جمال جاسم أمين ، شاعر من محافظة ميسان ، شارك في مهرجان شعري أقيم في بغداد مؤخرا ، في حديث مع زملائه عن نشاط المدينة الثقافية ، وأحوالها المدنية ، ذكر ان بعض العاملين او بكلمة أدق ، الطارئين على الوسط الثقافي في مدينة العمارة ، تحولوا الى"مخبرين سريين " بتوليهم مهمة كتابة تقارير لصالح مسؤولين وجهات حزبية حول تناول المثقفين الخمر بجلسات سرية وداخل الغرف المغلقة لغرض محاربة الظاهرة وملاحقة مروجيها .
ذكر الشاعرفي حديثه قصصا لاتخلو من طرافة تتعلق بابتكار طريقة جديدة بكتابة التقريرتنسجم مع المرحلة الحالية ، وتوجهات أصحاب القرار ، والتقرير موجه الى مولانا الجليل ،ثم يستعرض بتفاصيل دقيقة تجمع عدد من أدباء وفناني العمارة بمنزل احد زملائهم في منطقة الماجدية ، وينتهي التقرير بعبارة ودمتم للنضال بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التعليقات حول حديث الشاعر، تشعبت وتناولت انحسار النشاطات الثقافية في العديد من المدن ، وشرب الخمر بالتأكيد لا يدخل ضمن النشاطات ، كما يتصور البعض ، ولكن مايثير الاستغراب ان تعتمد الجهات المعنية في بعض الحكومات المحلية عقوبة جديدة بعنوان "ربع عرك إرهاب " لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة النكراء .
تهمة أربعة إرهاب وبحسب بيانات صادرة من جهات أمنية، توجه لعناصر جماعات مسلحة يتم اعتقالهم بحملات دهم وتفتيش مازالت متواصلة في الكثير من مدن العراق الغربية على خلفية معلومات استخباراتية دقيقة ، وربما شهدت مدن أخرى اعتقال أشخاص بتهمة شرب "ربع عرك " حصلوا عليه من السوق السوداء عن طريق وسطاء بسعر مرتفع يساوي حجم مغامرة وصوله الى المستهلكين شاربي الخمر أجلَّكم الله .
في الدورة التشريعية السابقة أعلنت لجنة الأوقاف النيابية عزمها طرح مشروع قانون يمنع بيع الخمر بشكل علني ، وحصر بيعه في محال تقع في مناطق محددة بعيدة عن أماكن العبادة ، وظلت فكرة تشريع القانون حتى يومنا هذا في أدراج مجلس النواب الحالي، ويبدو انه كغيره من المشاريع بانتظار حصول اتفاق بين رؤساء الكتل النيابية .
الشاعرأشاد بدور مسؤولين محليين في تحسين الواقع الخدمي في محافظته مقارنة بالسنوات السابقة ولم يدافع عن شاربي الخمر او يطالب بفتح النوادي والبارات ، ودور السينما وقاعات العرض المسرحي المغلقة ، ولكنه استعرض مقطعاً عن مخاطر تدخل "الطارئين" في الوسط الثقافي في تشويه سمعة أسماء كبيرة معروفة بإنجازاتها في الحقول الإبداعية المتنوعة وملاحقتهم بتهمة "ربع عرك إرهابي ".
مطلع عقد السبعينات قدم احد وجهاء قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار وبمساعدة احد أقربائه العاملين في جريدة محلية شكوى للنشر متضمنة مناشدته المسؤولين غلق نادي المعلمين في القضاء الواقع على بعد عشرات الأمتار من منزله ، والقريب من محطة لبيع الوقود ، ولم تنشر الشكوى لأنها "لاتتضمن أسباباً واضحة لغلق النادي المعروف برواده المنضبطين" فعلق صاحبها بالقول :" من تشتعل البانزينخانة بجكارة سكران بذاك الوكت تنشر الجريدة الشكوى " والرجل كان يعبر عن حرصه على سلامة امن مدينته ، على عكس ما ذكره الشاعر صاحب مجموعة "سعادات سيئة الصيت" عن واقع مدينة العمارة الثقافي .
تهمة "ربع " إرهاب
[post-views]
نشر في: 30 أكتوبر, 2013: 10:01 م