TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "رازونة" الرصد

"رازونة" الرصد

نشر في: 29 أكتوبر, 2013: 10:01 م

على طريقة جوليت بإطلالتها من شرفتها للحديث مع حبيبها روميو، شهدت الساحة الإعلامية العراقية في الآونة الأخيرة وجود اكثر من جهة تتولى مهمة رصد الخطاب الإعلامي ، ولا اعتراض على القيام بهذا العمل ، اذا كانت النيات طيبة، ولأغراض مهنية بحت ، على حد وصف المعنيين بالأمر، والرصد سواء كان بطريقة المرحومة جوليت او بأسلوب آخر يكشف عن سعي لاستعادة سلطة الرقيب ، انطلاقا من إيمان جهات تمتلك علاقة متينة بالحكومة بضرورة مراقبة وسائل إعلام تجاوزت الخطوط الحمر، واصطفت مع أعداء العملية السياسية.
يرى إعلاميون ان مهمات الرصد دائما تكون برعاية جهات رسمية ، أما الرصد الآخر عن طريق" الرازونة" بمعنى الإطلالة من خلال النوافد الصغيرة ، لمراقبة ما يحدث في الشارع فلا قيمة له فهو تصرف شخصي ، يلجأ إليه الكثير من هواة مراقبة الناس إرضاء لفضولهم ، وصناع القرار لايعيرون اهتماماً لرصد "الروازين"، لاعتقادهم بان مايرصد من أحداث بهذا الأسلوب لا يهدد امن المسؤولين والرموز والأهداف الحيوية .
"رصد الرازونة " ومن خلال متابعة لقاء متلفز عرض قبل أيام عبر احدى الفضائيات العراقية توصل الى حقيقة ان الميليشيات مازالت تصول وتجول في الساحة العراقية ، على الرغم من تصريحات المسؤولين الأمنيين بان السلاح اصبح بيد الدولة ، واكتفى الرصد الشعبي عن طريق "الرازونة" بالتعبير عن القلق والمخاوف من القتل على الهوية، واستهداف الكفاءات وعودة التهجير القسري لتكون الأحياء في اطراف بغداد وبعض مناطق ديالى ذات صبغة مذهبية واحدة .
في الزمن العراقي قبل الديمقراطي وفي احدى قرى شمال بغداد ، حققت امرأة عانس عرفت بلقبها " المسودنة" أمنيتها بالحصول على زوج عن طريق "رازونة الرصد " عندما رصدت من نافذة خرابتها مبيت رجل في غرفة زوجة أبيها عند غيابه المتواصل لمراجعة الأطباء في بغداد ورقوده في المستشفى لمدة طويلة ، المسودنة تمتلك على عكس لقبها كامل قواها العقلية ، وهوايتها المفضلة الإطلالة من النافذة لمراقبة ما يجري من أحداث ، في احدى الليالي تسللت الى غرفة زوجة الأب فشاهدت "المشهد الشنيع " وقبل اطلاق صرخة الذهول ، هرب العاشق ، فيما استقبلتها المرأة بالأحضان ، وتعهدت لها أثناء حديث طويل، استمر حتى الصباح بان تجد لها الزوج المناسب ومن خيرة شباب القرية خلال أسبوع واحد ، بعد شفاء الأب من مرضه مقابل التستر على الفضيحة .
"رازونة رصد المسودنة " حققت أهدافها ، بإتمام الصفقة ، وزفت العانس الى زوجها "العشيق الهارب" وبعد مرور شهر على الزواج، ونتيجة تدهور حالة الأب الصحية، أوصى صهره برعاية وحيدته اليتيمة ، والرجل نفذ الوصية بحذافيرها وتفاصيلها في رعاية الأرملة واليتيمة ، فلعب دور الفارس الأسطوري في حماية أرواح الأبرياء من الإرهابيين ، بنشاط ملحوظ ينسجم مع مبدأ حصر السلاح بيد الدولة ، وعلى جهات الرصد ان تحدد اسم الدولة بإطلالة من "الرازونة" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram