اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ظاهرة جزر المواشي في المناطق السكنية خطر بيئي وصحي

ظاهرة جزر المواشي في المناطق السكنية خطر بيئي وصحي

نشر في: 9 نوفمبر, 2013: 09:01 م

تبرز إلى العلن بشكل واضح جدا ظاهرة جزر المواشي العشوائية في بغداد وعموم المحافظات ،بعد أن وجدت لها مساحة من الحرية من غير رقابة  أو متابعة من قبل الجهات الحكومية المعنية ،و محافظة ذي قار كجميع مدن العراق طالتها تلك الظاهرة وشملت جميع مناطقها، مم

تبرز إلى العلن بشكل واضح جدا ظاهرة جزر المواشي العشوائية في بغداد وعموم المحافظات ،بعد أن وجدت لها مساحة من الحرية من غير رقابة  أو متابعة من قبل الجهات الحكومية المعنية ،و محافظة ذي قار كجميع مدن العراق طالتها تلك الظاهرة وشملت جميع مناطقها، مما يشير إلى ضعف الإجراءات الرسمية لتطويق هذه الظاهرة وإيقاف تداعياتها ، كما أن هذه الظاهرة تعكس ضعف الوعي الصحي لدى بعض الجزارين ، ومن البديهي أن المتضرر الأول والأخير هو المواطن لا غيره، فأين لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار من هذه الظاهرة ؟ وأين دور دائرة صحة ذي قار ؟ وما  دور  دوائر البيطرة والبلديات ؟ هل تظل تتفرج على هذه الحالة غير الصحية التي تتسبب في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة ؟
شهود عيان
المواطنون مصابون بالقلق من انتشار هذه الظاهرة ،فليس لديهم حيلة والحل ليس في متناول أيديهم.
المواطنة أم حسن تقول " اعتدنا على رؤية أكوام المخلفات التي تنتج عن عملية جزر المواشي ، حيث يجري الجزر خارج المجازر المخصصة لها ، دون وازع يمنع الجزارين المنهمكين بالجزر يوميا ، من الامتناع عن ممارسة هذه السلوكية الخطيرة ، ثمة جزار  يعمل منذ سبعة أعوام في منطقتنا وهو مستمر بنحر الأبقار والخرفان  أمام دكانه صباح كل يوم ، لجذب الزبائن الذين يفضلون ان يشاهدوا الذبيحة حية قبل نحرها للتأكد من عدم هلاكها قبل  عملية النحر ،كما تقول أم حسن، مضيفة ان هناك جزارين يقومون  في الغالب  بنحر حيوانات نافقة ومن ثم بيعها ، مبينة ان الذبح بهذه الطريقة مؤذٍ ومخلفاته تسبب الكثير من المشاكل ،فمن يسكن قرب هذه الجزارة وحتى المارة يشمون رائحة الأعضاء المتحللة والدماء الكريهة جداً  التي تبعث على القرف "بحسب قولها.
موقف بيئة ذي قار
في مديرية بيئة ذي قار التقينا مديرها محسن عزيز الذي أكد ان مديريته مستمرة بالمحاسبة والمتابعة وستحاسب المزيد من المتجاوزين ممن يقومون بنحر وجزر المواشي في الأحياء السكنية، مبينا  ان هنالك العديد من اللجان التي شكلت في المديرية لغرض متابعة بعض الحالات البيئية السلبية المنتشرة في محافظة ذي قار ،وواحدة من هذه اللجان تشكلت لمتابعة ظاهرة الجزر العشوائي خارج المجازر ، مبينا ان اللجنة  تشكلت من قبل مديريتنا ودائرة صحة ذي قار ومراكز الشرطة البيئية والشرطة الاقتصادية ، وتم تبليغ أكثر عدد من القصابين الذين يقومون بعملية الذبح خارج المجزرة كما  تم تغريم 25 قصابا ممن قاموا بالجزر خارج المجازر وأمام محالهم ،حيث تم تبليغهم بعدم ممارسة هذه السلوكية  ويجب الذبح في مجزرة الناصرية المؤهلة مؤخرا .
مئات الملايين لمجزرة حكومية
مضيفاً إن تلك اللجنة   مستمرة في عملها لمتابعة جميع القصابين الذين يقومون بعملية الذبح خارج المجازر، حيث تم إنذار قسم منهم ومن لا يتقيد بالضوابط الصحية والبيئية القانونية ستتم إحالته إلى القضاء لغرض معاقبته وإدانته ، يقول محسن عزيز " ان مديرية بلدية الناصرية أنفقت مئات الملايين على تأهيل مجزرة تابعة لها ،ووفرت فيها كوادر بشرية من أطباء بيطريين وغيرهم ، ولكن لا يتم استخدامها .وهذا مخالف للقانون .كما ان هناك عدة مجازر غير صالحة للاستخدام ، ولذا طالبنا بضرورة إيجاد بدائل لها ، ولم تقم دائرة بلديات ذي قار بإيجاد مواقع بديلة مطابقة للمحددات البيئية ، لذلك قررت مديريتنا إعطاء مهلة لدائرة البلديات لإيجاد مواقع مطابقة للمحددات البيئية  ونحن بانتظار انتهاء هذه المدة وبعدها سوف نقوم بغلق كافة المجازر غير المطابقة  للمحددات البيئية ".
المستشفى البيطري
تبين لنا من خلال متابعتنا لهذه المشكلة ومن هو المسؤول عن حلها أن الدوائر المعنية تلقي على بعضها اللوم للتنصل من المسؤولية ،فمدير المستشفى البيطري في ذي قار ألقى باللائمة على مديرية بلديات ذي قار التي اتهمها بالتقصير في أداء عملها في هذا الجانب ، مؤكداً وجود الكثير من الحالات المختلفة للجزر العشوائي وغير المشروع .
يقول الدكتور البيطري خليل أمين واجد مدير المستشفى البيطري" ان ظاهرة الذبح غير حضارية ومرفوضة  ولها مخاطر صحية على مستوى صحة البشر وصحة الحيوان ".
وأضاف " وجدت المجازر في كل أنحاء العالم وفي بلدنا منذ فتره طويلة للقضاء على الأمراض المعدية والسارية وحصرها والتخلص منها والسيطرة عليها سواء كانت الأمراض الحيوانية أو الأمراض المشتركة  بين الإنسان والحيوان، مؤكدا ان وزارة الزراعة ممثله بدائرة البيطرة  في العراق وفروعها في كل أنحاء العراق ومستوصفاتها في جميع الأقضية والنواحي في المحافظة بعملية فحص اللحوم يوميا ماعدا الجمعة والإثنين ، حيث تعتبر عطلة المجزرة لتنظيفها وتجهيزها للذبح ".
فحص اللحوم
مشيراً إلى تخصيص المستشفى لكادر صحي  لفحص اللحوم من  الساعة الخامسة  إلى العاشرة أو الحاديه عشرة صباحا ، حيث يتم فحص الذبائح بشكل دقيق من قبل الكادر ، وتقوم فرقنا بجميع الأقضية والنواحي بمتابعة الذبح خارج المجازر وتفتيش المحال ومنح الإجازات البيطرية".
واجد بيّن ان مهمة البيطرة تتلخص في عملية الفحص فقط ، أما عمليات الجزر وأماكنها فهي من اختصاص بلديات ذي قار ، وهي متلكئة ومقصرة فعلاً في إدارة هذا الملف ، باعتبار ان البنايات تابعة كليا إلى بلديات محافظة ذي قار أما مهمة البيطرة فهي فحص اللحوم فقط وتمريرها للاستهلاك البشري إذا كانت صالحة  والتخلص من الأجزاء والحيوانات كاملة إذا كانت غير صالحة للاستهلاك البشري"  على حد وصفه.
ظاهرة غير حضارية
لافتاً إلى أن مسالة وجود المجازر وتشييدها وتصميمها وتحويلها فيتم ذلك من خلال وزارة البلديات ، مطالباً  وزارة البلديات وجميع الدوائر المسؤولة في المحافظة بإنشاء مجازر حديثة ومتطورة  ، مقترحاً  ان تكون أربع أو خمس مجازر في الأقضية الكبيرة وغلق المجازر في النواحي فهي لا داعي لها ،فمجزرة كبيره في القضاء يمكن ان تغطي جميع النواحي".
واختتم حديثه بالقول "  في حالة توفر مجازر بمواصفات عالية يمكن عند ذلك إجبار القصابين على عدم الذبح خارج المجزرة لأن ذلك يشكل ظاهرة غير حضارية تماما ومرفوضة ونحاول ان نحد منها بإمكاناتنا البسيطة وبالتعاون مع الدوائر ذات العلاقة (البيئة ،والصحة ،والشرطة، والبلديات) ".
مجزرة بثلاثة مليارات
اﻟﻤﺠﺰرة اﻟتي أﻋيـﺪ ﺗﺮﻣيـﻤهـﺎ ﺛﻼث ﻣﺮات ﺧﻼل ﻋﺎم واﺣﺪ وأﻧﻔﻖ ﻋﻠيـهـﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻠيـﺎرات ديـﻨﺎر ﺣﺴﺒﻤﺎ يـﻘﻮل أﺣﺪ اﻟﻘﺼﺎﺑيـﻦ علي ناصر حيث بين" أن المجزرة أغلقت أﺑﻮاﺑهـﺎ وﻟﺘﻌﻮد أزﻣﺔ اﻟﺬﺑﺢ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﺗﻄﻞ ﺑﻮﺟهـهـﺎ اﻟﻘﺒيـﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،ويـﺘﺎﺑﻊ اﻟﻘﺼﺎب ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺣﺪيـﺚ صحافي ان ﻣﺠﺰرة اﻟﻨﺎﺻﺮيـﺔ ﻓﻘيـﺮة ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗهـﺎ واﻟﻤيـﺎه راﻛﺪة ﻓﻲ أروﻗﺘهـﺎ " .ودﻋﺎ علي ناصر ﺑﻠﺪيـﺔ اﻟﻨﺎﺻﺮيـﺔ إﻟﻰ اﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻰ ﺳﻮق اﻟﻘﺼﺎﺑيـﻦ ﻛﺤﻞ ﺑﺪيـﻞ ودﻋﻢ اﻟﺴﻮق ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓيـﺮ ﺣﺎويـﺎت اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺒﻠﺪيـﺔ اﻷﺧﺮى ،أﻣﺎ اﻟﻘﺼﺎب ﻋﻠﻲ ﺟﺎﺳﻢ ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻘﺪ ﻣﺠﺰرة اﻟﻨﺎﺻﺮيـﺔ ﻗﺎﺋﻼ  " إﻧهـﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐيـﺮة لا تسع ﻟﺬﺑﺢ اﻟﻤﻮاﺷﻲ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺟهـﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤيـﻦ ﻋﻠيـهـﺎ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﺋﻦ اﻟﺤﺪيـﺜﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓيـهـﺎ " واﺗهـﻢ علي جاسم ﺑﻠﺪية ذي ﻗﺎر ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف وراء إﻏﻼق اﻟﻤﺠﺰرة ﻷﻧهـﺎ ﺗﺮيـﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮأيـهـﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟـه، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺈﻋﺎدة ﻓﺘﺤهـﺎ أو دﻋﻢ ﺳﻮق اﻟﻘﺼﺎﺑيـﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪيـﻨﺔ .إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻗﺎل اﻟﻄﺒيـﺐ اﻟﺒيـﻄﺮي ﺟﺒﺎر ﺳﻌﺪ " إن اﻟﺴيـﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺬﺑﺢ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﺧﺎرج اﻟﻤﺠﺰرة أﻣﺮ ﻣﺴﺘﺤيـﻞ ، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن دور اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤيـﺔ يـﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ رﺻﺪ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺠﺰر اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻓﻘﻂ  ".
تمويل أميركي
تم تنفيذ بناء ﻣﺠﺰرة اﻟﻨﺎﺻﺮيـﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﻓﺮيـﻖ اﻟـGRS اﻷﻣﺮيـﻜﻲ ﺑﻘيـﻤﺔ 2.5 ﻣﻠيـﻮن دوﻻر ، وﺗﻢ اﺳﺘﻼﻣهـﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻠﺪيـﺔ اﻟﻨﺎﺻﺮيـﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻘﺮار اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء  اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﺳﺘﻼم اﻟﻤﺸﺎريـﻊ اﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴيـﺎت ﻛﻮاﻗﻊ ﺣﺎل، حيث  مجزرة الناصرية الوحيدة على بعد أكثر من 2 كم جنوب شرقي المدينة في الجهة المحاذية لنهر الفرات وهي تابعة لبلدية الناصرية .وخضعت  المجزرة لأعمال إعادة تهيئة وترميم  من قبل شركة رمال الرافدين ضمن الأعمال التي نفذتها القوات الأمريكية بإشراف مباشر آنذاك والمستفيد هي مديرية بلدية الناصرية .

