إن جاءكم من يقول ان هناك أسبوعاً احتفالياً للفرح في أفغانستان أيام طالبان، او لسباق السيارات للسيدات في السعودية او احتفالية لأغاني الحب بطهران، فهل تصدقون؟ واذا أتاكم أحد بنبأ انطلاق فعاليات أسبوع الرقص في مدينة لونكستون الاسترالية، او عن مهرجان للتسامح في مدينة كيب عاصمة جنوب إفريقيا، أو عن أسبوع للاحتفال بأجمل قبلات العاشقات والعاشقين في السويد، فهل تستغربون؟ لكن بربكم أجيبوني ما الذي تفعلونه لو قرأتم في الأخبار ان العراق، الذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة أكثر البلدان فساداً بالعالم، قد بدأت فيه اليوم فعاليات أسبوع "النزاهة"؟!
أظن حتى أكثر كتاب روايات الكون فنتازية او سريالية لم تخطر بباله فكرة ان هناك حكومة او هيئة او شخصية قادرة على ان تثبت، وبكل جرأة، ان فاقد الشيء يعطيه ونص. وليخسأ من قال انه لا يعطيه!
هكذا نحن في زمن معجزات دولة القانون الذي هو وحده قادر على ان "يكلب الطابك طبك". ألم يقل "دولة" الحاج القائد يوماً ان العراق من أكثر دولة المنطقة تنعماً بالأمن والاستقرار؟ لا بل وأضاف بأن على دول المنطقة ان تتعلم من تجربة العراق "الرائدة" في مجال مكافحة الإرهاب! والدليل ان حصيلة قتلانا وصلت الى حوالي نصف مليون قتيل بعد "التغيير". هذا يعني ان هناك دولاً في المنطقة لو تبنت تجربة "دولته" قد تبقى أرضاً خالية من سكانها الأصليين. خوش تجربة والله.
نعود لأسبوع "النزاهة" ولنقرأ في تفاصيل منهج فعالياته لنجد ان منتسبي الهيئة سيوزعون، خلال زياراتهم للمدارس" منشورات وكتب ومجلات لتثقيف النشء الجديد بمخاطر ممارسات الفساد".
أسأل: أما يكفي أطفالنا هذا الرعب الذي يقض مضاجعهم ليلاً ونهاراً بسبب فساد الحكومة وخضرائها؟ أتذهبون للمنهوب تعلمونه مخاطر النهب، ام الأجدر والأصح ان تذهبوا للنهّاب الوهّاب؟ أأولاد الناس المغلوبين على أمرهم أولى بحملات التثقيف ضد الفساد ام أولاد المسؤولين الذين كان اغلبهم يعيش على مساعدات العاطلين ثم صاروا بقدرة قادر من أرباب المليارات والملايين.
شيء واحد قد يبيح لكم الذهاب الى المدارس ويضفي على مهرجان "نزاهتكم" نكهة صادقة، ان كنتم صادقين، هو ان تجمعوا الأطفال الفقراء واليتامى وأبناء ضحايا الإرهاب وتذهبوا بهم الى باب محمية الخضراء ليغنوا: ما جينه يا مجينه .. حلّي الچيس ونطينه.
وان جاءهم الجواب "ما ننطيها"، فاكتفوا فقط بطلب كشف حسابات فلوس أي منهم، وليكن "حميّد" مثلاً قبل وبعد ان يلج الخضراء. فان نجحتم، وهذا ما يشك به أهل الأرض والسماء معا، عندها سيتبين لكم ولنا ولأطفالنا، خيط الفساد الأسود من خيط النزاهة الأبيض.
أسبوع للنزاهة أم الفساد؟
[post-views]
نشر في: 26 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
سود الله وجه النزاهة وكل اعضائها ليذهبوا ياستاذ هاشم اليوم ويروا مايدور في دوائر المرور ويروا الفساد الذي مابعده فساد كان فسادهم بالخفاء واليوم على العلن والله لوترى بعينك لااصابك الجنون الكل يسرق الشرطي والضابط الصغير والكبير والانكى من هذا يصرخ بوجهك ال