الأمسية الرابعة لاتحاد أدباء كربلاء بهيئته الجديدة كانت مخصصة للسينما وتم فيها عرض فيلم (اللوحة المفقودة) للمخرج حسين فالح.في بداية الأمسية قال مقدمها الناقد عمار الياسري إن السينما هي فن التغيير التربوي والإعلامي منذ النشأة الأولى لها وكانت المهادات

الأمسية الرابعة لاتحاد أدباء كربلاء بهيئته الجديدة كانت مخصصة للسينما وتم فيها عرض فيلم (اللوحة المفقودة) للمخرج حسين فالح.
في بداية الأمسية قال مقدمها الناقد عمار الياسري إن السينما هي فن التغيير التربوي والإعلامي منذ النشأة الأولى لها وكانت المهادات الأولى تجريبية من خلال أفلام صامته قصيرة تنوعت بين المدرستين الواقعية والانطباعية ،وقد وظفت المدرسة الانطباعية تيارات أدبية وفنية متنوعة ،مثل السريالية والتعبيرية في بنيتها من أجل خلق أشكال جديدة مغايرة للمألوف ..وأضاف ان حسين فالح في فيلمه اللوحة المفقودة المشتغل في التجريب السينمائي  الطليعي السريالي والحائز على جائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج في مهرجان السينما التربوية  الأول في ميسان قبل أيام  كان يريد إرسال رسالة مفادها أن الوطن ليس قطعة قماش وشيئاً من التراب ، بل هو حقوق وواجبات تشعر الفرد بانتمائه للوطن ..موضحا ان حسين فالح مواليد 1960 أكمل معهد الفنون الجميلة وأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وأخرج للمسرح كيمياء الألم وترانيم الحرية وللسينما انعتاق واللوحة المفقودة الفائز بالجائزة الأولى في مهرجان السينما التربوية وفيلم غياب .وهو عضو في نقابتي الفنانين والصحفيين العراقيين.
بعدها قرأ الناقد والمخرج السينمائي علاء مشذوب ورقة الجمالية عن فلم (اللوحة) حملت عنوان جماليات الخطاب المرئي في الفيلم القصير.وقال فيه ان الفيلم القصير خاصة، بتقديري ينتمي إلى المدرسة السريالية التي ابتدعها الصديق (سلفادور دالي) في فيلم (الكلب الأندلسي) ليتحدث لنا صورياً عن بعض أحلامه التي ترفض الواقع ولتقف على مبعدة منه فوق تلَّه صغيرة، وإلا ما الربط بين رأس حمار ملقى على البيانو، ويد ملأها النمل ورجل مسجى في وسط شارع، مع محاولة اغتصاب امرأة في شقة تقع في الدور الثالث وربما الثاني سوى إنها مجموعة من الأحلام التي راودت (دالي) واقترحها على صديقه (بونويل) وكان ذلك في عام 1929 .ويشير إلى أن الجمال هو الإدراك الحسي للأشياء. والبنية الجمالية هي كل ما يخالف الحياة الطبيعية يُعد في السينما والتلفزيون من الجماليات، فالشكل والتقنية هما وظيفتان دراميتان جماليتان، وكذلك من جماليات الصورة المتحركة هو الحركة السريعة والبطيئة والتدرج والحركة إلى الخلف واستخدام التصوير الفوتوغرافي الثابت وتغيير شكل الصورة بتغيير البؤرة والمرشح، إضافة إلى الأبيض والأسود والحيل السينمائية والمبتكرات العلمية  والتي توظف لخلق نوع من الإثارة واللذة والاستغراب والإعجاب لدى المشاهد، ويجب ان لا ننسى أهمية الإطار الذي يحد من نظرة المشاهد كي ينظم ويوجد إحساسه بالشيء وفي مقابل كل شيء يحد من الإحساس الطبيعي لتحقيق كسب لإمكانات الإحساس الجمالي. وينقسم الخطاب المرئي في الصورة المرئية المتحركة إلى ثلاثة أقسام.
البنية السمعية: هو كل ما يخرج من صوت سواء أكان (حوار، موسيقى، صمت، مؤثر طبيعي أو اصطناعي)، وللوهلة الأولى نلاحظ من خلال مشاهدتنا ان الموسيقى لم تكن خصيصة للفيلم، وإنما مستعارة (جاهزة) وكان الصمت أبلغ من الحوار، بالرغم من ان الأخير لم يكن بليغا، وإنما كان مفصحا عن الأحداث.
البنية الصورية: للصورة المتحركة لغة تتمثل بمجموعة من العناصر عددها (14) لنا أن نذكر بعضها وهي على التوالي: 1- الخصائص العامة للصورة. 2- الدور الخلاق لآلة التصوير: تحرير الكاميرا- الكاميرا الموضوعية - حركات آلة التصوير- الحركة إلى الأمام- البانوراما - المنظر العام- المنظر الكبير- الصورة المائلة-الكادرات الرمزية 3- الإضاءة 4- الملابس والديكورات 5- الإيجارات : 6- الاستعارة والرمز.7- الظواهر الصوتية 9- عمق المجال 10- الحوار  11- الطرق الفرعية للسرد 12- الزمن 13- المكان  14- المونتاج..ويواصل مشذوب قراءة ورقته بقوله إننا نعلق على الزمن في هذا الفيلم القصير ونقول: إن غياب الزمن الدال على الأحداث، وليس الزمن السائب داخل النص الفيلمي، يعد في نظر البعض مثلبة، بينما يعدها البعض الآخر منتميا لتيار الوعي، الذي يندمج فيه الحلم مع الواقع بتداخل سيكولوجي.
وشهدت الأمسية العديد من المداخلات النقدية.