بقلم/ صفاء العبد لا ادري ان كان موضوع اتحاد الكرة قد حُسم عند ظهورهذا العدد من المدى الرياضي ام انه مازال يدور في تلك الحلقة المفرغة التي لم يرسمها لنا احد وانما رسمناها لأنفسنا بايدينا وذهبنا بعد ذلك (نجتهد) ، كل على طريقته الخاصة ، في البحث عن مخرج منها. اما عندما اقول اننا نحن من رسم تلك الحلقة المفرغة فذلك لان الامر لم يكن بحاجة اصلا لكل هذه المتاهات التي دخلنا فيها بملء إرادتنا من دون اي تحسب وبطريقة ليس اقل من ان نصفها بـ(الورطة).
وفي الحقيقة فانني ، مثل غيري من بعض الزملاء ، كنا قد نبهنا وفي وقت مبكر الى ان الخطأ لا يولد الا الاخطاء .. والخطأ هنا كان في ذلك الاعلان المتسرّع وغير المدروس الذي سبق انطلاق الدورة الاولمبية الاخيرة في بكين عندما صدر ذلك القرار ذو الصبغة الحكومية ، الذي كان يقضي بحل اتحاد الكرة لأسباب تتعلق بالذمة المالية وبسوء التصرف وبادارة الاتحاد من الخارج وغيرها من المسببات التي لا اريد الخوض في تفاصيلها ولا الحكم على مدى مصداقيتها من عدمه ، يومها كنا قد سجلنا استغرابنا من صدور مثل هكذا قرار وتساءلنا ان كان هناك من (مستشارين) حقيقيين يمكن ان ينبهوا الجهات ذات العلاقة لمثل هذا الخطأ الجسيم الذي لم يكن له من داع ابداً على اعتبار ان اتحاد الكرة شأنه شأن غيره من الاتحادات ، كان سيُحل اصلا بعد انتهاء الدورة الاولمبية الصيفية تلك ، اي بعد شهرين او اقل من ذلك ، ليصار الى اجراء انتخابات جديدة سواء في العراق ام في البلدان الاخرى وهي انتخابات تشمل اللجان الاولمبية وجميع الاتحادات المنضوية تحت لوائها . اما الذي حدث بعدها فهو معروف طبعا .. فبدل من ان يُحل الاتحاد صرنا (نتوسل فيفا ) لكي لا يجمّد الكرة العراقية التي كانت منهمكة يومها بتصفيات كأس العالم عندما كان منتخبنا في استراليا ينتظر اشارة الاتحاد الدولي في خوض المباراة او العودة الى بغداد بقرار التجميد .. بمعنى آخر اننا نحن من فتح عيون فيفا على امر ما كان بحاجة الى ان يكون على طاولته ، وهو ما جعلنا نعود لنتساءل ايضا عن السر وراء ذلك الالحاح غير الطبيعي على حل الاتحاد بتلك الطريقة التي اقل ما يقال عنها انها (ساذجة)! لا ادافع هنا عن احد ابداً .. فلست معنيا بالشخوص بقدر ما يعنيني امر الرياضة في بلدي ومنها كرة القدم التي صارت رمزاً من رموز الأمل الذي نتشبث به جميعا، امل التلاقي والمحبة والافراح بدل الشتات والفرقة والاحزان ، وهو ما انعكس بوضوح في ذلك اليوم الذي لا ينسى يوم فزنا بلقب كأس الأمم الآسيوية قبل عامين تقريبا ، وهو اليوم الذي لا يمكن لأي عراقي شريف ان ينساه ابداً. اقول : ان ما نعاني منه اليوم على صعيد هذه المشكلة (المستعصية) انما هو وليد ذلك الخطأ غير المبرر ابداً .. والمشكلة الاكبر ان هناك من لا يريد ان يتعلم من مثل هذه الاخطاء .. فمثلما بقينا نتشبث بإجراءات غير صحيحة مثل التمسك بالناطق الرسمي للحكومة علي الدباغ ليكون مشرفا على الانتخابات ، وهذا خطأ جسيم بحد ذاته لانه كان طوال تلك الفترة مبررا (منطقيا) لفيفا وغيره في ان يؤشر نحوه امام الجميع على انه التدخل الحكومي بعينه ، هاهم البعض ، من اولئك الذين لا يريدون ان يتعلموا ، يتحدثون بلغة التحدي ، ولكنه التحدي الفارغ طبعا عندما يذهبون الى الاعلان بان قرارات فيفا لا تعنيهم وان التجميد لن يكون اكثر من حبر على ورق ، برغم ان الكل يعرف ان النتيجة واحدة وهي ان نعود بعدها لـ(نتوسل فيفا) من جديد عسى ان يرفع عنا التجميد وهو امر لا يمكن ان يتحقق الا بعد ان نخضع لكل القرارات وننفذ كل ما يطلبه الاتحاد الدولي بالحرف الواحد مثلما حدث في العديد من التجارب وآخرها تجربة الكويت بكل ما فيها من شخصيات ذات علاقات مؤثرة في الرياضة القارية والدولية. اعود لاؤكد ان ما اقوله هنا ليس دفاعا عن احد .. فلا حسين سعيد يهمني ولا الدباغ ولا اي شخص اخر بقدر ما يهمني ان نصل الى حل مقبول لهذه المشكلة وهو حل يمكن ان ينبثق من داخل العائلة الرياضية وليس من خارجها .. والعائلة الرياضية عندنا تمتلك اصحاب الخبرة والمشورة من هم قادرون على صياغة الحل المناسب الذي يجنبنا الخوض في متاهات اخرى قد تُعقد الموقف اكثر فاكثر . ما اتمناه هو ان لا نجعل من هذه المشكلة ميدانا لتصفية حسابات شخصية مثلما يفعل البعض حاليا .. فاذا كانت هناك من مشاكل بين شخص واخر ، او بين طرف وغيره فلتكن بعيداً عن رياضتنا وكرتنا التي نريدها معافاة من كل الادران ومن كل الملابسات ومن كل الاخطاء التي لا يمكن الا ان تكون بؤرة لاخطاء اخرى اذا ما وجدت مرتعا خصبا لها وغابت عنها المعالجات والحلول . جوهر الكلام : اذا غاب العقلاء ساد الجهلاء! صحفي رياضي في قطر safaalabed@hotmail.com
لماذا نورط انفسنا ثم نعود و(نتوسل)؟!
نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 05:05 م