TOP

جريدة المدى > غير مصنف > زينب .. رائدة المسرح العراقي

زينب .. رائدة المسرح العراقي

نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:21 م

د. جمانة القروي هل الناس الذين يأتون بعد مئة عام .. يذكروننا أو ينسوننا ؟ برشتهذه الجملة قالها الكاتب العظيم تشيخوف في مسرحية « الشقيقات الثلاث « وكأنه كان يتنبأ بالمستقبل ويخاف الأيام التي قد تعبث بذاكرة الناس فلا يعودون يتذكرون مبدعيهم وصانعي تراثهم .. فهل يذكر العراقيون الفنانة زينب ؟؟
فنانة مسرحية معطاءة .. عرفتها مسارح بغداد والمحافظات ، ممثلة ملتزمة نذرت فنها من اجل مسرح عراقي تقدمي هادف يرفع من مستوى الذوق الفني العام .. مناضلة تقدمية شجاعة أوقفت حياتها وفنها من أجل قضية شعبها ووطنها.. فهل بقى أحد من جيل الخمسينيات والستينيات الذي سحق تحت رحى التعذيب والإرهاب والمقابر الجماعية يتذكر صرختها وهي تقول « أنة أمك يا شاكر «!!! وهل يعرف جيل السبعينيات والثمانينيات .. جيل الحصار والحروب والقمع من هي « سليمة الخبازة « في النخلة والجيران لرائعة غائب طعمة فرمان .. فأين لهم ذلك وسلطة الموت والخوف حرفت تاريخ العراق وطمست كل ما هو تقدمي ووطني ... من زينب ؟؟ امرأة متسلحة بالطيبة والبساطة ، ذات قيم ومبادئ.. مناضلة إيمانها ثابت بقضايا شعبنا الأساسية .. فنانة ذات موهبة إبداعية رفيعة .. ولدت فنانة الشعب زينب « فخرية عبد الكريم « في بغداد بين أحضان عائلة وطنية معروفة في مقارعتها للظلم والتعسف والاستعمار والإقطاع ، كان والدها يعمل مديرا للزراعة ، وبحكم ذلك انتقل وعائلته إلى العديد من المحافظات العراقية ومنها محافظة الناصرية « ذي قار « حيث نشأت وترعرعت هناك.. ثم انتقلت إلى محافظة الكوت « واسط « لتكمل فيها المرحلة المتوسطة.. ثم عادت إلى بغداد وهناك تابعة دراستها الإعدادية ثم دخلت دار المعلمين العالية وتخرجت فيها .. في عام 1948 دخلت المعترك السياسي ، فكان لها دور بارز ومتميز في الكفاح الذي خاضه شعبنا ضد معاهدة بورتسموث وحكومة صالح جبر أبان وثبة كانون المجيدة ، حيث كانت زينب في مقدمة التظاهرات الطلابية التي اجتاحت بغداد آنذاك.. انتمت إلى الحزب الشيوعي عام 1950 .. وساهمت بشكل فعال في المظاهرات التي اجتاحت بغداد في تشرين الثاني عام 1952 وما رافقها من المعارك الدموية التي خاضها شعبنا ضد حكوماته الرجعية .. كان عام 1952حافلا بالإحداث المهمة في حياتها ، حيث عينت مدرسة في ثانوية الكوت للبنات وبسبب نشاطها السياسي تعرضت إلى الكثير من المضايقات حيث انتقلت للعمل في العديد من محافظات العراق .. قدمت مسرحية « زواج بالإكراه « تأليفها وإخراجها وقد مثلتها مع نخبة من معلمات وطالبات مدرسة الرمادي للبنات وخصص ريعها للطالبات الفقيرات وقد أثارت المسرحية ضجة كبيرة و تعرضت بسببها زينب للقذف والتشهير .. فصلت من الوظيفة عام 1954 بسب نشاطها السياسي أبان الهجمة الشرسة على الحركة الوطنية .. اختيرت عام 1956 من بين عشر ممثلات لتأدية دور « فهيمة « مع الفنان يوسف العاني ومن خلال دورها هذا برزت كممثلة موهوبة ويعتبر فيلم « سعيد أفندي « أول عمل جاد قدمته للسينما العراقية .. عند قيام ثورة 14 تموز المجيدة سنة 1958 أعيدت زينب إلى وظيفتها كمدرسة ثانوية . كان لها دور مشهود في الدفاع عن الثورة ، حيث قادت التظاهرات الجماهيرية التي انطلقت مساندة للثورة .. يقول زوجها المخرج لطيف صالح « عندما سمعت زينب البيان الأول لثورة تموز خرجت من بيتها « في الحلة» وهي تزغرد وتصرخ انتصرت الثورة مما أثار الناس فتجمعوا حولها وهي ما تزال تهتف للثورة وتبرع أحد الباعة المتجولين بعربته لتصعد عليها زينب وهي تزغرد وتهتف فرحا بانتصار الشعب والجيش«.. التحقت الفنانة زينب بفرقة « المسرح الحديث « سنة 1959 ، حيث قدمت أول أدوارها وهو أم شاكر في مسرحية « انه أمك يا شاكر « .. مع الفنان يوسف العاني .. ثم توالت أعمالها المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية .. إلى جانب موهبتها الفنية ، كانت تكتب القصة القصيرة وكذلك التمثيليات الإذاعية ، كان يسمع لها كل أسبوع تمثيلية إذاعية من تأليفها .. استمرت الفنانة زينب في عطائها الفني إلى أن وقع انقلاب 8 شباط عام 1963 المشؤوم ، فخرجت لتؤدي واجبها الوطني في الدفاع عن ثورة 14 تموز المجيدة مع جماهير الشعب من اجل بقاء شعلة الثورة وهاجة ، إلا أن أعداء الشعب القتلة كانوا قد صمموا واعدوا كل شئ من اجل وأد الثورة .. فاضطرت للهروب إلى كردستان والمكوث هناك حوالي السنة ونصف السنة ، إلا أنها عادت إلى بغداد عام 1965 لممارسة نشاطها في المنظمات النسائية وعملت كمدرسة في مدرسة النجاح الأهلية .. أعيدت زينب إلى وظيفتها أسوة بباقي المفصولين السياسيين عام 1968 حيث عينت في مدرسة ثانوية المنصور ثم أصبحت فيما بعد مشرفة تربوية .. في نفس العام مثلت مع الفنان خليل شوقي فيلم « الحارس « الذي حاز الجائزة الفضية لمهرجان قرطاج السينمائي في تونس .. أزدهر عطاء الفنانة زينب الفني في السنوات التالية من خلال فرقة « المسرح الفني الحديث &

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram