TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تهمة "ربع " إرهاب

تهمة "ربع " إرهاب

نشر في: 30 أكتوبر, 2013: 10:01 م

جمال جاسم  أمين ، شاعر من محافظة ميسان ، شارك في مهرجان شعري أقيم في بغداد مؤخرا ، في حديث مع زملائه عن نشاط  المدينة الثقافية ، وأحوالها المدنية ، ذكر ان بعض العاملين او بكلمة أدق ، الطارئين على الوسط الثقافي في مدينة العمارة ، تحولوا الى"مخبرين سريين " بتوليهم مهمة كتابة تقارير لصالح مسؤولين وجهات حزبية  حول تناول المثقفين  الخمر بجلسات سرية وداخل الغرف المغلقة  لغرض محاربة الظاهرة وملاحقة مروجيها .  
ذكر الشاعرفي حديثه قصصا لاتخلو من طرافة تتعلق بابتكار طريقة جديدة بكتابة التقريرتنسجم مع المرحلة الحالية ، وتوجهات أصحاب القرار ، والتقرير موجه الى مولانا الجليل ،ثم يستعرض بتفاصيل دقيقة تجمع عدد من أدباء وفناني العمارة بمنزل احد زملائهم في منطقة  الماجدية ، وينتهي التقرير بعبارة ودمتم للنضال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التعليقات حول حديث الشاعر،  تشعبت وتناولت انحسار النشاطات الثقافية في العديد من المدن ، وشرب الخمر بالتأكيد لا يدخل ضمن النشاطات ، كما يتصور البعض ، ولكن مايثير الاستغراب ان تعتمد الجهات المعنية في بعض الحكومات المحلية عقوبة جديدة بعنوان "ربع عرك إرهاب " لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة النكراء .
تهمة أربعة إرهاب وبحسب بيانات صادرة من جهات أمنية،  توجه لعناصر جماعات مسلحة يتم اعتقالهم بحملات دهم وتفتيش مازالت متواصلة في الكثير من مدن العراق الغربية  على خلفية  معلومات استخباراتية دقيقة ، وربما شهدت مدن أخرى اعتقال أشخاص بتهمة شرب "ربع عرك " حصلوا عليه من السوق السوداء عن طريق وسطاء بسعر مرتفع يساوي حجم مغامرة وصوله الى المستهلكين  شاربي  الخمر أجلَّكم الله .
في الدورة التشريعية السابقة أعلنت لجنة الأوقاف النيابية عزمها طرح مشروع قانون يمنع بيع الخمر بشكل علني ،  وحصر بيعه في محال تقع في مناطق محددة بعيدة عن  أماكن العبادة ، وظلت فكرة تشريع القانون حتى يومنا هذا في أدراج مجلس النواب الحالي، ويبدو انه كغيره من المشاريع بانتظار حصول اتفاق بين رؤساء الكتل النيابية .
الشاعرأشاد بدور مسؤولين محليين في تحسين الواقع الخدمي في محافظته مقارنة بالسنوات السابقة  ولم يدافع عن شاربي الخمر او يطالب بفتح النوادي والبارات ، ودور السينما وقاعات  العرض المسرحي  المغلقة ،  ولكنه استعرض مقطعاً عن مخاطر تدخل "الطارئين" في الوسط الثقافي في تشويه سمعة أسماء كبيرة معروفة بإنجازاتها في الحقول الإبداعية المتنوعة  وملاحقتهم بتهمة "ربع عرك إرهابي ".
مطلع عقد السبعينات قدم  احد وجهاء قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار وبمساعدة احد أقربائه العاملين في جريدة محلية شكوى للنشر متضمنة مناشدته المسؤولين غلق نادي المعلمين في القضاء  الواقع على بعد عشرات الأمتار من  منزله ،  والقريب من محطة لبيع  الوقود  ، ولم تنشر الشكوى لأنها "لاتتضمن  أسباباً واضحة  لغلق النادي  المعروف برواده  المنضبطين" فعلق صاحبها بالقول :" من تشتعل البانزينخانة بجكارة سكران بذاك الوكت  تنشر الجريدة الشكوى "  والرجل  كان يعبر عن حرصه على سلامة امن مدينته ، على عكس ما ذكره الشاعر صاحب مجموعة "سعادات سيئة الصيت"  عن واقع مدينة العمارة  الثقافي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram