بعدد من الافلام المهمة بدأها المخرج العراقي الكردي هينر سليم في فيلمه المهم (فودكا بالليمون) الذي كرسه كأحد أهم الأسماء في جيل السينما الجديد، يقدم وضمن مسابقة الافلام الروائية فيلمه الجديد ( بلادي الحلوة.. ب
بعدد من الافلام المهمة بدأها المخرج العراقي الكردي هينر سليم في فيلمه المهم (فودكا بالليمون) الذي كرسه كأحد أهم الأسماء في جيل السينما الجديد، يقدم وضمن مسابقة الافلام الروائية فيلمه الجديد ( بلادي الحلوة.. بلادي الحادة)، الفيلم معينة متفحصة في التجربة الكردية بعد اكثر من عشرة اعوام على سقوط الدكتاتورية باسلوب ساخر .. فمنذ اللقطة في الفيلم التي تدور حول قرار يتخذه عدد من المتنفذين بإعدام احد اللصوص نكون امام سخرية اعتدناها في افلام هينر سليم السابقة، لكن هذه المرة يذهب ابعد من ذلك عندما راح يحاكي افلام الويسترن، من خلال قصة رجل قانون يكلف بحفظ الامن في احدى القرى النائية وهناك يصطدم بممارسات مازالت تتغذى من عقلية متخلفة تعتمد الابتزاز والقوة في تعاملها مع الناس .. وعلى طريقة افلام الويسترن فان المخرج سليم يدفع ببطله ان يكون المنقذ ورجل القانون .
وفي المسابقة نفسها ومرة اخرى يكون جمهور المهرجان على موعد مع المخرج احمد عبدالله وهذه المرة مع فيلمه الجديد (فرش وغطا) الذي جاء كما في فيلمه السابق (مكروفون) والذي عرضه المهرجان ايضا قبل عامين، قريبا ومن حيث الموضوع ايضا باقترايه من هموم الشباب وخيبة أملهم في السياسة والحياة وهو الامر الذي جعلهم المادة الرئيسة في انتفاضة الشعب وثورته عام 2011 .. في فلمه هذا غاص اكثر في تفاصيل الحدث الثوري هذا وايضا في ما يتعلق بوقوده الاساس الشباب ، وهو عن شاب مصري (الممثل الشاب اسر ياسين) يهرب مع الافواج الهاربة من السجن جراء الاحداث حيث يبحث عن مكان آمن يستعيد فيه أدميته، لكنه يواجه ايضا شراسة الواقع الذي ما زال اسير حكم الدكتاتورية.. وبكاميرا محمولة وبلغة سينمائية اعتمدت الوثيقة قدم المخرج عبدالله صورا مجسمة للوضع الذي عاشته وتعيشه مصر.
وسبق أن شارك هذا الفيلم ضمن فقرة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الأخير ، كما فاز قبل ايام بمهرجان شيكاغو السينمائي.
ولليوم الرابع تتواصل فعاليات المهرجان إذ شهدت عرض الفيلم التونسي المحتفى به "صمت القصور" لمفيدة تلاتلي مرة ثانية. ويدور فيلم "صمت القصور"، الفائز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي في عام 1997، حول قصة عودة عالية، البالغة من العمر 25 عاماً، الى بيت ولادتها في أحد قصور "البايات" حيث تعمل والدتها طباخة وأحياناً خليلة، وقد أطلق الفيلم مسيرة الشابة هند صبري الفنية، والتي أدت فيه دور عالية وحضرت المخرجة تلاتلي مع بطلة الفيلم هند صبري.
و"القيادة في القاهرة" من إخراج شريف قشطة الذي أستغرق إنجازه أكثر من ثلاثة أعوام لإقتناص طبيعة مدينة القاهرة الحقيقية، تلك التي أحبها المخرج. ويلتقط الفيلم شذرات من حياة الناس، قبل وأثناء وبعد الثورة المصرية التي كانت ساحة التحرير الشهيرة مسرحها.
يذكر أن قشطة قد مَوّل فيلمه "القيادة في القاهرة" بجهد ذاتي وتمويل شعبي، وعن طريق إلتماس كرم الجمهور بدعم مشروعه السينمائي مالياً. ومثل هذا الأسلوب أصبح اليوم أسهل بالنسبة لمخرجي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بفضل إطلاق المهرجان ورشة "أفلامنا"، أول منصة في المنطقة للتمويل الجماهيري، كما انطلقت إحدى ورش مهرجان أبو ظبي السينمائي الخاصة بـ "حوارات في السينما"، ولتتوقف عند كيفية الإستفادة القصوى من الدعومات المالية المقدمة لصناع السينما في المنطقة، وبما توفره من فرص لتحقيق أحلامهم الفنية.
وتستمر ورشة "أفلامنا" ليوم كامل، وعبر جلسات ممتعة مخصصة لهذا الغرض حيث ضيفت دستن دانييل كريتون مخرج "مصطلح مختصر 12"، وعبر حلقة دراسية عنوانها "أقفز"، تناقش سبل وممكنات الإنتقال من الفيلم القصير الى الروائي الطويل، وسبق لكريتون أن عرض باكورته "لست محباً" في مهرجان صاندانس في عام 2012.
وتوفرت للجمهور فرصة ثمينة وعبر متابعة قصص نساء إستثنائيات، ومن مختلف الإختصاصات السينمائية، في ندوة "بطلات الشاشة الفضية: الطريق الى النجاح" تناقش حظوظ النجاح النسوي في صناعة إحتكرها الرجال وشارك في طاولة النقاش كل من المخرجتين ناهيد بيرسون سارفيستانيى وأبارنا سن اضافة الى الممثلة القديرة هيام عباس.
كما نوقشت الجلسة الأخيرة من "حوارات في السينما" لمهرجان أبو ظبي السينمائي "الشتات ونهضة السينما العراقية"، وعبر البحث عن أسباب عودة السينمائيين المغتربين الى بلدهم لتوثيق قصصه. وتضم طاولة النقاش كل من المخرجين محمد جبارة الدراجي، وقاسم عبد وعدي رشيد وعدد من النقاد الذين يحضرون المهرجان.
وتكريماً لذكرى المنتج الراحل جايك إيبرتس الحائز على جوائز عالمية عدة، أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي عن تسمية جائزة اللؤلؤة السوداء للأفلام الوثائقية باسمه لتصبح "جائزة لؤلؤة جايك إيبرتس لأفضل فيلم وثائقي"، وذلك تقديراً لمساهماته في مجال صناعة الأفلام، وستمنح الجائزة خلال حفل توزيع جوائز المهرجان مساء اليوم.
وعرف إيبرتس (1941 –2012) من خلال تقديمه أفلاماً حائزة على جوائز مرموقة تشمل "Chariots of Fire"، و"غاندي"، و"Driving Miss Daisy". وحصدت أفلام إيبرتس على 37 جائزة أوسكار، أربعة منها لأفضل فيلم. وقد بنى جايك، المولود في كندا، علاقة وثيقة في الإمارات العربية المتحدة وتعززت بعد زيارته لها في عام 2007، حيث لعب دوراً بارزاً في العديد من إنجازات صناعة الأفلام في أبوظبي. واستفاد العديد من القنوات التلفازية وشركات الإنتاج من مساهمات إيبرتس، ومنها قناة ناشونال جيوغرافيك، وصندوق إستثمار الأفلام في أبوظبي، وإيمج نيشن وصفقاتها التي تتعدى قيمتها ملايين الدولارات مع الأفلام المشاركة، فضلاً عن إنتاجه لفيلمي "Contagion" و"The Help".
وكان للسينما الهندية حضور متميز في الحوارات والمناقشات المصاحبة لعروض المهرجان ، فقد تناولت جلسة نقاشية (100 عام على السينما الهندية: دراسة الماضي لاستشراف المستقبل) وليس من المبالغة بشيء الحديث عن أهمية السينما الهندية. فالهند أكبر صانع للأفلام في العالم، وعلى الأرجح يمكن تصنيفها في المرتبة الثانية من حيث التأثير عالمياً بعد هوليوود. تعتبر السينما الهندية مألوفة، وعلى مدى عقود، لدى المشاهدين في روسيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا وإفريقيا. ساعد على انتشارها وجود نحو مليار إنسان يعيشون فيها وحوالي 20 مليون خارجها، وأفلامها هي على الأرجح من بين أكثر الأفلام مشاهدة في العالم. شاركنا الاحتفال، بمئوية السينما الهندية، بحضور جلسة النقاش هذه والتي يشارك فيها عدد من الضيوف المميزين.
وتضمنت الجلسات في هذا الاطار ايضا جلسة حوار مع عرفان خان وهو فنان ساحر ومتعدد المواهب امتدت أعماله من السينما الهندية إلى هوليوود. له مجموعة متنوعة من الأفلام بما فيها "علبة الطعام"، "حياة باي"، "المليونيرالمتشرد"، "الرجل العنكبوت المذهل"، "عودة رجل عصابات صاحب بيوي أور"، و"بان سينغ تومار". فائزبثلاث جوائز "فيلم فير"، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، ومرشح لجائزةالروح المستقلة، عرفان خان سيزودنا بنظرة أعمق على حياته المُلهمة ومساره المهني الاستثنائي.