TOP

جريدة المدى > عام > الدخول إلى مملكة الطفل

الدخول إلى مملكة الطفل

نشر في: 10 نوفمبر, 2013: 09:01 م

عالم الطفولة هو عالم محفوف بالمحاذير والخصائص والمكونات ، ذلك أن الطفل في حالة نمو بدني ، ونفسي ، وعقلي ، وشخصي ، وتكويني ،وهو يتلقى التأثر من أي منظر يراه ، من أي كلمة يسمعها ، من أي حدث يقع أمامه ، ولذلك نرى مكتبة الأطفال في البيت منفصلة عن مكتبة ا

عالم الطفولة هو عالم محفوف بالمحاذير والخصائص والمكونات ، ذلك أن الطفل في حالة نمو بدني ، ونفسي ، وعقلي ، وشخصي ، وتكويني ،وهو يتلقى التأثر من أي منظر يراه ، من أي كلمة يسمعها ، من أي حدث يقع أمامه ، ولذلك نرى مكتبة الأطفال في البيت منفصلة عن مكتبة الكبار ، وأحاديث الكبار تكون في معزل عن الصغار ، وأفلام الصغار في التلفاز تختلف عن أفلام الكبار .
يحتاج الطفل إلى عناية تربوية مركزة من أبويه ، وكذلك من رياض الأطفال ، ومن المدارس ، فالإنسان يبقى ابناً لماضيه ، يبقى ابناً لأبويه ، لمعلميه ، بل حتى للحي الذي نشأ فيه .
جاءت الكتابة للطفل في محاولة للدخول إلى عاله ومخاطبته من خلال هذا العالم كي يتعرف بشكل متدرّج على عالم الكبار ، إنها خطوات بطيئة تشبه عملية نمو الطفل حتى يقف ، ويمشي على قدميه ، ويتعرف على الألفاظ ، ويبدأ وعيه بالتشكل .
أديب الطفل هو مربيه ومعلمه الذي يرتقي به وفق مراحل عمره حتى تتفتح مدركاته على وقائع الحياة .
يكتب الكبير أدباً للصغير ، وهو يدرك جيداً أن عالم الصغير هو عالم مختلف عن عالم الكبير ، وفي اللحظة التي يثق فيها بأنه يستطيع أن يقنع الكبير بوجهة نظره ، فإنه يتردد كثيراً في هذه الثقة بالنسبة للصغير .
ذلك أن الصغير يعقد على الكبير آماله ، وأحلامه ، وأمنياته ، ونظرة الصغير للكبير مختلفة عن نظرة الكبير للكبير .
إن الخيال الطفلي يتدخل ليضفي على الكبير إمكانات قد لا يبلغها ، بيد أن الكبير عليه أن يستجيب لهذه الصورة الخيالية ، ويتعامل معها بشيء من التوظيف .
يحتاج الطفل إلى من يتمكن من مخاطبة مخيلته بشكل موجه يتقبله الطفل ، ويتجاوب معه .
قد يحدث أن تريد أم أخذ طفلها إلى الطبيب ، فيرتعد الطفل ويمتنع ، لكنها تقول له : سنذهب إلى بيت جدك . فيرضى ويمضي معها بيسر .
يعتمد الطفل في مراحل نموه على خياله الذي يزيّن له معالم المستقبل ، ويجعله يقبل على الحياة بجد ونشاط ، والكاتب المتمكن من أدواته الأدبية ينجح في مخاطبة هذا الخيال وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، وهو يقوم بعملية تربية وتنشئة وبناء شخصية الطفل .
يأنس الطفل للخيال ويتفاعل معه ، ولذلك اعتمد أدباء الأطفال على توظيف هذه الطاقة لدى الطفل فكان التوجه إلى التحاور مع الطفل من خلال عالم الحيوان والنبات .
الطفل هو ذاك الكائن البشري الوديع المفعم بالحساسية تجاه كل مايرى ويسمع ، وهو يحتاج إلى رقة وعذوبة واستيعاب لكينونته من خلال أبويه بالدرجة الأولى .
وفي جميع الأحوال فإن الطفل يمنحنا أكثر مما يأخذ منا ، يكفيه أنه يحقق لنا حالة توازن بين الناس .
إن صفحة الطفولة هي صفحة البراءة والتلقائية الإنسانية .
عندما ننظر إلى الأطفال نشعر بأن العالم فيه متسع من البراءة والعذوبة ، وينتابنا إحساس أن العالم بخير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

في مديح الكُتب المملة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram