اكد الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي في اليوم الاول من اتصالاته في دمشق التي وصلها امس ان السوريين هم الذين "سيحددون المرحلة الانتقالية" في بلادهم. وكان الابراهيمي يوضح كلاما ادلى به الى مجلة "جون افريك" الفرنسية ونشر الاثنين وجاء فيه
اكد الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي في اليوم الاول من اتصالاته في دمشق التي وصلها امس ان السوريين هم الذين "سيحددون المرحلة الانتقالية" في بلادهم.
وكان الابراهيمي يوضح كلاما ادلى به الى مجلة "جون افريك" الفرنسية ونشر الاثنين وجاء فيه ان الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو "سوريا الجديدة" من دون ان يقودها بنفسه.
وقال الابراهيمي لصحافيين في الفندق الذي ينزل فيه وسط العاصمة السورية، "الكلام الذي اقوله دائما هو اننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف اساسا لقاء بين الاطراف السورية، والاطراف السورية هي التي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس انا". وحذر الابراهيمي في تصريحات ادلى بها امس الثلاثاء من "صوملة" سوريا. وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة فرنسية "إن الخطر الحقيقي هو تدهور الوضع في سوريا الى شكل من اشكال الصوملة، ولكن بصيغة اعمق واطول امدا مما شهدناه في الصومال."
وكان صرح لمجلة "جون افريك" ان "التاريخ يعلمنا انه بعد أزمة مماثلة، لا يمكن العودة الى الوراء. الرئيس الاسد يمكنه اذا ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس حافظ الاسد) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة".
وتابع ان "الكثير من المحيطين به يرون في ترشحه (لولاية رئاسية جديدة في العام 2014) أمرا محتما. هو يرى الامر حقا مكتسبا (...) انه يرغب بالتأكيد في انهاء ولايته الحالية".
وهي الزيارة الاولى للابراهيمي بعد نحو سنة من الانقطاع عن سوريا. وذكرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات اثر زيارة الابراهيمي في كانون الاول/ديسمبر 2012 الى دمشق، ان الرئيس الاسد أنهى اجتماعا بينه وبين الابراهيمي بعدما "تجرأ" موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة على سؤاله عن مسالة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية العام 2014. وقال الاسد في مقابلة تلفزيونية في 21 تشرين الاول/اكتوبر ان الابراهيمي "حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، (...) طبعاً كان جوابي واضحاً، هذا الموضوع موضوع سوري غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري". وفي حين يشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان تتمحور أي مفاوضات حول مرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا تستثني الأسد، يرفض النظام أيّ تطرق إلى هذا الأمر. والتقى الإبراهيمي الثلاثاء شخصيات من المعارضة السورية في الداخل التي يشارك ممثلون عنها في الحكومة السورية.
وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر من هذه الشخصيات ان هناك حاجة "للذهاب الى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني".
وأضاف "من يضع شروطا مسبقة لا يريد الذهاب إلى عملية سياسية". وأضاف "لا يمكن توحيد المعارضة (...). من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لأننا نختلف اختلافا جذريا بالطرح"، واصفا فكرة توحيد المعارضة بـ"الخيالية". على صعيد آخر، قال حيدر "أظن ان واشنطن تفكر جديا بفتح قنوات مع سوريا. لكن من المبكر التكلم عن ذلك وخصوصا ان اميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والإعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب". وأضاف "نتمنى ان يكون التغيير في الموقف الأميركي حقيقيا لا شكليا".
وتأتي زيارة الإبراهيمي الى دمشق من ضمن جولة إقليمية شملت دولا عدة ابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف الى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف-2 لإيجاد حل للازمة السورية، وذلك غداة تحذيره من "صوملة" تهدد البلاد في حال استمرار النزاع العسكري.
ومن معارضة الداخل، التقى الإبراهيمي أيضاً وفدا من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، وزاره في الفندق بشكل خاطف نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد.
ميدانيا، حقق المقاتلون الاكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا ليل الاثنين الثلاثاء مزيدا من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا أسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتواصل على خط آخر المعارك بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في المعارضة المسلحة في مناطق عدة من سوريا.
ونفذ الطيران الحربي السوري امس غارات عدة على مناطق في حلب والرقة (شمال) ودرعا (جنوب) وريف دمشق.
وعلى صعيد تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين ان سوريا احترمت المهلة المحددة بالاول من تشرين الثاني/نوفمبر لتدمير تجهيزاتها المخصصة لانتاج الاسلحة الكيميائية.
واكد بان في تقرير الى مجلس الامن ان مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيميائية "اكدوا تدمير تجهيزات انتاج (المواد الكيميائية) وخلطها وتعبئتها في كافة المواقع" التي زاروها.
وكانت المنظمة قالت في وقت سابق ان مفتشيها انهوا عمليات التحقق في 21 موقعا من 23 وتعذر عليهم زيارة موقعين لدواع أمنية.