أعلن "مهرجان دبي السينمائي الدولي"،أمس ، عن منح "جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، التي يتمّ تقديمها في الأمسية الافتتاحية للمهرجان، كل عام، للناقد السينمائي الكبير سمير فريد، حيث تحتفي الدورة العاشرة من "مهرجان دبي السينمائي الدولي" بالإسهامات المتميزة
أعلن "مهرجان دبي السينمائي الدولي"،أمس ، عن منح "جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، التي يتمّ تقديمها في الأمسية الافتتاحية للمهرجان، كل عام، للناقد السينمائي الكبير سمير فريد، حيث تحتفي الدورة العاشرة من "مهرجان دبي السينمائي الدولي" بالإسهامات المتميزة للمبدعين في شتى مجالات السينما، وذلك بحضور نخبة من النقاد السينمائيين العرب والعالميين.
حول اختيار الناقد السينمائي القدير سمير فريد للجائزة هذا العام، قال عبدالحميد جمعة؛ رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي: "هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها "جائزة تكريم إنجازات الفنانين" لناقد سينمائي. ويشرّفنا هذا العام أن تكون من نصيب الأستاذ سمير فريد، الذي يُعتبر قامة سينمائية كبيرة، ساهمت في ترسيخ مكانة السينما المصرية والعربية في المحافل الدولية. ونحن بدورنا نتقدّم له بهذه الجائزة اعترافاً بإنجازاته الكبيرة التي خدمت صناعة السينما المصرية والعربية لأكثر من خمسين عاماً".
وأضاف جمعة قائلاً: "للنقّاد دور كبير في صناعة السينما على مستوى العالم، بما يقدّمونه من تحليلات، وتفسيرات، ورصد للقيمة الفنية، وتسليط الضوء عليها لتعريف جمهور السينما بها، فهم المؤرخون الذين يسطّرون سجلات الحراك السينمائي، ضمن مراحل تطوره المختلفة، ولربما يتأثر المشاهد بفيلم ما على حياته الشخصية، إلا أن الأمر ذاته يختلف تماماً بالنسبة للناقد السينمائي، الذي يعايش الموضوع بتفاصيله كافة، ويرصد توجهاته وطفراته. وحدهم النقاد هم من يتمتعون بتلك الموهبة التي تمكّنهم من توضيح تلك المفاهيم، والقدرة على تفسير الحالة السينمائية، على اختلاف مستوياتها، بدءاً من تقييم رؤية العمل السينمائي، إلى تعريف المجتمع بمنجز سينمائي، ربما لم يحظ بشعبية كبيرة عند شباك التذاكر، إلا أنه يتمتع بقيمة فنية متميزة."
وقد أعرب الاستاذ سمير فريد عن سعادته بخبر تلقي فوزه بجائزة تكريم إنجازات الفنانين من مهرجان دبي السينمائي الدولي وقال: "إنه لشرف كبير من مهرجان كبير كان نقطة تحول في المنطقة تجاه السينما كتعبير عن الحداثة، وتعبير عن دور دبي المحوري في العالم العربي والعالم"
جدير بالذكر أن "جائزة تكريم إنجازات الفنانين" مُنحت في السابق لعدد من النجوم العرب والعالميين، من بينهم عمر الشريف، وفاتن حمامة، وعادل إمام، وجميل راتب، وصباح، ومورغان فريمان، وشون بن، وأميتاب باتشان، وشاه روخان، وداوود عبدالسيد، ويوسف شاهين، ورشيد بوشارب، وسليمان سيسي، ونبيل المالح، وأوليفر ستون، وداني غلوفر، وتيري غيليام، وياش شوبرا، وسوباش غاي، ومايكل أبتد، ومحمود عبدالعزيز.
ومن جهة اخرى كشف "مهرجان دبي السينمائي الدولي" عن القائمة الثانية من الأفلام التي سيعرضها ضمن برنامج "السينما العالمية"، خلال دورته العاشرة، التي ستقام في الفترة من 6 – 14 ديسمبر المُقبل.
من بين الأعمال المشاركة في برنامج "السينما العالمية" لهذا العام، الفيلم الحائز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة الجمهور في مهرجان صندانس هذا العام "فروتيفال ستيشن" أو "محطة فروتيفال" الذي كتبه وأخرجه لأول مرة المخرج "ريان كوجلر"، ومن إنتاج فوريست وايتيكير، وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية للشباب الأسود "أوسكار جرانت" الذي يقوم بأداء دوره الممثل مايكل جوردون. يافع في بداية عقده الثاني، يقطن في منطقة الخليج، ويتعرض للقتل على يد شرطي في آخر يوم من عام 2008.
أما الممثل الإنجليزي كولين فيرث، الحائز على جائزة الأوسكار، فيطلّ علينا مع المتألقة دائماً النجمة نيكول كيدمان، في فيلم "رجل السكة الحديد". الفيلم من إخراج جوناثان تبليتز، وهو مُستوحى من واقع سجلات قصة حياة أسير الحرب العالمية الثانية، الجندي البريطاني "ايريك لوماكس" وتجربته الإنسانية المؤلمة، حيث تمّ الزج به للعمل بالسخرة على خطوط سكة حديد تايلاند القاتلة، بعد أن وقع في أسر القوات اليابانية، وما أعقب ذلك من تعذيب وإهانات على أيدي سجانيه، ثم رحلته الملحمية للمسامحة والغفران لمن عذبوه وتسببوا له في جراح نفسية وجسدية لا تنسى.
بدوره يطلّ علينا المخرج آندريه فايدا، مرشح بولندا لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي، بفيلم روائي طويل بعنوان "فاليسا. رجل الأمل" عن قصة حياة "ليخ فاليسا"، أشهر زعيم عمالي ثوري في التاريخ البولندي المعاصر، الذي بدأ حياته عاملاً في أحد الموانئ، وقاد ناضل العمال لبناء اتحادهم "تضامن"، إبان حقبة الشيوعية، ثم وصوله إلى كرسي الحكم، بعد أن قاد الملايين في ثورة عارمة لم تكتف بالإطاحة بالديكتاتورية، فقط، وإنما أكملت زحفها لتنخر صرح الإمبراطورية السوفيتية المتهالك، في ثمانينات القرن الماضي.
ويحضر الفيلم الجورجي "إن بلوم" لمخرجيه سيمون كروس ونانا أكفتيميشفيلي، والمرشح لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. تدور أحداث الفيلم في أعقاب انهيار الستار الحديدي، حول مراهقتين تتحسسان خطواتهما في ظلّ العنف العائلي، والاضطرابات الاجتماعية التي طفت على السطح، في أعقاب التحولات السياسية التي شهدتها جورجيا، حال استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، وتستند الرواية في بعض جوانبها إلى ذكريات الطفولة التي عاشتها كاتبة الرواية ومساعدة المخرج نانا أكفتيميشفيلي، التي نشأت في أحضان جورجيا المستقلة في عقد التسعينات.
المخرج العالمي إيرول موريس، الحائز على جائزة الأوسكار، وأحد أكثر مخرجي الأفلام الواقعية تأثيراً في جيله، الذي أخرج من قبل الفيلم الوثائقي الشهير "ضباب الحرب"، يُشارك في الدورة العاشرة لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي" بفيلم بعنوان "المعلوم المجهول"، الذي يستكشف فيه تفاصيل المشوار المهني وفلسفة عمل وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفلد. باستخدام مذكرات رفعت عنها خاصية السرية، يقود موريس حواراً مع رامسفلد حول مناصبه الرفيعة السابقة والمثيرة للجدل، والتي عاصر خلالها أربعة رؤساء من الحزب الجمهوري. ويناقش السرد الروائي للفيلم مواضيع لطالما أثارت الرأي العام الأمريكي والعالمي، مثل حرب فيتنام، والحرب الباردة إبان الحقبة السوفيتية، وتحالف "عاصفة الصحراء"، الذي شنّ هجوماً كاسحاً بقيادة أميركية لتحرير الكويت من قبضة الرئيس السابق صدام حسين، وأخيراً موجة الحرب على الإرهاب التي أطلقتها أميركا، ثم اجتاحت العالم.
ومن إيطاليا، يأتي المخرج والكاتب باولو زوكا، وفيلمه "الحكم"، الذي يُعدّ تطويراً لفيلمه القصير الذي يحمل العنوان ذاته، وحاز عنه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كليرمونت فيران، عام 2009. يتابع الفيلم قصة فريقين لكرة القدم من الدرجة الثالثة في سردينيا الإيطالية، تتقاطع حظوظهما، لتتكشف فضيحة الفساد التي تدمر الحياة المهنية لأحد الحكام الدوليين، والمفارقة التي يفرضها القانون القديم لتربية الأغنام، حيث تتصاعد كل تلك التناقضات ضمن قصص أخرى، يتم نسجها بطريقة عبثية في إطار من الكوميديا المأساوية.