صوفيا/ محمد خلفيتفق محللو الشؤون البلقانية و المختصون بالمسائل الصربية و الكوسوفية على اعتبار أن انتخابات مجالس الحكم المحلي في كوسوفو التي جرت الاحد وشارك فيها 1,5 مليون شخص لانتخاب أعضاء مجلس 36 بلدية في كوسوفو، تمثل اختبارا جدي
صوفيا/ محمد خلف
يتفق محللو الشؤون البلقانية و المختصون بالمسائل الصربية و الكوسوفية على اعتبار أن انتخابات مجالس الحكم المحلي في كوسوفو التي جرت الاحد وشارك فيها 1,5 مليون شخص لانتخاب أعضاء مجلس 36 بلدية في كوسوفو، تمثل اختبارا جديا لمسار تطبيع العلاقات بين بلغراد و بريشتينا الذي رعاه الاتحاد الأوروبي حيث ان الرهان الأساسي في هذه الانتخابات يرتبط بنسبة من سيشارك فيها من الصرب الذين يقطنون مناطق الدولة الجديدة الشمالية ويشكلون النسبة المطلقة لاسيما وانهم يرفضون الاعتراف بسلطة حكومة كوسوفو على مناطقهم .ودعت حكومة بلغراد الصرب الكوسوفيين في الشمال الذين يصل عددهم الى اكثر من 40 الف نسمة الى المشاركة الفعالة في الانتخابات وعدم الاستماع الى الأحزاب المتطرفة التي تحض على مقاطعتها ،فيما كشف استطلاع للرأي "ان اغلبية الصرب اعلنوا انهم سيقررون في اللحظة الاخيرة اذا ما اذا كانوا سيتوجهون الى صناديق الاقتراع".وقالت سوزانا ميسيتش (35 عاما) استاذة الأدب في كوسوفسكا ميتروفيتسا "اذا قررت عدم التصويت، فذلك بدافع الخوف على المستقبل. وهذا الخوف نفسه هو الذي قد يدفعني الى التصويت".
وكانت بلغراد قامت بحل المجالس البلدية التي اقامتها أحزاب محلية بشكل أحادي في منطقة شمال كوسوفو عقابا على رفضهم السماح بتنظيم الاقتراع.وظل الوزير الصربي المكلف شؤون كوسوفو الكسندر فولين يجوب خلال الايام الماضية قرى هذه المنطقة بدون توقف لإقناع سكانها بالتوجه الى صناديق الاقتراع.وقال لهم " ستستمرون في العيش هنا ولكن ليس للابد بدون مشاركة في الانتخابات".
وكان الصرب في مناطق اخرى من كوسوفو وسط اغلبية البانية ساحقة وعددهم 80 الف شخص شاركوا في الانتخابات المحلية و البلدية السابقة. ودعا رئيس الوزراء الصربي ايفيتسا داشيتش صرب كوسوفو الى "الاتحاد من اجل الدفاع عن مصالح صربيا بشكل افضل" في هذه المنطقة وقال"نطلب منكم التصويت، ان دولتكم تقول لكم ان ذلك يصب في مصلحتكم" .الا ان ماركو جاكسيتش النائب عن التنظيم القومي المتشدد "دي اس اس" المعارض لاي تقارب بين صربيا والاتحاد الاوروبي حذر "اذا قمتم بالتصويت، سيستبدل الصرب دولتهم بدولة (كوسوفية) قامت على محنة الشعب الصربي وهذا خيانة". فيما قالت دانييلا فويسيتش المرشحة على لائحة "المبادرة المواطنية صربسكا" ان الانتخابات ستتيح للصرب تشكيل مؤسسات شرعية معترف بها من قبل بريشتينا والمجموعة الدولي".وقال المحلل دوسان يانييش" ان الصرب بمشاركتهم في الانتخابات التي تنظمها بريشتينا سيعترفون عمليا بمؤسسات كوسوفية في مناطقهم وهذه هي معضلتهم الاساسية كونهم لا يعرفون ما الذي ستقدمه الحياة في ظل دولة انتزعت اراضيها من دولة اخرى واقيمت بقرار من طرف واحد هم الالبان الكوسوفيون".
واعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون التي أعلنت تقديم مساعدات مالية اضافية لتمويل اتفاق السلام بين بلغراد و بريشتينا " ان هذه الانتخابات تعد محورية لمستقبل كوسوفو وعنصرا هاما واساسيا لتطبيق اتفاق ابريل الخاص بتطبيع العلاقات بين الجانبين" موضحة " ان الاوروبي يتابع عن كثب نزاهة الانتخابات".