ها قد دخلنا موسم اعترافات نادر بعد ٤ سنوات من مواسم الهجمات والهجمات المضادة على رقعة الشطرنج. هناك رجل على الرقعة هذه يود الاعتراف. المالكي بات يائسا من ترميم سيرته وشعبيته عبر الهجوم، فاستسلم هو وفريقه إلى قواعد الاعتراف النادرة. وهاهم يستجوبون انفسهم، بعد ان رفضوا الخضوع لاستجواب نيابي. نحن نموت بأفظع الطرق، وهم يعترفون بأفظع الأساليب.
آخر الاعترافات الموجعة والمؤلمة لنا جميعا، جاءت على لسان صفاء الشيخ حسين، نائب مستشار الأمن الوطني،
نشرته وكالة رويترز التي عملت مقابلة معه أول امس، ويعترف ضمنها بأفظع أسلوب، أننا لا نملك ما يكفي من الجند لحراسة الحدود السورية!
يقول أن صدام حسين كان ينشر ١٠٠ الف مقاتل لحماية الحدود، بينما لا ننشر نحن سوى ٢٠ ألفا أو حوالي ذلك. أننا ننفق ٢٥ مليار دولار (شيئا بحجم ميزانية تونس) على الأمن والدفاع وشراء الأسلحة، ولدينا اكثر من مليون منتسب في مؤسسة الأمن والجيش، لكننا لا نستطيع أن نقلد صدام حسين في نشر ١٠٠ الف مقاتل لحماية الحدود، مع أننا قلدنا صدام في قضايا كثيرة.
لدينا مليون عسكري، وعجزنا عن تخصيص ما يكفي منهم لحماية الحدود. تركنا الحدود بلا حماية، مفتوحة لأشكال التسلل، وسمحنا للموت بالدخول إلى مخادع نومنا. انه اعتراف نادر، أرجوكم تذكروه كل صباح، لواحد من عباقرة امن المالكي، الذي يعني في حديثه، أننا نضع مليون جندي داخل المدن ليحاربوا الموت، بينما تركنا الحدود سائبة، بلا حماية، والعذر هو "نقص الجنود" في بلد المليون جندي! أننا نستدرج الموت بحماقة إلى مخادع نسائنا.
إن المالكي ليس شخصا كي نتهم "بشخصنة" الأمور حين ننتقده هو وفريقه، بل هو زعيم لمافيا نقص التدبير، وهو اسم لأفظع فضيحة عراقية. الأبرياء يموتون بأخس طرق الغدر من تنظيم الغدر القاعدي، ورجال المالكي يكتفون بأفظع الاعترافات: لدينا مال كثير ومليون جندي، لكننا لا نحمي الحدود!
إن لاعتراف صفاء الشيخ، صلة باعتراف قديم يعود لآخر لحظات الانسحاب الأميركي، وكان خلال مقابلة أجرتها رويترز أيضا مع وكيل الداخلية عدنان الأسدي الذي اعترف نهاية ٢٠١١، بأننا مصابون بالعمى و لا ندري ماذا يحصل في الصحراء الممتدة من جبال حمرين حتى حدود سوريا، لان الطيران الأميركي انسحب وترك فراغا، فقد كان يخصص ٧٠ ساعة طيران للمراقبة، وصرنا منذ نهاية سنة الانسحاب، عميانا بخمس ساعات طيران فقط، فدخل الموت الزؤام عائدا إلينا سعيدا بحمقنا وعجزنا.
ولماذا سمحتم لأميركا بالمغادرة إذن، ولماذا لم تبوسوا أيديها لتبقي لنا ولو ٣٠ ساعة طيران، ولماذا فشلتم في استئجار أي سلاح جو صديق أو حليف، يمنع الموت من الدخول.. لماذا؟ ولماذا تعترفون بهذا اللسان البارد بينما تشتعل النار في ثيابنا، ولماذا خسرتم عيون الصحوات التي تضحي في الدفاع عن البلد، وفشلتم في تعويضها، ولماذا تعترفون بأن الشهرستاني "يقود خطة غبية" للكهرباء، وأنه يكذب على السلطان، ثم تعترفون بأن احمد ابن السلطان الذي يترك الحدود مشرعة أمام الموت، يستأسد في عمليات مزيفة، داخل المنطقة الخضراء وحواليها، ويخرق كل قواعد الدولة والنظام، ثم يأتي السلطان نفسه ويعترف بان "ضباطنا يخافون".
نحن نموت بأفظع الطرق، وهم يعترفون بأفظع الأساليب. تعالوا نصنع جدارية في كل مدينة، بحجم رائعة جواد سليم، كي نسجل عليها كل يوم واحدا من الاعترافات التي لن تبقى نادرة، كي نتذكرها كل يوم، ونحن نقترب من يوم الاقتراع، ويوم الاستفتاء على نقص الحكمة في فريق السلطان، الذي لم يعد لديه ما يفعله سوى أن يقول: نعم نحن حكومة فاشلة، اضربوا رؤوسكم بأطول نخيل البصرة وأعلى جبل في كردستان!
المالكي ناقص ١٠٠ ألف
[post-views]
نشر في: 26 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 3
ali
انت ماعندك شغل غير المالكي المالكي رجل ساقط وانت اسقط منه
ابو سجاد
عزيزي استاذ سرمد ماذا تقول وان السلطان يتجه بقوة الى ولاية ثالثة وقد بانت بوادرها من زيارة النجيفي وسكوته عن مادار بينه وبين الايرانيين والتاريخ يعيد نفسه عندما جاء اوباما الى السلطة استدعى المالكي وعند رجوعه الى العراق بداء بضرب وتصفية الاصدقاء لو لم يكن
mohammed
كلامك ذهب استاذ سرمد