سأتفق مبدئياً وأردد قول رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود الذي أطلقه بعد انتهاء مباراتنا مع السعودية للمتقدمين ومع السويد للناشئين: (لماذا كل هذا الحزن والتشاؤم ؟! الفوز والخسارة أمران بديهيان يتحكمان في مباراة كرة القدم بعيداً عن أحقية أي من الفريقين في انتزاع نقاطها) ، وحمود يعرف جيداً أن النقاط هي مكافأة غالية تخصص من أجلها الدول ميزانيات ضخمة أملاً بنيلها، ولكن أليس من حقنا يا حمود أن نطالبك بالتوضيح: وماذا عن طموحات الفرق ومسؤوليها ومدربيها ولاعبيها وقبلهم اتحادها في محاولة وضع الرصيد نفسه في حساب الكرة العراقية التي لا توجد دولة في العالم استنزفت مليارات الدنانير خلال السنين الثلاث الأخيرة في الأقل مثلما دُعمت منتخباتنا في معسكراتها وفنادقها أينما حلت وتجولت في البطولات الآسيوية والدولية لمختلف الفئات العمرية ؟!
مُخطىء كل من يرى في دعم الحكومة لقطاع كرة القدم تعاطفاً أو دلالاً لمحبوبة الملايين، بل هو قطاع يستحق أكثر من ذلك باعتبار أن أنشطته مؤثرة اجتماعياً وينال اهتماماً إستثنائياً من جميع شرائح المجتمع خلافاً لبقية الألعاب التي لا يتابعها إلا من يمارسها أو لديه رغبة في معرفة قوانينها والبطولات التي تقام من اجلها، لكن ألا يفترض أن تنعكس عملية الدعم هذه وتجني منتخباتنا نتائج تتوافق مع ما تهيأ لها من مال ومستلزمات وتسهيلات في جميع الجوانب التي يحتاجها الاتحاد في مهماته الخارجية ؟!
نعم ان حجم الضغوط كبيرة على رئيس الاتحاد باعتباره المسؤول الأول عن نجاح العراق في مشاركاته ببطولات الاتحادين الدولي والقاري وفشله أيضاً لا سمح الله ، وعدا ذلك يواجه حمود حرباً علنية عبر الفضائيات من بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد لضرب سياسة عمله بآراء مناوئة تشكك في صوابها حتى لو كان الرجل مخطئاً بالفعل في تحديد مصالح الكرة العراقية النافعة لاسيما بعد أن تلقت اللعبة في عهدين كان خلالهما حمود صاحب قرار ثلاث طعنات في مصداقية اتحاده على يد ثلاثة مدربين (النرويجي أولسن والبرازيليين فييرا وزيكو) قبل أن يسدد الصربي بترو لكمة موجعة لها استلزمت نقلها الى الطوارىء لإحياء أملها في تصفيات أمم آسيا بخبرة وطنية لم تتمكن للأسف من إيقاف نزيفها المعنوي في أول مراحل العلاج في العاصمة الأردنية عمّان!
يعرف حمود نياتنا الصادقة في تناول موضوعة اتحاد الكرة، وينبغي إن يتفهم دواعي السخط العارم في أروقة الإعلام الرياضي البناء (لا المحرّض على الهدم) لأن الإشارات التي بعثها إصرار نائبه عبد الخالق مسعود لإحدى القنوات الفضائية بمقاطعته لمرافقة المنتخبات الوطنية بسبب سوء التنظيم والتخبط في عمل الاتحاد وعدم قبوله الفوضى التي تصاحب اتخاذ بعض القرارات ، ما تدلل تلك المقاطعة الصريحة على وجوب تنقية الأجواء بين أسرة الاتحاد ليتسنى لحمود وزملائه قيادة اللعبة وإنجاح مشاركاتها من دون مضاربات في الآراء أو استفراد في حيثيات مهمة مثل أزمة زيكو المالية التي تثار بين الحين والآخر ولدينا بعض المعلومات المهمة التي تشير الى وجود مشكلة حقيقية في مستحقات الرجل جاري استكمال خيوطها من قبلنا لإعلانها عبر (المدى) في وقت قريب ليس بدافع الإثارة أو التهافت لتحقيق سبق صحفي مع انه حق مشروع لأية وسيلة إعلامية ، بل لأجل معرفة مصير المال العام الذي (شفطته) مكاتب التحويل إلى الخارج بمئات آلاف الدولارات في الوقت الذي لم يزل مدرب الناشئين طالب جلوب ( مثلاً لا الحصر) يقلّب ورقة عقده على نار صبره منذ تسعة أشهر بانتظار الحصول على 36 مليون دينار مجموع رواتبه للمدة المذكورة !
لا نريد أن ننكىء جراح الاتحاد وهو مقبل على قرار دولي من محكمة (كاس) يُسلّم حكم كرتنا إلى لجنة مؤقتة مثلما أشار لنا مصدر موثوق ، لكن تداعيات إخفاق المنتخبات في الأردن والإمارات وقبلهما في استراليا والنيبال تدعونا لتنبيه الأخوة في اتحاد الكرة إلى ضرورة استعادة روابط الثقة فيما بينهم وتمثيل الهيئة العامة في أية سياسة يتخذونها بشأن تسمية مدربي المنتخبات وتمشية مسابقة الدوري وملفي دورة الخليج ورفع الحظر بدلاً من ترك باب التكهنات مفتوحاً في الوسط الكروي وهو يرى هبوب عواصف مدمرة من قوى متنفذة لا سلطة لحمود عليها !
حمود بلا سلطة
[post-views]
نشر في: 23 أكتوبر, 2013: 10:01 م