TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل يسير أوباما على طريق جون كندي؟

هل يسير أوباما على طريق جون كندي؟

نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 05:23 م

صبيح الحافظ ان الحقيقة الثابتة التي لا تتغير هي التغيير، في عام 1962 دخل الديمقراطي جون كندي البيت الأبيض كرئيساً للولايات المتحدة الأميركية وفي رأسه مفردة التغيير في السياسة الداخلية والخارجية، متحديا الطبقة الاجتماعية البيضاء (لانكلوسكسون البروتستانتية) التي احتكرت السلطة لذاتها سنين طويلة، هذه الشريحة التي اضطهدت الأميركيين السود
 وشجعت التفرقة العنصرية وفصل البيض عن السود في الأماكن العامة والمطاعم والمدارس وحتى في المواصلات في الوقت الذي كان الأمريكان السود مواطنين ساهموا في الحرب الأهلية مع البيض وقدموا تضحيات أكثر من نصف مليون فرد فيها. ولأجل تغيير سياسة الفصل العنصري وإيقاف عمليات الاضطهاد الحاد للسود الذي كان يمارسها حاكم ولاية المسيسبي في الجنوب (بارتيت) في معاداته الشرسة للأميركيين السود وذلك بتأييد وتحريض (مجلس المواطنين البيض) في الولاية . قام الرئيس جون كندي في بداية الأمر بتغيير سياسة هذا الحاكم بالطرق السلمية ولكنها كلها باءت بالفشل بسبب دعم مجلس المواطنين البيض له ووقوف الصحف المحلية في تلك المقاطعة ومحطات الإذاعة والتلفزيون تعمل معا وتغذي الأحقاد المتأصلة على الأميركيين السود، وهذه الأسباب وغيرها شجعت هذا الحاكم على الاستمرار في نهجه العدواني للسود ولم يسمع النصائح والإرشادات التي كانت ترد اليه من إدارة الرئيس كندي. وما أثار حفيظة الرئيس كندي أنه وقعت حادثة مفادها أن طالبا أسود في جامعة الولاية يدعى (مرديت) نظم تظاهرة مع زملائه السود للاحتجاج على الاعمال العدوانية التي يلاقونها نتيجة مشاعر الكراهية التي تسود الولاية، ويعود السبب في تأجيجها الى الحاكم المتطرف بارنيت نفسه والذي حمل شعار (الله خلق الزنجي مختلفاً لكي يعاقبه). ما اضطر الرئيس كندي الى استعمال القوة العسكرية لردعه وإيقافه. هذا ما قام به الرئيس الراحل جون كندي في عملية التغيير في السياسة الداخلية. أما التغيير في السياسة الأميركية الخارجية وكما جاء في التقارير الصحفية التي نشرتها صحيفة لنيويورك تايمس ونقلتها جريدة البلاد العراقية بعددها 6474 في 17/ تشرين الأول/ 1962 أن الرئيس الأميركي جون كندي أمر بإيقاف تحليق الطائرات التجسسية في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق وأمر أيضا بتأليف لجنة خاصة بإعادة تنظيم وكالة الاستخبارات المركزية وذلك بهدف (قص أجنحة هذه الوكالة) وكبح لجام عمليات (المعطف والخنجر) من جهة، ومن جهة أخرى تحديد صلاحية تلك الوكالة واقتصارها على جمع المعلومات فقط وإيقاف فعالياتها الاستفزازية المستمرة بهدف تحسين صورة أميركا وتهدئة السخط المنتشر في العالم من جراء الأعمال المثيرة التي تقترفها وكالة الاستخبارات المركزية كالعمل العدائي الطائش الذي اوحت به الى الوكالة الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال طائرة (اليوتو) التجسسية الى سماء الاتحاد السوفيتي السابق وذلك لتخفيف حدة التوتر الدولي وصراع الحرب الباردة والتدخل المسلح ضد كوبا الذي قاد الولايات المتحدة الأميركية الى التخبط بدون آية نتيجة. ومما تقدم يظهر لنا السؤال التالي: هل باراك أوباما يسير على نهج الرئيس جون كندي في عملية التغيير ؟ من الواضح والمعروف ان سياسات الرؤساء التقليدية الذين سبقوا أوباما كانت تتصف بالعدوانية واستعمال القوة العسكرية في تنفيذ برامجها الاستعمارية والقهرية للشعوب. نعتقد جازمين سوف تحدث تغييرات واضحة في السياسة التقليدية السابقة داخل أميركا وخارجها وذلك من خلال دلائل وإشارات عديدة أهمها هي فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأميركية ودخوله البيت الأبيض يعتبر تغيراً كبيراً وتاريخياً، ان باراك أوباما قد كرر مفردة التغيير أكثر من مرة حيث قال بعد فوزه في الانتخابات الديمقراطية (التغيير والأمل). ومن الدلائل أيضا هو تأييد وترحيب جميع رؤساء الدول الأوروبية، والدول الأخرى في العالم بما فيها جميع الدول العربية المحسوبة صداقتها مع الرئيس الجمهوري جورج بوش. ومن اللافت للنظر ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أرسل رسالة تهنئة وترحيب وهي أول رسالة من نوعها يتلقاها رئيس أميركي من زعيم إيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وكان الرئيس الإيراني قد دعا في رسالته التي هنأ بها أوباما بالفوز الى تغييرات عادلة وأساسية في السياسات الأميركية في المنطقة، ويذكر في هذا السياق ان أوباما أثناء الانتخابات تعهد بفتح حوار غير مشروط مع إيران بخصوص برنامجها النووي فيما عد تغييراً أساسياً في السياسة الخارجية الأميركية. ان الشعب الأميركي ولاسيما البيض منهم في الوقت الحاضر اكثر تفهما وانفتاحاً مع إخوانهم الأميركيين السود من أي وقت مضى وهذا ما يشجع باراك أوباما على إجراء تغييرات واضحة حيث نرى ان عددا من الولايات التي تدين بالولاء للحزب الجمهوري قد صوتت لأوباما في قراءة مغايرة ومتشككة مفادها ان أوباما لا يقدر على تنفيذ وعده بالتغيير، هذا ما ردده بعض المتشائمين وسندهم في ذلك ان سياسة الولايات المتحدة الأميركية هي ستراتيجية لا تسمح له بخرق الخطوط العامة والسياسات الكلية في أميركا، حيث يقولون ان مجيء رئيس جديد لا يعني إحداث تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية التي تتعارض مع مصالحها الستراتيجية الثابتة، والواقع ان مفرد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram