عبد الحسين الغراوي/ البصرة سجل باحثون من مركز علوم البحار في جامعة البصرة وجود سمك البلطي في منطقة الدباب في الجزء الجنوبي للمصب العام. وذكر هاشم زكي محمد علي مسؤول اعلام مركز علوم البحار ان باحثين من المركز جمعوا عينات من الاسماك خلال الربع الاول من العام الحالي وبعد اجراء الفحوصات المختبرية تبين انها تعود الى نوعين من اسماك البلطي
 احدهما سبق ان سجل في منطقة المسيب على نهر الفرات عام 2007 والاخر يتم اكتشافه لاول مرة في العراق. يذكر ان سمكة البلطي من الاسماك المنتشرة في المياه الممتدة من جنوب افريقيا ومدغشقر حتى شمال سوريا، ووجدت لاول مرة خارج مناطقها الاصلية عام 1939 عن طريق نقلها إلى جزيرة جاوا في اندونيسيا, ثم أدخلت إلى اليابان أبان الحرب العالمية الثانية نتيجةً لتوقف عمليات الصيد البحري ولتعويض النقص الحاصل في البروتين الحيواني, وتنتشر حالياً أنواع من هذه العائلة في مساحات واسعة من المياه العذبة والمالحة في العديد من بلدان العالم, كما إنها تستزرع في 100 دولة تقريبا. هذا ويؤكد الخبراء في الثروة السمكية ان أسماك البلطي من الأنواع واسعة الانتشار, وإنها من أكثر الأسماك مقاومةً للأمراض والظروف البيئية السيئة مثل الكثافة العالية للمخزون السمكي ونوعية المياه الرديئة أو الملوثة فضلاً عن مقاومتها للمستويات المنخفضة من الأوكسجين المذاب, كما إنها تتميز بطبيعة تغذيتها, إذ تمتلك أسناناً متخصصة جداً للتعامل مع الغذاء فلها القدرة على قشط الطحالب من الصخور وبإمكانها مسك الأسماك وسحق القواقع و البعض من أنواعها يسلك سلوكاً تكاثرياً دقيقا ًإذ تحمل بيضها ويرقاتها في فمها والبعض الآخر يقوم ببناء الأعشاش أو إطعام اليافعات من خلال إفرازات الجلد. ومن المعلوم أن الجهات المعنية بالثروة السمكية في العراق قد أقامت في نهاية تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي بعض الحلقات والندوات النقاشية حول إدخال أنواع من عائلة اسماك البلطي إلى المياه الداخلية العراقية ولكن دون التوصل إلى اتفاق حول ذلك، غير إن الرأي السائد كان هو إدخالها لأغراض الاستزراع فقط دون إطلاقها إلى المياه الداخلية وعلى الرغم من تلك المحاولات إلا إنها دخلت حالياً المسطحات المائية العراقية نتيجة المياه المشتركة ومن المتوقع أن يزداد عدد أفراد هذه العائلة مستقبلاً نتيجةً لتكيفها مع الظروف البيئية وبالتالي منافستها لأنواع الأسماك المحلية.