TOP

جريدة المدى > عام > فيلمان بريطانيان يدينان العبودية واتجار دَير في أبناء غير المتزوجات

فيلمان بريطانيان يدينان العبودية واتجار دَير في أبناء غير المتزوجات

نشر في: 30 أكتوبر, 2013: 10:01 م

في مصارحة أقرب إلى المحاكمة يعالج فيلمان بريطانيان بجرأة فنية "جريمة" العبودية من خلال كارثة وقعت عام 1769 و"جريمة" أخرى وقعت في خمسينيات القرن العشرين تورط فيها أحد الأديرة في بيع أطفال الحوامل القاصرات غير المتزوجات بعد انتزاعهم من أمهاتهم نزيلات ا

في مصارحة أقرب إلى المحاكمة يعالج فيلمان بريطانيان بجرأة فنية "جريمة" العبودية من خلال كارثة وقعت عام 1769 و"جريمة" أخرى وقعت في خمسينيات القرن العشرين تورط فيها أحد الأديرة في بيع أطفال الحوامل القاصرات غير المتزوجات بعد انتزاعهم من أمهاتهم نزيلات الدير.
ويدور فيلم (بل) الذي أخرجته البريطانية أما آسانتي (44 عاما) حول قبطان سفينة قام بإغراق عشرات العبيد عام 1769 في تلاعب يمهد للمطالبة بالتعويضات باعتبار ما حدث كارثة ليس على العبيد وإنما على التاجر.
والواقعة الأخرى التاريخية في الفيلم -الذي قامت ببطولته الممثلة جوجو أمباثا رو- هي ولادة هذه الفتاة السوداء كثمرة علاقة بين ضابط بريطاني نبيل الأصل وعبدة إفريقية أصرّ أبوها على الاعتراف بها ثم مات وتركها وريثة شرعية لأمواله. ولكن الأعراف لا تسمح لها بخرق تقاليد أرستقراطية تمنعها مثلا من الجلوس مع الأسرة على مائدة طعام في حضور ضيوف.وتتقبل الفتاة وضعها الغريب والمتناقض ولكنها لا تتنازل عن كبريائها وترفض نبيلا تقدم للزواج منها وتشرح لعمها القاضي في قضية إغراق العبيد أن هناك كذبا وتزويرا في الواقعة ويساعدها في ذلك شاب أبيض يريد أن يتزوجها ولكن عمها يرفضه لأنه أدنى درجة من العائلة.وكان المجتمع وخصوصا النبلاء ينتظرون الحكم بالتعويض لصالح تاجر العبيد ولكن الفتاة تعثر في أوراق أبيها على ما يثبت إدانة القبطان الذي مر بعدة موانئ ورفض أن يتزود بما يساعده على إتمام الرحلة بأمان وأنه تعمد إغراق العبيد تجنبا لتفشي الأمراض وطمعا في الحصول على تعويض.والحكم -الذي لم يجرم تجارة العبيد آنذاك- دان السلوك غير الإنساني لقبطان السفينة ولكنه "غيّر مجرى تاريخ تجارة العبيد سيئة الصيت في بريطانيا إلى الأبد."
أما فيلم (فيلومينا) الذي يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية بالمهرجان فيعالج قيام أحد الأديرة في أيرلندا باستضافة أمهات غير متزوجات ورعايتهن مقابل مصادرة أطفالهن وبيعهم للأغنياء بزعم ان ذلك يسهم في التكفير عن الخطايا.
والفيلم الذي أخرجه البريطاني ستيفن فريزر (62 عاما) يبدأ بعزل صحفي من وظيفته فيفكر في تأليف كتاب عن تاريخ روسيا ولكن المصادفة غيرت اهتمامه حين يقابل (فيلومينا) التي تقرر في العيد الخمسين لميلاد ابنها المنتزع منها أن تبحث عنه وهي لا تعرف أكثر من أنه بيع لأمريكيين.
ويتحالف أمل (فيلومينا) التي تقوم بدورها الممثلة البريطانية جودي دنش مع رغبة الصحفي ستيف كوجن -المشارك في كتابة السيناريو- في استعادة بريقه المهني وتبدأ الرحلة/الفيلم الذي ينجو من فخاخ الميلودراما بزيارة الدير لمعرفة من اشترى الابن ،وكانت الإجابة أن الدير لا يملك أية معلومات عنه لأن الوثائق تلفت في حريق وقع منذ فترة ولكنهم يقدمون لها وثيقة وقعتها بالتنازل عن الابن. وهنا يشك الصحفي كيف تنجو هذه الوثيقة دون غيرها من الحريق.
وفي الولايات المتحدة يعلمان أن الابن الذي كان مرموقا ومقربا من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان توفي قبل سنوات متأثرا بمرض الإيدز لأنه كان مثلي. ولا تبالي الأم بذلك ولكنها تصاب بخيبة أمل وتقرر العودة إلى بلادها حين تخبرها ابنة زميلة لها في الدير -بيعت مع ابنها قبل نحو 50 عاما- بأن ابنها لم يفكر في أمه ولم يذكر اسمها ولم يشعر بحنين إلى أيرلندا.
ولكن الصحفي الذي سيحصل من المرأة على المال المتفق عليه كان على وشك خسارة مغامرة تأليف كتاب عن قصتها مع الدير ومع ابنها لأنه مات وانقطع عن أصوله. ويصر الصحفي على أن يكمل بقية الصورة مع صديق الابن الذي يفجر مفاجأة أن الابن كان يفكر في أمه وبحث عنها ويقدم لهما صورة فوتوغرافية في زيارة الابن للدير وأنه أوصى بأن يدفن في أيرلندا حيث يوجد جثمانه في مقبرة الدير.
ويعود الصحفي والأم والفيلم إلى نقطة البداية وتحدث مواجهة مع "الأخت" التي أخفت معرفتها للابن وزيارته للدير وأنه مدفون في مقبرة الدير وتبرر ذلك بأنها وقد بلغت الشيخوخة ولا تستطيع الحركة مازالت "آنسة لم تعص الرب" على عكس من "اقترفن الخطيئة وعليهن التكفير عنها" وتعلن فيلومينا أنها سامحت "الأخت" ولكن الصحفي الذي ينتقد سلوك "الأخوات" -يتساءل.. كيف يقود الدين إلى حرمان أم من ابنها، ويصرخ في وجوه الجميع أنه لا يتسامح؟!
وينتهي الفيلم باطمئنان الأم الواقفة أمام قبر ابنها وترضى عنه لأنه فكر فيها يوما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram