نشرت مجلة دير شبيغل تقريرًا أفاد أن الاستخبارات الأميركية تجسست على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منذ عام 2002. وتقول المجلة إن محرريها شاهدوا وثائق مصدرها وكالة الأمن القومي الأميركي تظهر فيها قوائم بأرقام جرت مراقبتها منذ عام 2002، بينها رق
نشرت مجلة دير شبيغل تقريرًا أفاد أن الاستخبارات الأميركية تجسست على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منذ عام 2002. وتقول المجلة إن محرريها شاهدوا وثائق مصدرها وكالة الأمن القومي الأميركي تظهر فيها قوائم بأرقام جرت مراقبتها منذ عام 2002، بينها رقم ميركل.
ولم تتضح طبيعة الرقابة التي كانت مفروضة على هاتف ميركل. وكشفت الوثائق التي اطلعت عليها دير شبيغل النقاب عن وجود مركز تنصت في السفارة الأميركية في برلين، وأنه هو الذي قام بمراقبة هاتف ميركل. وورد في الوثيقة أنه لو عرف وجود مراكز التنصت في السفارات الأميركية لسبب ذلك ضررًا للعلاقات مع حكومات أجنبية. ويبدو أن مراكز تنصت كتلك موجودة في 80 مكاناً حول العالم.
وسيشكل مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات الألمانية الوفد الذي تعتزم ألمانيا إيفاده الى الولايات المتحدة الاسبوع القادم، وذلك اثر الكشف عن شكوك في مراقبة الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية. وأعلن عن إرسال هذا الوفد الخميس اثر اجتماع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي بالسفير الأميركي في برلين، الذي تم استدعاؤه الى الخارجية الألمانية بعد الاشتباه بالتجسس على هاتف ميركل.
يذكر أنّ الكشف عن عمليات التنصت الأميركية على الاتصالات في العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة أدى إلى تهديد الإنجازات في مجال العلاقات الخارجية التي كان حتى الساعة يفتخر بها الرئيس الأميركي، الذي كان يعتبر أنه أعاد الثقة الى العلاقات مع حلفاء واشنطن بعد سنوات التوتر في عهد الرئيس السابق جورج بوش.
ولخص وزير الخارجية الأميركي جون كيري مظاهر قلق الدول الحليفة عندما قال قبل أيام: "لقد دخل في أذهان القادة الأجانب أنه في الوقت الذي نتفاوض فيه مع ايران ونتفاوض حول عملية السلام في الشرق الأوسط، هل نستطيع أن نثق بالأميركيين؟". وكان الإعلان عن عمليات تنصت قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية على الاتصالات في الكثير من الدول شملت ملايين الأرقام في فرنسا وألمانيا، أثار غضب القادة الأوروبيين.
ويعتبر المسؤول السابق عن أوروبا واوراسيا في وزارة الخارجية خلال حكم جورج بوش هيثر كونلي أن أجوبة البيت الأبيض لم تتمكن حتى الآن من تهدئة غضب الحلفاء الأوروبيين. وقال "إن مقاربة البيت الأبيض للمشكلة دفعت القادة الأوروبيين الى رفع الصوت اكثر، لأن الأميركيين لم يفهموا الى أي حد يعتبر هذا الموضوع مهمًا بالنسبة الى الرأي العام الشعبي في أوروبا".
ويتردد أن بعض المسؤولين الأميركيين يسخرون من الطابع المسرحي لردود الفعل الأوروبية على مسألة التنصت، مذكرين بأن الكثير من الحكومات الأوروبية، التي تعبر عن استهجانها اليوم، تشارك هي ايضاً في عمليات تجسس، مع العلم أن التنصت الأميركي أتاح كشف العديد من الاعتداءات في أوروبا قبل ارتكابها.
إلا ان خبراء أميركيين يعتبرون أن هذا الجدل يمكن أن تكون له تداعيات على المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على سبيل المثال. وطالب القادة الأوروبيون الجمعة واشنطن بالالتزام بـ"مدونة سلوك" في مجال التجسس.
وحتى الآن اكتفت الإدارة الأميركية بتكليف مسؤولين من الدرجة الثانية الرد على المخاوف الأوروبية. وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الأبيض الجمعة "لقد تحركنا عبر الطرق الدبلوماسية الاعتيادية لتهدئة بعض التوترات". واختارت المسؤولة عن مكافحة الإرهاب ليزا موناكو، صفحات صحيفة "يو اس ايه توداي" للرد على المخاوف من عملية التنصت، الأمر الذي لم يرق كثيرًا للدول المعنية".
كما أن رد البيت الأبيض على الاتهامات بالتنصت على هاتف ميركل لم يكن بنَّاء على الإطلاق. واكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض الأربعاء الماضي بالقول إن "الولايات المتحدة لا تتنصت ولن تتنصت على اتصالات المستشارة" ليوحي ضمناً بأن التنصت كان يجري في السابق، الأمر الذي رفضت الإدارة الأميركية تأكيده أو نفيه.