مدينة عفك تعرف محلياً باسم "عفج " هي مركز قضاء تابع لمحافظة الديوانية وبحسب المصادر التاريخية يقدر عمرها بنحو 300 سنة ، أخذت التسمية عن أول من بنى بيتاً فيها واستوطنها وهو" محمد العفاك" الذي قدم هارباً من أقاربه في جنوب العراق تحديدا الناصرية ، بعد ان قتل احد أبناء عمومته بطريق الخطأ ، وسمي العفاك لتمتعه بقابلية فائقة في المصارعة، حيث يقوم بحركة خاطفة يلوي فيها ذراع خصمه فيطرحه أرضاً وبمهارة.
كان لأبناء عفج الدور الكبير في قيادة التمرد على الحكومة المركزية في ولاية بغداد أيام العهد العثماني وكذا أيام الاستعمار البريطاني، وقد ورد ذكرها كثيرا في كتاب ستيفن همسلي لونغريك: أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ترجمه جعفر خياط ، وجاء ذكر المدينة أيضاً في أعمال الدكتور علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث.
شعبيا ارتبط اسم مدينة عفج بالمثل الشائع " قيم الركّاع من ديرة عفج " ومضمونه يعبر مظلومية لحقت بالمدينة وأهلها ، وهي لا تختلف عن نظيراتها من المدن الأخرى بتدني المستوى المعيشي لمعظم سكانها ، وفيها مركز شرطة وآخر طبي، وكراج نقل وسوق مسقف ومطعم كباب ، وفي احد أطرافها يقع مبنى نادي الموظفين .
اكتسبت عفج شهرتها من صناعة نوع من الخناجر يدعى" الخنجر العفجاوي " وانحسرت صناعته بعد توفر الأسلحة النارية بأنواعها المختلفة ، احد أبناء المدينة نظم حملة عبر شبكة التواصل لرفع المظلومية عن عفج وماتركته في الذاكرة الشعبية من إجحاف بحقها ، اعتذر منه حتى صدام حسين ، أما ممثلو محافظة الديوانية في مجلس النواب ومنهم رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون خالد العطية ، فيقال ان احدهم لم يزر المحافظة وأقضيتها للاطلاع على أوضاع وحاجات ناخبيهم ، ونشر صاحب الحملة بيت ابوذية : خناجر عفج صدت من يسنها "يعني من يشحذ الخناجر ويجعلها جاهزة بيد الرجال" ، وياريت العشاير من مورد يسنها، "من أعرافها وسننها " تسال هل القوانين العاطلة منهو يسنها " متى تشرع القوانين المعطلة " مجلس النواب لو بواسير الشفية .
ويسرد صاحب الحملة ما سمعه من احد موظفي ديوان الرئاسة السابق عن قصة إنصاف صدام لأهل عفج ، فأثناء تقليده الضباط والمراتب أنواط الشجاعة ، سأل احدهم اين تسكن ، فقال الجندي "سيدي في قضاء عفج " وقال السائل :" بعده المثل الشعبي يقال عنها " ، والحديث نقل عبر الهواء مباشرة من التلفزيون الرسمي وشاهده معظم العراقيين، بعد انتهاء المراسيم صدرت أوامر استدعاء اخرين لمنحهم أنواط شجاعة في اليوم التالي ، على ان يكون بينهم من أهالي عفج ، وأثناء التقليد وقف احد عناصر الحماية خلف جندي من أبناء القضاء ، وأثناء تقليده النوط أجاب على سؤال أين تسكن ، وحمله السائل ان ينقل تحياته لجميع أهالي عفج، واصدر قراراً بتبليط الشارع الرئيس في القضاء وإنشاء محطة لتزويد الدور بالماء الصالح للشرب .
يهدف صاحب الحملة الى لفت انتباه الساسة والمسؤولين الحاليين الى تطبيق وعودهم في رفع التركة الثقيلة التي خلفتها ممارسات النظام ضد مدينة عفك وأبنائها ، وهي لا تختلف عن بقية المدن العراقية الاخرى ، بخضوعها لإهمال متعمد ، جعل المظلومية علامتها الفارقة .
مظلومية عفج
[post-views]
نشر في: 1 نوفمبر, 2013: 10:01 م