صبحت يوم أمس وكأن لي ثلاثة رؤوس تتناطح فيما بينها. قست الضغط فوجدته قد تجاوز الخط الأحمر بكثير. اتصلت بالطبيب مضطراً ومعتذراً فكرر عليّ وصاياه ولامني على إفراطي بالأكل والشرب وضربي لنصائحه بعرض الحائط. قلت له دع عنك لومي وقل لي أعمل إيه؟ استرخ في فراشك واكثر من تناول الليمون وشرب الماء وأغلق هاتفك ولا تفتح التلفاز وابتعد عن كل ما يوتر أعصابك من أخبار وأحداث. أوعدته بأني سأفعل ثم فكرت ان اتصل بالجريدة لاعتذر عن كتابة عمود اليوم ان ظل الضغط على حاله.
وأنا ممدد على السرير، اكتفيت فقط بفتح ايميلي وصفحتي على فيسبوك، وليتني لم افعل. أول ما طالعني بوست للصديق حميد قاسم جاء فيه: "انفجارات أربعة لحد اللحظة في بغداد، أولها قبل نصف ساعة، صباح الموت تحية القتلة للعراقيين". وتعال شيصبرك يا ابنادم وما تركض للأخبار؟
وتفضلوا: http://www.almasalah.com/MediaStorage/GalleryImages/8759.jpg?watermark=4
وعلى يسار الصورة مكتوب نقلاً عن مصدر أمني " "سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة ضربت مناطق متفرقة في بغداد من بينها مناطق الحرية والشعب والطالبية وسبع البور وأبو دشير والمشتل والبلديات والنهروان والشرطة الرابعة". لاحظوا قوله "من بينها" يعني ليست كلها.
وتفضلوا شوفوا أيضا: http://static.guim.co.uk/sys-images/Guardian/About/General/2013/10/24/1382633629311/Iraqi-women-grieve-at-fun-008.jpg
زين:
هل عقد مجلس النواب جلسة طارئة؟ أفه، والله لن يعقدها لو أبيدت بغداد وأهلها.
هل قال القائد العام للقوات المسلحة وأخواتها حتى الدرجة الرابعة قولاً مفيداً: بلى!
قال أن "المواطن العراقي غير محب وغير حريص على الحكومة"! يعني فوك ما الدنيا مكلوبه والضغط صاعد يجيك الأخ يكلب بالكلام. بالله شسوي؟ المفخخات منا والضغط منا والأخ أبو حميّد يرى واجب المواطن أن يحرص على الحكومة وليس من واجب الحكومة أن تحرص على المواطن.
لا ويريدنا انحبها!
ونحبك والله نحبك .. يا بو اسراء انحبك
ليش ما تصدك؟
ثق إنني شخصياً، ومن فرط حبي لك، لأنك تجول بين الضحايا بطرك قميصك ومن دون حمايات ولا مدرعات ولا خضراوات حالك حال الباكيات اللاطمات بالصورة، سأكسر جهاز قياس الضغط وساترك نصائح هذا الطبيب المصري الذي لا يفتهم وأجلس قبالة صورتك حتى مطلع الفجر متحدياً ضغطي ان أرتفع. وعلى عناد جريدة الجارديان اللندنية أغنيك:
عيني ومي عيني .. يعنيَد يا يابا
تسوه هلي .. وكل الكرابه .. يعنيَد يا يابا