هل سمعتم بالمدينة الذكيّة؟
نعم هناك مدن ذكيّة، وفي المقابل توجد المدن الغبيّة .. الأولى هي التي تستخدم مؤسساتها الحكومية والأهلية وعموم السكان التكنولوجيا الحديثة، وبخاصة تكنولوجيا المعلومات، في تنظيم الحياة اليومية وتقديم الخدمات، أما المدن الغبية فهي التي لم تزل متمسكة بالتكنولوجيا وطرائق الحياة التي تنتمي الى عهد ما قبل اختراع الكومبيوتر والإنترنت.
الى وقت قريب كانت هناك قرى ذكية، وهي أحياء صغيرة في بعض العواصم والمدن الكبيرة أنشئت خلال العقدين المنصرمين الغرض منها إيجاد "بيئة تكنولوجية توفر الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات المبتكرة للسكان ورجال الأعمال والزوار وتمكنهم من الوصول إلى أي تطبيق، في أي مكان وفي أي وقت، والتحكم في وظائف متعددة بلمسة زر".
الآن يجري توسيع الفكرة لجعل مدن بأكملها ذكية. وفي منطقتنا ستكون دبي الرائدة في هذا الميدان. هذا ما أعلنه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم في وقت سابق هذا الأسبوع أثناء افتتاح معرض "جايتكس".
في المدينة الذكية لن يحتاج المواطن الى المشي على قدميه أو التزاحم بسيارته مع مستخدمي الطريق الآخرين للوصول الى الدائرة الحكومية من أجل متابعة معاملة التقاعد أو استخراج هوية الأحوال الشخصية او شهادة الجنسية أو جواز السفر أو تسجيل السيارة لدى إدارة المرور أو شراء احتياجات البيت من مأكل وملبس وأثاث، فهذا كله وغيره سيجري في المدن الذكية من دون الحاجة الى الخروج من باب البيت .. كل شيء تقريباً سيتم عبر الإنترنت ووسائط الاتصال الحديثة الأخرى.
في المدينة الذكية ستكون الحكومة إلكترونية والنشاط التجاري إلكتروني. ومع الحكومة الإلكترونية سيُقضى على ما نسبته 90 بالمئة أو اكثر من الفساد المالي والإداري وعلى الروتين والبيروقراطية. وستصبح حياة الناس أسهل وأمتع وأبهج.
في المدينة الذكية لن يحدث، على سبيل المثال، ما حدث في الأعظمية أخيراً. وما حصل في الأعظمية ان العشرات من المشمولين برواتب شبكة الحماية الاجتماعية من المتقاعدين والأرامل فشلوا في تسلم رواتبهم البائسة، والسبب يعود، كما اخبرهم موظفو مصرف الرافدين- فرع السوق العباسي سابقاً، إلى تعطل حاسبة المصرف منذ الثاني من الشهر الماضي!! (المدى برس).
من يراهنني على ان بغداد التي كانت يوماً ما المدينة الأذكى في الدنيا لن يمكنها أن تكون مدينة ذكية حتى بعد عشرين سنة من الآن مع حكام من النوع الذي يديرها الآن، ليس فقط لأنهم جهلة بالإلكترون والتكنولوجيا الحديثة وبما قبل الإلكترون والتكنولوجيا الحديثة، وإنما أيضاً لأن كل همومهم تنحصر في السلطة والنفوذ والمال.
قبل ثلاثين سنة لم تكن دبي غير نقطة صغيرة على خريطة العالم، وها هي الآن تتحول إلى واحدة من أذكى مدن العالم، فيما بغداد التي كانت حاضرة عظيمة ومدينة زاهرة إلى ما قبل ثلاثين سنة، تتحول الآن إلى قرية كبيرة متخمة بالعنف والأزبال والتخلف والفساد والصراع على السلطة والنفوذ والمال، بفضل الجهّال الممسكين بتلابيبها.
جميع التعليقات 3
علاء البياتي
يقال عند العرب ..من جد وجد ومن زرع حصد...استاذي الفاضل بغداد هي حصاد زرعكم ..انتم واقصد كل من صفق للاحتلال بما فيهم انتم كتاب المدى ..مسوؤليين عما آلت اليه الامور..فلا سعيكم مشكور ولاذنبكم مغفور..ولاتقبل توبتكم مالم تثوروا على الفساد والظلم والطغيان..كتاب
ابو سجاد
استاذ عدنان انت الان تتحدث عن التطور التكنولوجي والناس الان لاتريد اكثر من الامن وعلى استعداد الرجوع الى اللالة والفانوس مقابل الحياة دعك من التطور وطالب لنا بالامن رجاء مع تحياتي
بشار جميل
المشكلة الاخرى ..هي ان الموظفين في الدوائر الحكومية ليس من مصلحتهم ان تصبح الحكومة الكترونية ..والا كيف يبتزون المواطن ..مثال ..اشتريت سيارة جديدة قبل ثلاثة اشهر من شركة ولحد الآن لم تكمل معاملتها ..وقس على الامور البقية ..