TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > العشابون بدائل للأطباءالمهاجرين

العشابون بدائل للأطباءالمهاجرين

نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 07:44 م

بغداد/ المدى اثّر رحيل الاطباء الاختصاص عن البلاد بشكل كبير في انتشار مهنة العشابين او التداوي بالاعشاب في اغلب المحافظات العراقية. ولاقت عيادات التداوي بالاعشاب والطب الشعبي رواجا كبيرا فترة فرض العقوبات الدولية على العراق بداية تسعينيات القرن الماضي،
ويؤكد مواطنون ان العلاج بطب العشابين الذي يعتمد على الاعشاب والنباتات هو اكثر فاعلية من الادوية التي تدخل في تركيبتها المواد الكيمياوية.ويؤكد العشاب صباح الربيعي انه توارث المهنة من اسلافه ونجحت الوصفات التي يقدمها لعلاج الامراض الجلدية وتساقط الشعر وغيرها من الامراض الدارجة، ويؤكد الربيعي وتقع عيادته في منطقة الكاظمية التي اشتهرت بوجود الاطباء الاختصاص في اوقات سابقة: استقبل في عيادتي اعدادا كبيرة من المرضى، وكان والدي يختبر بعض الخلطات والوصفات على نفسه اولا او على احد المتبرعين من افراد العائلة وكنت انا في مقدمة هؤلاء المتبرعين، ولما ثبت لي بالدليل عدم وقوع اضرار بالمصابين جراء استخدام الاعشاب فقد اصبحت لدي الثقة بعلاج المرضى بصورة فطرية. من جهته يشير باسم فاضل/ 44 سنة ان الاحداث الامنية التي مرت على العراق وهجرة الاطباء الاختصاص جراء التهديد، ادت الى خلو البلاد من الاطباء الكفوئين، واضاف: باعتقادي ان اجندة خارجية قد تم تنفيذها في البلاد، من خلال تفريغها من الكفاءات العلمية والطبية، وهذا الامر نتجت عنه عودة العراقيين الى التداوي بالاعشاب، وهي مهنة اكل الدهر عليها وشرب. فيما اكد وليد هادي انه اصيب بمرض الم به لفترة طويلة، ولم يفلح العلاج الذي تناوله من الصيدليات في شفاء مرضه، واضاف: اصبت قبل مدة بمرض تساقط الشعر، وقد تناولت انواع العلاجات التي وصفها الاطباء لي، لكن لم يتم القضاء على هذا المرض نهائيا، ومن خلال مراجعاتي المستمرة للاطباء اكدوا لي ان نوعية الدواء قد تكون هي السبب، فقد غزت الصيدليات العراقية انواع غير فعالة من الدواء، وهي المسبب الرئيس لعدم شفائي، وتابع هادي: ولما لم اجد البديل المناسب، فقد نصحني بعض الاصدقاء بتجربة الوصفات التي يقدمها العشابون لعلاج الامراض، وبالفعل فقد شفيت تماما من المرض بعد ان استخدمت خلطة من قبل احد العشابين، لم اعرف لغاية الان من اين استخلصت، كما لم يخبرني العشاب مم يتكون هذا العلاج. ويقول احمد حسن ان الحالة الاقتصادية للفرد العراقي دفعت العديد منهم للاستطباب من العشابين، واضاف: لم يشعر غالبية الاطباء ان المرضى في العراق لا يستطيعون تأمين المبالغ الكافية لعلاجهم من الامراض، وبرغم انها حالة استثنائية، الا انها موجودة على ارض الواقع، وتفاقم حالات الوفيات يأتي من عدم مراجعة المرضى للاطباء الاختصاص، الذين يبالغون في اجور علاجهم من جهة، ومن جهة اخرى سفر الجيدين منهم الى الخارج للحالة الامنية الصعبة التي مرت على البلاد، وتابع: هذا الامر دفع المرضى، لأن يكونوا زبائن دائمين عند العشابين، نظرا لرخص ثمن العلاج المعتمد على الاعشاب. وعن مصادر الاعشاب الطبية في العراق، يقول العشاب ثامر زكريا من منطقة الكاظمية ان سوق الشورجة ومنذ عقود طويلة يمثل مركز الاستقطاب الرئيس للباحثين عن العلاج بالاعشاب الطبيعية، حيث يمثّل البابونك والورد الماوي والحبة السوداء وغيرها من الاعشاب المادة الاكثر مبيعا، وتأتي معظم النباتات تلك من سهول نينوى او مناطق الاهوار جنوب العراق او يتم استيرادها من الهند وباكستان وايران والصين، ويضيف زكريا: الاعشاب تلك تكون علاجا لبعض الامراض كالرشح او الحمى والتهاب القصبات وحالات الامساك التي يعاني منها الاطفال وغيرها من الامراض البسيطة، لكن الامراض الاخرى لا يتم الشفاء منها عن طريق نبتة واحدة، بل ان خلطات معينة وبمقادير لا يعرفها الا العشابون القدماء هي من تقوم بهذا العمل، وهذا هو سر مهنتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram