اني لأحسد كل من لديه قرصاغ لمشاهدة وسماع المالكي حين يتحدث في خطاب او لقاء تلفزيوني. شاهدت هذا الصباح تسجيلاً لما يسمى "الكلمة الأسبوعية" التي يلقيها كل أربعاء، كما يبدو، فلعنت، ومنذ الدقيقة الأولى، اللحظة التي فكرت بها ان أشاهده. تصوروا انه يبشرنا انه "قد عادت القاعدة الى ممارسة دورها في عام 2005 من قتل وتفجير وتهجير وهدم المنازل، وكذلك عاد المتحالفون معها". يا سلام! معلومة واكتشاف هائلان.
الك عين و تحا چينه يبو حميّد؟ من الذي بلّط للقاعدة الطريق كي تهرب من باب السجون وسهل لها المرور الى اي مكان تنوي هدمه او رقبة عراقية تشتهي نحرها على هواها؟ ومن الذي أطفأ بتصرفاته نور الصحوة فصبغت القاعدة أيامنا بالسواد مثلما تصبغ شعرك صبابة؟
ما أجرأك علينا وعلى الله يا أخي لتأتي على اسم عبد الستار أبو ريشة على لسانك. انت وين والرجل وين يا "دولة"؟ يا عمي شجابك شودّاك؟ هذا الشهيد الشجاع الذي لو سُمّيت شوارع العراق كلها باسمه فلن نرد فضله. هذا الذي لم يسكن جحور محمية الخضراء بل ظل بين الناس يشاركهم الهم والصحوة والوقفة بثبات.
أبو ريشة يا أبو حميّد عندما فاز العراق ببطولة آسيا خرج بسيارة مكشوفة رغم انف القاعدة يحتفل في شوارع الرمادي لوحده، وهكذا ينبغي ان يفعل من يريد وقف القاعدة عند حدّها. ثم ان أبا ريشة من صنف "ينسون الموت أهلنا من يثنّون". فهل ثنيّت للموت بحياتك مرة واحدة؟ لقد ثنّى أبو ريشة للقاعدة من اجل ان نحيا نحن. مات وبقي الفاسدون والمتخلفون في الخضراء الذين نساهم حتى عزرائيل فلم نسمع على مدى سنوات طوال ان مات احدهم حتى ولو "موت الله".
قبلك احتقر صدام الشعب وظلمه. ولأن ظلمه كان على أهل الجنوب اشد من المناطق الأخرى جاءه الأمريكان من هناك. ولأنه لا يمكن لسجين ان يدافع عن سجانه ولا لمظلوم ان يدافع عن ظالمه ولا لضحية ان تدافع عن جلادها، تخلى العراقيون عن صدام فاستفردت به أمريكا ولاحقته لتقبض عليه في جحر لوحده.
عليك ان تعترف انك احتقرت أهل الغربية يوم تظاهروا وسخرت بهم وأهنتهم وظلمتهم. وها هي القاعدة تمر من شوارعهم صوب بغداد ومدن العراق كلها. يكفي ان يقفلوا أبوابهم ويتركوها تمر مثلما فعل أهل البصرة والكوت وكربلاء يوم زحف الجيش الأمريكي صوب صدام لينهيه. ليس حباً بالأمريكان بل بإغضاب صدام. أغشم الغِشَّمْ والغاشمين من يريد من المقهور ان يحمي حكومة قهرته وأذلته وأفقرته.
أبو ريشة الأول ثار ضد القاعدة لأنها أرادت إذلال أهله، وأبو ريشة الثاني لم يثر لأنك أذللت أهله أيضا. فان كنت شجاعاً وجريئاً ليس أمامك غير أن تذهب الى هناك بنفسك وتعتذر بصدق بعد ان تعترف بانك ارتكبت بحقهم أخطاء سياسية وأخلاقية  فادحة راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا وما سلم منها غيرك وحاشيتك.
دع عنك سوالف ابنك "حمودي" السمجة وفكر بحل مصيبة عودة القاعدة قوية كما بشرتنا، اذ وربك ما زاد ابنك في الأنبار خردلة ولا "الرمادي" لها شأن بـ "حمّودي".