تواصل محافظة بغداد وأمانة بغداد منذ فترة حملة لتشجير الشوارع والساحات في العاصمة بعد انتهاء المسلسل الطويل للحفر واعادة الحفر من أجل اعادة التبليط (في بعض المناطق فقط، فالمسلسل متواصل في مناطق أخرى كثيرة).. الحملة جيدة وبدأت تُعطي ثمارها في استعادة بغدادنا المنكوبة بعض ما كان لها من رونق وبهاء.
لكن ثمة ملاحظة على الطريقة المتبعة في سقي الأشجار.. إنها طريقة بدائية وغير صحيحة، فالمهمة تقوم بها تانكرات يختار العاملون عليها أن يؤدوا عملهم في الصباح اثناء ساعة الذروة، حيث تزدحم الشوارع والساحات بالسيارات. وتتم عملية السقي مباشرة من التانكرات بواسطة الخراطيم الكبيرة. في الغالب لا تأخذ الأشجار كفايتها من الماء الذي تسيح كميات مُعتبرة منه في الشوارع، فتساهم في عدم نظافتها.
وعلى ذكر عدم النظافة، فأن ما أهم من التشجير هو النظافة.. بغداد مدينة قذرة.. هذا واقع مع انه مخجل ومحرج لنا.. وكما يعرف الجميع، بمن فيهم مسؤولو المحافظة والامانة، فان القمامة مصدر خطير للاوبئة والأمراض. ولا مبالغة في القول انه لا يوجد حي أو شارع أو دربونة أو ساحة في بغداد يمكن وصفه بالنظيف .. دلّونا على واحد او واحدة خارج المنطقة الخضراء.
وكما الحال مع سقاية أشجار الشوارع والساحات، فان العمل الجزئي للغاية الذي نلاحظه لرفع القمامة يجري في الصباح أيضاً.. انه عمل يُعكّر المزاج، فعملية رفع القمامة تؤدي الى نشر الروائح الكريهة في المحيط.. ولحين الوصول الى المرحلة التي يمكن بها لسيارات النظافة أن تجمع القمامة من البيوت مباشرة معبأة في أكياس كبيرة سوداء، يمكن جمع القمامة من مكباتها المفتوحة حالياً في أوقات المساء المتأخرة.
من جهة أخرى، يُفترض أن يتواصل تجهيز الكهرباء الآن على مدى أربع وعشرين ساعة، بحسب ما وعد به وزير الكهرباء ونائب مجلس رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ورئيس مجلس الوزراء نفسه. ولابدّ من لفت انتباه شرطة المرور ومحافظة بغداد وأمانتها الى اعادة العمل بمنظومة الإشارات الضوئية، وأقله في وسط العاصمة والمناطق والشوارع الرئيسة الحافلة بالنشاط .. الملاحظ ان الاشارات تعمل الآن معظم الوقت ولكن من دون الالتزام بها في الغالب، فكثيراً ما نجد ان شرطي المرور يسمح بالعبور عندما تكون الاشارة حمراء ويوقف السير مع الاشارة الخضراء.
هذه الملاحظة تستدعي ملاحظة أخرى هي ضرورة التقيد بأحكام قانون المرور، من أبسطها، وهي الالتزام بالإشارات الى أهمها وهي عدم السماح بالسياقة لمن لا يحمل الاجازة السوق. ان الامر هنا يتعلق بحياة الناس وممتلكاتهم.. اذا كانت ادارة المرور لا تكترث بهذا لأي سبب، فان محافظة بغداد وامانتها ينبغي أن تهتمّا لأن الأمر يتعلق بحياة وممتلكات سكان العاصمة الموكل اليهما أمر رعايتها وحفظها وصونها.
جميع التعليقات 1
hassan
كيف يكون لمدينة محافظ وامين ورئيس مجلس بلدية وكلهم رواتب مليونية لماذا لا يكون كل هؤلاء الثلاثة برجل واحد اختصارا بالنفقات ولتكون النتائج البائسة معقولة قياسا بجهد رجل واحد وليس بجهود ثلاث.