيب الدكتور الوائلي يوما بأن الله لا يتدخل، وأحيانا لا يستجيب لمن دعاه، إلا اذا عجز عقل الداعي عن حل المصيبة التي هو فيها. ولا أظن أن الله أعطى شعبنا عقلا اقل وزنا أو رجاحة من عقل الشعب المصري الذي أنهى حكم مرسي بثلاثة أيام. الخلاصة أن من لا يستخدم عقله ويعرف مصلحته فسوف لن يعينه ربه.
حضرتني نكتة ذلك المؤذن، الذي اشتكى له ابنه من جاره الذي كان "يسيء الأدب" مع أمه، فرد عليه أن "خليها على الله يا وليدي". كم أود كتابتها هنا لكن خطوط النشر الحمراء التي اشتكاها الصديق خالد القشطيني قبل أيام في عموده "يا عيني على الفكاهة العربية" تمنعني. عزائي قول خالد نفسه: المهمة ما تسواش! خلينا عايشين!
الصدر: خلّوها على الله
[post-views]
نشر في: 22 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
من يستطيع الوقوقوف بوجه الارادة الايرانية ومن ياتي غير ابو حمودي في رايك والقضية السورية بهذه السخونة لاتستطيع ايران ولاحتى اميركا التخلي عنه فانه حلقة الوصل بين تلك الاطراف التي لايهما غير مصالحها وليذهب العراق الى الجحيم