اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العنف والانفجارات جعلت العدوانية طريقاً لمستقبل أطفالنا

العنف والانفجارات جعلت العدوانية طريقاً لمستقبل أطفالنا

نشر في: 25 أكتوبر, 2013: 10:01 م

صدمتهم مشاهد مروعة من العنف والفوضى بعد عام 2003 ، أطفال العراق يتحولون الى لعبة البنادق ونسخ طبق الأصل من الزي العسكري بدلا من الدمى وألعاب الطاولة.إن الأطفال لم يعد يهتموا في الألعاب البريئة "، وقال محمد حسين وهو صاحب متجر ألعاب في بغداد:"الاطفال

صدمتهم مشاهد مروعة من العنف والفوضى بعد عام 2003 ، أطفال العراق يتحولون الى لعبة البنادق ونسخ طبق الأصل من الزي العسكري بدلا من الدمى وألعاب الطاولة.
إن الأطفال لم يعد يهتموا في الألعاب البريئة "، وقال محمد حسين وهو صاحب متجر ألعاب في بغداد:
"الاطفال يرغبون الان بالالعاب التي تعبِّر عن القوة والعنف". في بلد يشهد الانفجارات والتفجيرات الانتحارية التي أصبحت جزءاً من الروتين اليومي، والأطفال هم الأكثر عرضة للضرر النفسي وإن ثقافة العنف هي السائدة"، ومحمد يرفض ان يبيع بنادق بلاستيكية التي تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال في البلاد التي مزقتها الحرب الآن.

لكن ما لا يستطيع الأطفال الحصول عليها من متجر محمد يمكنهم الحصول عليها في المحال التجارية الأخرى المحملة باسلحة بلاستيكية: لعبة المدافع والدبابات والسكاكين، والزي الرسمي، وحتى كواتم الصوت!

عنـف حقيقي 
بين العنف الحقيقي والخيال ، الأطفال الذين أصبحوا أكثر عرضة للدخول في معارك وأقل صبرا مع دراستهم، "انهم لا يتحملون البقاء في الشعبة اكثر من نصف ساعة بينما يتقاتلون لساعات في ما بينهم بالاسلحة البلاستيكية!
ووجدت دراسة حديثة أجرتها جمعية الأطباء النفسيين في العراق ، كما تقول الابحاث ، ان العنف يؤثر تأثيرا عميقا عليهم وان الأطفال العراقيين منشغلون بالبنادق والموت والرصاص والمخاوف.
وأثارت نزعة عنيفة بين أطفال العراق مخاوف عميقة في مرحلة ما بعد غزو العراق لدى عدد من المتخصصين. 
أكثـر عدائية 
المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور عماد عبد الرزاق قال "في المدى القصير، اصبح الاطفال أكثر عدائية في المنزل وفي المدرسة".
واضاف "انهم يصبحون أكثر وحشية في المدى الطويل، وسوف تشجعهم الاسلحة على الانخراط في المزيد من المغامرات مع الأسلحة،وسيكون الاطفال أكثر عرضة للتجنيد من قبل المجرمين أو الارهابيين.
بعض الآباء قلقون على اطفالهم لشرائهم معدات عسكرية بلاستيكية مماثلة للحقيقة.
عمار عبد الكريم احد التدريسيين في كلية الاداب قسم الاجتماع يرى ان جميع الاطفال يلعبون بشكل مشترك لعبة تقاتل عسكري بين الشرطة و المسلحين ، وان الاعمار التي تمارس هذه اللعبة تتراوح بين 7 اعوام الى 17عاما ، فهم يتجمعون اثناء الصباح او العصر ولاكثر من مرة يوميا لممارسة هذه اللعبة وان اغلب الاطفال يحملون لعباً تشبه بشكل كبير الاسلحة الحقيقية ولكنها من البلاستك ويقومون بحركات تدل على مشاهدات حقيقية للمعارك ويتصرفون بتقنية عسكرية ضد بعضهم وبشكل عنيف قد تحدث فيه بعض الاصابات الطفيفة بسبب استخدام اطلاقات بلاستيكية صغيرة بسبب الركل اوالضرب ضد بعضهم البعض.
كما وان اغلب الاطفال يرتدون ملابس لائقة تدل على ان عوائلهم من ذوي الدخل المتوسط بالاضافة الى تجهيزات ترتدى اثناء المعارك من قبل الشرطة او المسلحين مثل غطاء اخفاء الوجه اوعلامات من القماش او البلاستك للدلالة على الفريق الذي ينتمي اليه الطفل في اللعبة.
واشار الى ان اهمال معالجة هذه الظاهرة يؤدي الى تكوّن جيل ذي سلوك عدواني عنيف ومتمرد على المجتمع والقانون وسوف تنعكس هذه الظاهرة على تعامل الطفل مع عائلته وضمن الاسرة وكذلك مع زملائه واساتذته في المدرسة وتفشي ظاهرة العنف بين الاطفال يؤدي الى انحرافهم خلقيا وقانونيا وبذلك سيكونون منبوذين في المجتمع ويصبحون عالة على الدولة كما ان المؤسسات الامنية ستنشغل بحل مشاكل قد تكون كثيرة ومتشعبة من خلال تفشي هذه الظاهرة بين الاطفال في المجتمع مما يؤدي الى تدهور الوضع الامني .
تفشي الظاهرة 
تفشي هذه الظاهرة يؤدي الى تكوِّن بؤر تعــد مصدراً لتمويل الارهاب بطاقات بشرية التي قد يُستغل فيها الاطفال لتأدية مهام ارهابية من قبل منظمات وجهات خارجة عن القانون او ارهاب دولي منظم فضلا عن خسارة الدولة العراقية لاموال من ميزانية الدولة العامة لمكافحة تأثيرات تلك الظاهرة على المجتمع كلما تفاقمت المشكلة وكبرت والتي تعــد هذه الأموال مفيدة لتطوير جوانب مهمة لتطور المجتمع من خلال اصلاح الاضرار التي تصيب المؤسسات بسبب تفشي ظاهرة العنف وأن القرار جاء نتيجة الاصابات البدنية التي تعرض لها الاطفال بالاضافة الى التأثير النفسي الذي يصيب الاطفال نتيجة اللعب بألعاب عسكرية . كما طلب المجلس من وزارة الداخلية متابعة الامر ومنع التجار من بيع هذه الالعاب كما طلبت منهم ان يتابعوا الحدود لكي دخول هذه الاسلحة . ولان المخالف في العراق لا يعاقب دائما ولذلك يمكن ان يتمادى التجار في العمل بهذه الاسلحة ولا يردعهم هذا القرار ، كما يجب ان يوجه مجلس النواب الى الوزارت المختصة لمتابعة هذا القرار .
نشوء جيل عنف
وأم سلام تتفق على ضرورة منع بيع هذه الاسلحة ،وهي ام لثلاثة اطفال تصر دائماً على عدم اعتماد فكرة شراء الأسلحة البلاستيكية لأطفالها لانها تعلمهم العنف والاقتتال فيما بينهم وهذا مايدفع بهم في المستقبل الى تبني العنف كبديل عن الحوار ، الا انها بدأت تفقد السيطرة على ابنائها بسبب ، كما تقول، الشارع والتجار اللذان يسهمان في وضع الحجر الاول لظاهرة نشوء جيل العنف والاقتتال وعدم احترام القانون،وان تلك الاسلحة البلاستيكية (طيّرت) فرحة العيد ونغصت على العوائل ايامه الحلوة لان احد ابنائها ضُرب في عينه جراء هذه الالعاب الخطرة ، واصحاب الاسر يعجزون عن حفظ اطفالهم من الاصابة بالاذى من العيارات البلاستيكية التي تقذفها بنادق الاطفال من كل حدب وصوب.
شراء وعتب 
مواطنون آخرون أبدوا استغرابهم من التجار وأصحاب المحال الذين يسمحون لأنفسهم بيع مثل تلك الألعاب الخطرة لأطفال صغار قد تصل أعمارهم إلى 5 أو 6 سنوات فيما عبر عدد منهم عن دهشتهم من وقوف بعض عناصر الشرطة بموقف المتفرج على الرغم من ان بعض الأطفال وحتى كبار السن يمارسون اللعب بالمفرقعات بأماكن ليست بعيدة عن مقرات تواجدهم . بل أعدها بعضهم بان السماح بتداول هذه الألعاب بين الأطفال جزءاً من المساهمة بصنع جيل أكثر دموية وعنف من غيره.
في حين طالب آخرون بان تتخذ الجهات المسئولة إجراءات رادعة بحق أصحاب المحال والتجار الذين يتعاملون بتلك الألعاب ومحاسبتهم من خلال جولات يومية إلى الأسواق وفرض رقابة مشددة في نقاط التفتيش على الحدود لمنع دخول مثل هذه الألعاب ومصادرتها وإتلافها ومحاسبة القائمين على استيرادها. 
رغبات المحاربين 
فيما يقوم اصحاب المحال التي تبيع هذه الالعاب في تلبية رغبات اولئك المحاربين الصغار في تقليد ادوار ومشاهد القتال، و يحرص العديد من اصحاب المحال التجارية على طرح انواع غريبة عجيبة من الاسلحة البلاستيكية التي سجلت حركة طلب لافتة خلال ايام العيد الفائت خصوصا بحسب ابو فاضل صاحب محل لبيع لعب الاطفال في منطقة الحرية الذي اكد ان الطلب تركز على بنادق ومسدسات معروفة باللهجة الشعبية (ام الصجم) ، وتلك المزودة بمناظير الرؤيا واشعة الليزر.
بينما أبو نوار احد تجار الالعاب في منطقة الشورجة الذي يبيع هذه الاسلحة والتي تتكدس في محله بشكل ملفت ويجعل الطفل يجبر امه او ابيه على شرائها لانها بأشكال غريبة وبعضها شبيه الى حد كبير بالاسلحة الطبيعية يقول : لو ان الحكومة فرضت ضرائب على استيراد هذه الالعاب سنلجأ بالتاكيد الى ألعاب أخرى ، وبما ان هذه الالعاب تأتي عن طريق الصين وبأسعار ليست باهظة الثمن. 
من دون ضرائب 
ومن دون كمرك فإننا نفضل جلبها لانها تمثل لدى الطفل اكثر الالعاب قرباً اليه .
فيما قال تاجر آخر ( يوسف كاظم ) أن هناك عددا كبيرا من البضاعة داخل مخازني من هذه الاسلحة فهل من المعقول ان ارمي هذه البضاعة في النهر ام احرقها ، يجب ان يجد مجلس محافظة بغداد طريقة للتعويض حتى استطيع ان اُعوِّض خسارتي ؟
ثم تحولنا الى بائع آخر في منطقة الشورجة من الذين يقومون ببيع هذه الالعاب حيث حدثنا ابراهيم عزيز (تاجر جملة ومفرد للعب الاطفال) قائلاً: بعد مرحلة سقوط النظام ودخول القوات متعددة الجنسية غزت الاسواق العراقية لعب الاطفال الشبيهة بالاسلحة ، حيث دخلت في اسواقنا لعبة تتكون من قطع عدة من السلاح واللون العسكري وبعدها دخلت كميات هائلة من لعب الاسلحة، وبعض الالعاب على شكل سيارات همر الامريكية ، والاسلحة التي يحملها الجندي الامريكي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram