هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 190 مسيرة لاعب فرق الزوراء والجيش والقوة الجوية والشرطة والمنتخبات الوطنية السابق احمد خضير الذي وُلِد عام 1975 وخاض أكثر من 10 مباريات دولية والذي يعمل الآن مدرباً مساعداً مع فريق القوة الجوية حيث سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بداياتـه
بدأ اللاعب احمد خضير حياته الكروية في مدينة المحمودية في أطراف العاصمة بغداد متأثراً بنجم منتخبنا الوطني ونادي الزوراء السابق احمد راضي حيث قاده هذا التأثر إلى اللعب في خط الهجوم وبعد أن اشتد عوده قرر تجربة حظه في اللعب مع فرق الفئات العمرية في نادي الزوراء في بداية العقد التسعيني من القرن المنصرم حيث وجد الاهتمام والرعاية من مدرب شباب الزوراء آنذاك رشيد راضي الذي وجد فيه طاقات كبيرة يمكن صقلها والاستفادة منها لاحقاً.
ونظراً للتطور الكبير الذي شهده مستوى اللاعب الشاب احمد خضير قرر مدرب فريق الزوراء الأول الدكتور كاظم الربيعي ضمه إلى صفوف فريقه الذي حصل على لقبي بطولة الدوري والكأس في موسم 1994 ـ1995، إلا أن كثرة النجوم في صفوف فريق الزوراء في ذلك الموسم لم تسمح للاعب احمد خضير في اللعب مع الزوراء.
نقطة التحول
إن طموحات اللاعب احمد خضير كانت كبيرة وثقته العالية بقدراته الفنية والتهديفية كانت أكبر، لذلك قرر الانتقال من الزوراء إلى نادي الجيش في موسم 199 ـ1996 لكي يظهر تلك القدرات وبالفعل كان قراره صحيحاً للغاية عندما خاض مع فريق الجيش مباراته الأولى في دوري الكبار ضد نادي الطلبة التي من خلالها أكد على أن الكرة العراقية ولدت مهاجماً جديداً سيكون له شأن كبير في المستقبل حيث تمكن من تسجيل هدفين من أهداف فريقه الثلاثة في مرمى حارس الطلبة هيثم خليل لتكون هذه المباراة بمثابة نقطة التحول المهمة في مسيرة هذا اللاعب الشاب الذي أصبح مطلوباً من الفرق الجماهيرية التي تسابقت على ضمه إلى صفوفها بعد أن وجدت فيه مواصفات رائعة وقابلة للتطور.
ونظراً للمستوى الجيد الذي قدمه مع فريق الجيش تم اختياره إلى منتخب الشباب ثم إلى المنتخب الأولمبي.
التألق مع الجوية
في موسم 1996 ـ1997 قرر اللاعب احمد خضير الانتقال إلى صفوف فريق القوة الجوية وكان قراره في محله حيث تمكن من تأكيد جدارته الكبيرة مع هذا الفريق وحصل معه على لقب هداف الدوري في موسم 1998ـ1999 برصيد 19 هدفاً ، وفي الموسم التالي تعرض اللاعب احمد خضير إلى ضغوطات معينة جعلته يترك فريق القوة الجوية ويتوجه للعب مع فريق الشرطة الذي كان يقوده المدرب احمد راضي حيث قدّم مع هذا الفريق صورة رائعة للغاية وسجل الكثير من الأهداف الجميلة جداً.
تجربته الدولية
في عام 2000 تم اختيار اللاعب احمد خضير لتمثيل المنتخب الوطني في بطولة غرب آسيا من قبل المدرب عدنان حمد، إلا أن مشكلة حصلت بينه وبين المدرب المذكور جعلت الأخير يبعده عن المنتخب الوطني ثم تم اختياره مرة أخرى لصفوف المنتخب الوطني في أكثر من مشاركة خارجية وخاض معه مباراته الأولى ضد منتخب استونيا في الإمارات والتي انتهت بالتعادل بهدف واحد لكلا المنتخبين.
وبقي احمد خضير يتواجد مع المنتخب الوطني حتى تم أبعاده بشكل نهائي من قبل المدرب عدنان حمد حيث يرى خضير أن المدرب عدنان حمد ظلمه كثيراً وأنهى مسيرته مع المنتخب الوطني من دون وجه حق!
اللعب مع الزوراء
في موسم 1999ـ2000 مثل اللاعب أحمد خضير فريق الزوراء في بطولة الأندية الآسيوية وتمكن من تسجيل هدف جميل له في مرمى فريق الاتحاد السعودي في المباراة الأولى التي جرت بين الفريقين في السعودية وانتهت لصالح الزوراء بهدفين مقابل هدف واحد.
العودة إلى الجوية
بقي اللاعب احمد خضير وفياً لفريق القوة الجوية وكان يعود لتمثيله بعد كل تجربة احترافية خارجية وبقي فيه حتى اعتزاله اللعب في عام 2012 وقد أقيمت له مباراة اعتزال تقليدية جمعت فريقه الأخير القوة الجوية مع فريقه الأول فريق الزوراء في الموسم الماضي وشارك فيها لمدة خمس دقائق ثم غادر الملاعب كلاعب ليعود لها كمدرب حيث عمل مدرباً مساعداً لفريق القوة الجوية مع المدرب السابق أيوب اوديشو ومن ثم ما زال يواصل عمله مع المدرب السوري حسام السيد.
أعز أهدافه
من الأهداف التي يعتز بها اللاعب احمد خضير خلال مسيرته الكروية هدفه في مرمى فريق القوة الجوية عندما كان لاعباً في صفوف فريق الشرطة من ركلة حرة مباشرة فضلاً عن هدفه في مرمى الزوراء عندما كان لاعباً في صفوف القوة الجوية وهدفه الجميل للزوراء في مرمى الاتحاد السعودي، كما يعتز كثيراً بهدفه في مرمى نادي الميناء البصري.
أما مع المنتخب الوطني فيعتز بهدفه الذي سجله في مرمى المنتخب الاندينونسي في المباراة التي انتهت لصالح منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
أجمل مبارياته
خاض اللاعب احمد خضير الكثير من المباريات الجميلة ومنها مباراته الأولى في دوري الكبار ضد الطلبة وكذلك مباراته الرائعة مع الجوية ضد الزوراء في موسم 1998ـ1999 والتي انتهت لصالح الجوية بأربعة أهداف مقابل لا شيء وسجل فيها هدفين جميلين.
ومع المنتخب الوطني رغم أنه لم تسنح له الفرصة في اللعب لمدة أطول، إلا انه خاض بعض المباريات الجميلة ومنها مباراة المنتخبين العراقي والاندونيسي التي سجل فيها هدفاً جميلاً.
مميزاته
يمتلك اللاعب احمد خضير الكثير من المميزات الرائعة ومنها المراوغة والمرونة والقدرة على الإفلات من رقابة المدافعين وتسجيل الأهداف بطرق مختلفة ، كما انه يتميز بقدرته الكبيرة في سرعة التجانس مع أي زميل يلعب إلى جانبه، فضلاً عن قدراته الهائلة في تنفيذ الركلات الحرة من مختلف زوايا الملعب وتسجيل الأهداف منها ولولا تعرضه للظلم مع المنتخب الوطني لكان له شأن آخر في الملاعب وبرغم هذا الظلم استطاع احمد خضير أن يترك بصمة جميلة وذكريات أجمل في أذهان الجماهير الكروية.
تجاربه الاحترافية
سنحت للاعب احمد خضير فرصة الاحتراف في الملاعب اللبنانية والقطرية والإماراتية والسورية والإيرانية وكان لاعباً متميزاً ومؤثراً مع الفرق التي احترف معها حيث كانت تجربته مع فريق سايبا الإيراني أكثر من جيدة والحال ذاته في تجربته مع فريق الشيحانية القطري الذي سجل له الكثير من الأهداف الجميلة.
أبرز المدربين
تدرب اللاعب احمد خضير على يد كبار المدربين الوطنيين امثال : عمو بابا، رشيد راضي، كاظم الربيعي، هادي مطنش، ناظم شاكر، عبد الإله عبد الحميد، صالح راضي، عدنان حمد، ثائر احمد، بيلين، ثائر جسام، نزار أشرف، احمد راضي وياسين عمال.