الصحة :جرّدونا من صلاحية الحجز  
لم يخف العديد من الأطباء البيطريين قلقهم من استفحال هذه الظاهرة. يقول الدكتور رشيد مجيد "  كل الذبح الذي خارج المجزرة غير صحي والسبب الرئيسي لتفشي هذه الظاهرة  عدم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحق المقصرين ، فقبل 2003 كان رئيس الوحدة الإدارية يتمتع بصلاحية قاضي جنح بالنسبة للمجازر ويملك صلاحية حجز القصاب وتغريمه وغلق محله، أما الآن والكلام لمجيد الأمر مختلف تماما،فمثلا  عندما يكلف الطبيب البيطري بتحرير تقرير عن مخالفات القصابين للضوابط البيطرية سيكون حاله كحال  أي مواطن يحتكم إلى القضاء بصورة مشتكي ينتظر دوره  عند القاضي للاستماع لشكواه وليس له صفة رسمية لدى القاضي .
أما في الماضي فكنا نخاطب رئيس الوحدة الإدارية كالمحافظ أو القائممقام أو مدير الناحية ليتخذ الإجراء اللازم ،أما الآن  فمدير الوحدة الإدارية المحافظ أو القائممقام أو مدير الناحية عندما تتم مخاطبته من قبل إدارة البيطرة  يقوم بدوره بمخاطبة القاضي الذي يستدعي الطبيب لمساءلته والاستفسار منه ، وهو أمر غير محبذ لأنه سيحرم الطبيب من تأثيره كجهة رسمية ، أنا أقترح  تغيير طريقة متابعة هذه الظاهرة والمخالفين قضائيا لتفعيل الضوابط ومنع بعض الجزارين والقصابين من التجاوز على الصحة والبيئة والبلدية ومحدداتهما".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram