الخسارة متوقعة في لعبة كرة القدم كما هو الفوز متوقع أيضاً وكلنا نعترف بأن هذه اللعبة تخضع لمنافسة شريفة بين خصمين خلال 90 دقيقة تسفر عن فوز احدهما وخسارة الثاني التي تعد أمراً طبيعياً، بل إنها ستكون بمثابة الدرس البليغ لمن يستفيد منه ويحاول معالجة أخطائه التي ارتكبها من دون عمد، بل يجب أن يضع المراقبون والمتابعون للحدث الفوارق الفنية والبدنية والنفسية التي تفصل بين الفريقين المتباريين.
لا أريد أن أبرر إخفاقة منتخب الناشئين في مونديال الإمارات الأخير عندما خسروا من السويد والمكسيك ونيجيريا وودعوا البطولة بوقت مبكر، بل أحاول أن أنصف هؤلاء الفتية ومن يقف خلفهم من مدربين لم يبخلوا بأدنى جهد منذ توليهم مهمة تدريب هذا المنتخب وتمكنوا بكل جدارة من وضعه على الطريق الصحيح ليتأهل للمرة الأولى إلى نهائيات كأس العالم البطولة الأهم على مستوى المسابقات ، فهل يصح أن نكيل لهم التهم اليوم لسبب أنهم أخفقوا في بلوغ الدور الثاني من النهائيات وهم يواجهون المكسيك حامل اللقب للنسخة الماضية ومنتخب نيجيريا الحائز على اللقب ثلاث مرات فضلاً عن منتخب السويد الذي تأهل رابعاً عن القارة الأوروبية ؟! لذلك أرى أن تلك النتائج التي تحققت للاعبينا تعد طبيعية وفق معطيات المرحلة التي تحتم علينا الرضوخ إلى الأمر الواقع والاقتناع بتلك النتائج.
لو أردنا أن نصف منتخبنا الناشئ في تلك البطولة لن أبالغ أنهم كانوا أبطالاً بمعنى الكلمة لما ظهروا به من صورة مشرفة للكرة العراقية لكننا نعلم ونؤكد إن كرة القدم نتائج وليس مستوى لأن النتائج هي من تتحدث في نهاية كل معادلة كروية لذلك نتائجه وضعته خارج الحسابات لكن مستواه الفني والمهارات الفردية التي ظهر بها اللاعبون ( شيركو كريم وبشار رسن واحمد ناظم ومحمد سلام قائد الفريق) تبشر بالخير خصوصا إن هؤلاء الفتيان لفتوا انتباه كل من راقب مباريات العراق وأصبحوا محط أنظار واهتمام القائمين على الأندية الأجنبية في إمكانية استقطابهم لتمثيل أنديتهم ليكونوا خير سفراء للعراق في الدول الأخرى .
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نوجه هجمة شرسة من خلال الانتقادات اللاذعة التي طالت هؤلاء اللاعبين الذين هم بعمر الزهور ، بل يجب ان نحتضنهم لما قدموه وننتظر أن يأتي اليوم الذي سيفوح عطر الزهور اليانعة التي زرعت بصورة صحيحة وعلمية بحتة وسيكونون خير خلف لخير سلف لاسيما أنهم لم يقصروا اطلاقاً لكن هذه هي كرة القدم تخضع للفوارق البدنية والفنية ودرجات الإعداد ، لذلك يجب مراعاة ما قدمه لاعبونا من مستوى تمكنوا أزاءه من الوقوف نداً لهذه الفرق الكبيرة التي تفوقت علينا بنتائجها ولا ننسى كيف جانب الحظ لاعبينا خصوصاً في المباراة الأخيرة التي خسروها بخماسية نظيفة أمام نيجيريا عندما هددوا المرمى النيجيري ولمرات عدة ولو حالفهم الحظ وانهوا جميع هجماتهم بالصورة الصحيحة لكانت النتيجة عراقية بكل الأحوال.
أقولها بكل ثقة رفقا بالناشئين ومدربهم القدير الخلوق موفق حسين الذي بذل قصارى جهوده بمعية مساعده احمد جمعة الذي شاهدناه وهو يتحمل عبئاً كبيراً من خلال توجيهاته المستمرة طوال وقت المباراة وكذلك المدرب المساعد الثاني أثير عصام ومدرب حراس المرمى هاشم خميس (طيارة) ومدرب اللياقة البدنية عباس لعيبي ، ولا ننسى دور المدير الإداري للمنتخب علي هادي وكل من وقف مع هذا الفريق لنمنحه فرصة أخرى لأنه سيأتي اليوم الذي سنرى هؤلاء اللاعبين هم من يمثلون منتخبنا الوطني ويكونون عند حسن ظن الجميع.
رفقاً بالناشئين
[post-views]
نشر في: 28 أكتوبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
راضي الجبوري
الله يساعدالرياضيين في عملهم لان الوضع في العراق مرتبك وكل واحد منا في فكرهكذا مشكله خصوصا الجوانب الامنية وكلما كان هناك استقرار كان الاداء افضل في كل مجالات الحياة نسال الله ان يستقر كل شيء ونرى نجوم الرياضة تخرج من العراق