وديع غزوان في زيارته الأخيرة الى قضاء حلبجة ابلغ رئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور برهم احمد صالح أهلها بأن العمل يجري لتنفيذ الإجراءات القانونية الخاصة بتحويل القضاء الى محافظة تنفيذا لوعود رئيس الإقليم مسعود بارزاني بحسب ما صرح به ممثل القضاء في مجلس محافظة السليمانية.
في السياقات التقليدية ربما مثل هكذا إجراء يتطلب توفر جملة عوامل ومستلزمات تشكّل أرضية يستند اليها كعدد السكان ومساحة القضاء وغيرهما من مقومات يعرفها المتخصصون بشؤون الوحدات الإدارية، لكن في موضوعة حلبجة الوضع يختلف وله خصوصيته لأن الميزة الأكبر لهذه المدينة انها تعرضت لأبشع جريمة في العصر الحديث عندما تم قصفها بالكيمياوي وابيد اكثر من 5000 من أهلها اغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء. ورغم كل ما نشر عن هذه المدينة من قصص مروّعة الا إنها ما زالت دون حجم وهول الجريمة التي ارتكبت بحقها، وربما يتذكر الكثير قصة ذلك الشاب الذي عاد الى حلبجة من ايران بعد أن فقد كل اهله وهو طفل ونجا بأعجوبة لتربيه امرأة وجدته مرمياً وسط مخلفات ودمار القصف الوحشي. حلبجة هذه المدينة الهادئة تعرضت الى أضعاف ما أصاب المدن العراقية الأخرى حتى عدت جريمة قصفها على وفق سياقات القوانين الدولية إبادة جماعية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لذا فان قرار تحويلها الى محافظة جزء من الوفاء لشهدائها واهلها المضحين. وكان لإعلان القرار وسط نصب ضحايا حلبجة وقعه الإنساني على النفوس، فالمسؤول الأمين هو من يتعايش مع شعبه ولا ينسى وهو في موقع المسؤولية تضحياته وعطاءه الثر على طريق الحرية والكرامة وهو بدونه ما كان ليتبوأ هذه المكانة التي أساسها خدمة الشعب. وعد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بتحويل حلبجة الى محافظة ومتابعة رئيس الحكومة تنفيذ هذه الإجراءات درس للبعض بأن لا ينسوا وهم في أيام الخير تضحيات شعوبهم وان يلتفتوا ويتحسسوا احتياجاتهم الحقيقية بدل اللهاث للحصول على (فرمانات) الامتيازات دون وجه حق. المسؤولية أمانة فطوبى لمن يحافظ عليها وليست العبرة بالقاء الخطب الرنانة بل المقدرة على تقديم المزيد من الخدمات لشعبه. ليس كثيرا على أهالي حلبجة تحويل القضاء الى محافظة والعمل على إنشاء جامعة فيها وتحسين الخدمات لأنها ستبقى شاهدا على جريمة ورمزاً للعطاء والتضحية.
وفاء ومسؤولية
نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 06:51 م