اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عوائل تخشى من إرهاب المدن تزاحم الموتى في قبورهم !

عوائل تخشى من إرهاب المدن تزاحم الموتى في قبورهم !

نشر في: 25 أكتوبر, 2013: 10:01 م

الخوف من الموت جعل العراقيين يأخذون من المقابر سكناً آمناً لهم حيث لا أمن من المجهول ،الكل ينتظر اجله عاجلا ام اجلاً. الغريب ان العاصمة بغداد ليست الوحيدة التي يأخذ بعض من سكانها المقابر مكاناً للعيش فيه حيث توجد مقبرة كبيرة في محافظة ديالى تضم أكثر

الخوف من الموت جعل العراقيين يأخذون من المقابر سكناً آمناً لهم حيث لا أمن من المجهول ،الكل ينتظر اجله عاجلا ام اجلاً. الغريب ان العاصمة بغداد ليست الوحيدة التي يأخذ بعض من سكانها المقابر مكاناً للعيش فيه حيث توجد مقبرة كبيرة في محافظة ديالى تضم أكثر من 000، 20 قبر، وتغطي أكثر من ميل ونصف من الأرض، لكنها لا تضم رفات المتوى فقط ، لانها تتميز بوجود عدد من السكان الاحياء الذين يعيشون على مدى السنوات الماضية، نحو 25 عائلة فرَّت إلى المقبرة من القرى الفقيرة التي تم الاستيلاء عليها من قبل الارهاب.  

الارهاب والمقابر 

قال السكان: ان المقبرة التي تقع في وسط بعقوبة كانت ملاذاً آمناً، بالرغم من وجود قتلى واموات ، ولكن لم تكن هناك انفجارات أو اغتيالات.
الولايات المتحدة قد سحبت جميع قواتها من العراق، ولكن بقي السكان في المقبرة، لأن المنطقة لا تزال واحدة من أكثر المناطق عنفاً في البلاد. أُسر طرقت على مدى سنين من العمر شواهد القبور، وبنت أكواخاً من الطين على الأرض حيث تم دفن الجثث، وتم استخدام شواهد القبور وجعلها حبالاً للغسيل، وغيرها أصبحت أماكن اختباء للأطفال يلعبون النسخة العراقية من مسلسل"الشرطة والحرامية ".
قصص وروايات 
يقول الطفل حيدر في عامه الثامن " كنا خائفين اللعب بين القبور، لكننا اعتدنا على ذلك"، ويضيف "ليس لدينا مكان آخر للعيش فيه، ولا يوجد هناك من يرعانا "
عندما تكون هناك المدافن، فبالتأكيد ان الأطفال في كثير من الأحيان يحضورن مراسيم دفن ، وهم يستثمرونها بالتسول من أجل الحصول على المال، والبعض الآخر في محاولة معرفة كيف لشخص توفي ان يُدفن ويُقدم عنه تقرير إلى أصدقائه حول حفر القبر والدفن .
"الوقت الأكثر صعوبة بالنسبة لسكان المقبرة هي عطلة العيد والأعياد الأخرى عندما يأتي الناس إلى المقبرة لإحياء الذكرى والصراخ والبكاء"، وقال أكرم ياسر (40 عاما) الذي يعيش قرب المقبرة "حينما يصرخ الناس ويبكون على موتاهم يُخيف ذلك الاطفال".
وقال أبو عدنان (54 عاما) الذي يعيش مع عائلته في المقبرة، انه يعاني من كوابيس مخيفة ، مضيفا بأنه كثيرا ما كان يحلم بجثث القتلى التي تقع قرب منزله "استطيع ان اسمعهم يقولون ابتعدوا عن رؤوسنا، وكنت الكلمات ثقيلة للغاية. "في بعض الأحيان عليَّ أن اشغل الراديو والاستماع إلى تلاوة القرآن تجعلني اشعر بالراحة والامان".
لامال ولامأوى
وقالت ام مصطفى ، وهي ربة منزل تعيش في المقبرة، التي كانت تخشى ليلا لأن "المقبرة أمر مخيف جدا.
وأضافت ام مصطفى (35 عاما) "الفقر يدفع بنا أن نعيش بين الموتى " ليس من المستغرب العيش هنا نحن لا نملك مالا او مأوى "، لا يوجد بالطبع نظام المياه أو شبكات الصرف الصحي في المقبرة، لذلك قد وُجدت للسكان قنوات صغيرة تحمل الماء القذر من مكان عن منازلهم، ولكن توسيع القنوات، ادى الى جرف بعض شواهد القبور.
ويقول سلمان راضي ناشط مدني "معظم هذه الأسر تمثل صورة نتائج الارهاب الذي هجَّرهم من منازلهم والبعض لا يملك بيتا لانه كان مستأجرا منزلا صغيرا ولم يعد له مال للعودة الى الايجار ، او منهم من سقط داره ولا يملك المال لاعادة بنائه، والفريق الآخر يخاف العودة"، كما وشيد الفقراء في مدينة البصرة بعد الاحتلال بيوتا من الصفيح والطين والقصب في أراض مخصصة للمشاريع، تماما مثلما استغلوا العراء بين المقابر في محلة إبراهيم الخليل بين منطقتي الجزائر والبصرة القديمة، لتوفير سكن لهم، وهذه الحالة تبرز في النجف أيضا حيث اتخذت الأسر الفقيرة من القبور مساكن لهم.
البصرة وسكنة المقابر
ويقول سعد حسن احد ساكني المقابر في البصرة.. أستطيع القول ان وضعنا أفضل من سكان الصفيح، فليس ثمة حاجة لجهد البناء، ففي هذا الفناء الواسع التابع لقبر احد السادة سمح لي ذووه بالعيش هنا.
ويضيف لكن المشكلة هي في الحالة النفسية التي يشعر بها أطفالي جراء سكنهم بين المقابر .. يسألني ابني اكثر من مرة لماذا تسكن بين المقابر؟
ومنذ عام 2003 لم تضع الحكومات المحلية في العراق قضية توفير السكن الملائم في سلم أولوياتها، على الرغم مما ينشر في وسائل الإعلام عن الميزانيات الضخمة التي أُعدت لبناء الشقق والمجمعات السكنية.
لكن أبا رائد يائس حتى من المشاريع القادمة ان كانت ستجد النور فعلا لانها بحسب أبي رائد ستكون من حصة عائلات المسؤولين وأقربائهم، وأنصار الأحزاب! 
ويتابع كريم : أنا ليس لي إلا الله.
 
أكبر أزمة سكن

يعاني العراق من تفاقم أزمة السكن منذ عام 1980 حين أوقفت القروض العقارية للمواطنين، بسبب نشوب الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988) وتوجه اقتصاد العراق إلى المجهود الحربي.
والعائلات التي لا تمتلك داراً سكنية في العراق اليوم لا تتمتع بسبل العيش الكريم، كما تعاني من الفوضى في معيشتها وتربية ابنائها بسبب تنقلها بين الحين والآخر من مكان الى آخر وما يترتب على ذلك من أمراض نفسية تتولد في نفوس الأفراد لاسيما الأطفال.
ومدن الصفيح معلم بارز في الكثير من الدول الفقيرة، وتقدر إحصائيات منظمة تابعة للامم المتحدة ان عدد سكان مدن الصفيح سيبلغون في العالم نحو اكثر من مليار نسمة في2020.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram