وعلى جبين كل حبيبة، وفتاة، هذه الايام، مزنة او بعض ارادة جديدة، اكتسبتها من اللاتي بدأن.. صحيح ان البدايات الاصعب هي المجد الذي يتربى في داخل الزمن، ويحد تاريخ الشخصية وبناء هرمها.. نساء الوطن، لم يعدن قافلة للسبايا، انهن اليوم يحملن في القلب، جذوة اعتى ويحملن جمرا، وشموسا ومناديل حب.. نساء الوطن لم يعدن مكبلات بقيود الحجاب، وحجب القيود، انهن اليوم، يصنعن الخبز والابناء والكلمات الارحب صدرا..
واذا كان هذا المسرح الانساني الخصب: الحياة، مسرحا في الهواء الطلق دائما، تتكون فيه، وتتخلق كائنات، وانجازات، الام، وآمال.. فلأن الحياة اعطت، وهي تأخذ الكثير وعلى هذه الشوارع، والحقول، والمدارس، ومرافق العمل هذه الخشبة العريضة، العارية التي اسمها مسرح الحياة، تتحرك اليوم فتاة الوطن، وامرأة العراق، وتتحرك الصبايا، فلأن عنادا رائعا خاضته اللواتي بدأن،، ولان ممارسات غنية، حققن بها، بعض افعالهن.. في الحياة. كانت نماذج الممارسة في الفن: المسرح، في البدء، ثم السينما، ثم الغناء النظيف، والرسم و.. هي الممارسات الاصعب، وبالذات في مجال الفن المسرحي، اذ كان العمل في المسرح يشكل سبة كبيرة، كما تخلع امرأة حجابها في عرف البعض!! لكن هذا البعض الذي كان يشكل الاغلبية تغيرت نظرته للحياة، والذي لم تتغير نظرته، تجاوزته الحياة، من هنا، انتصرت الممارسات الجريئة، وانطفأ ذلك السخط العشائري المتخلف، سخط الخناجر، والاخذ بالثأر والعقليات القبلية. واذا كان لهذا كله، زمن ومسافة الم ومعاناة، فان النتائج التي تبوأت الزمن الجديد كانت معافاة وظاهرات تكريم حقيقي لكل تلك التضحيات. وفي يوم المسرح العالمي، في احتفالات مهيبة، وبقاعة المسرح القومي، كرمت الدولة والمركز العراقي للمسرح العديد من الرواد: حقي الشبلي، يحيى فائق، فوزي محسن الامين، عناية الله الخيالي والمرحوم عبدالله العزاوي. وصدر قرار تكريمي خاص بالسيدة زينب، التي عرفت بجهاديتها العالية وتضحياتها واخلاصها لفنها وشعبها. ولان قرار التكريم للمرأة الوحيدة هو يوم المسرح العالمي فإنه يكتسب طعما خاصا، فاننا تابعنا هذه المبادرة القيمة، وبدأنا خيوط الاضاءة عن هذه الشخصية، منذ خطواتها الاولى.. البدايات: في البدء – تقول زينب- كان فيلم سعيد افندي اول خطواتي الفنية، فقد قرأت في احدى الصحف اليومية طلبا عن وجوه جديدة فارسلت الجواب مع صورة لي، واجري لي اختبار بسيطرتي في القراءة والحركة، ووقع علي اختيار المسؤولين عن الفيلم. كان هذا بداية الطريق الحقيقي في مسيرة زينب الفنية، هكذا اكدت. واردفت والذي ساعدني على المضي في هذا الدرب الشاق ما وجدته من رضا وقبول افراد اسرتي الذين يتميزون جميعا ببعدهم قريبهم وبعيدهم، عن كل ماله علاقة بالفن.. وجئت لادخل في حياتهم ضربا جديدا من ضروب النضال الاجتماعي لقد خاض افراد عائلتي نضالا سياسيا مرا ولاقوا الكثير من الصعوبات، وكنت واحدة منهم اصارع مايصارعون وهذا الصراع في درب السياسة والمجتمع خلق لي شخصيتي الفنية والاجتماعية وشكل حولي مناخا ساعدني على تجاوز كل مايعترض دربي من مشاق وصعوبات. الفضل الاول: تقول السيدة زينب: الفضل الاول والاخير في تكوين شخصيتي الفنية يعود للحركة الوطنية الدائبة التي جرفني تيارها العادل وانا صبية، مما جعلني اتحمل المزيد والمزيد من المواجهة والصبر ازاء معاناتي بوجه مجتمع ترسبت التقاليد في اعماقه الفكرية والنفسية. والوضع الان؟. -الوضع الان تغير وهذا شيء طبيعي فالتناقضات السياسية والاجتماعية والفكرية ومقارعة الاحداث في قلب هذا المجتمع الكبير غيرت الكثير من سلوكيته وهذبت نظرته التقليدية للامور، وشفتها من مرض الجمود والتحجر.. مما جعل هذا المجتمع اهلا لكل تطور وتجديد، فما كنت اقاسيه من مجافاة الكثير من الناس قبلا، تحول بفعل التطور الحضاري الناتج عن وعي حقيقي تميز به ذهن الفرد العراقي في السنوات العشر الاخيرة مما جعل لي ولكل الفنانين في هذا البلد، مكانة تحمل التقدير والاحترام والتثمين،، وانا اعتز بهذا، لانه يمثل انتصار الانسان في بلدي على كل مظاهر التخلف.. الرحلة: لم تقف مجالات وممارسات زينب في مجال فني واحد، فقد تنوعت ولكن العلاقة بين السنيما والمسرح والتلفزيون والاذاعة، يصب في نهر واحد وعن هذه العلاقة سألنا السيدة زينب فقالت: في كل مجال كنت اضيف الى خبراتي السابقة خبرة جديدة،، وعلى الفنان ان لايوقف مجهوده عند حد، بل يسخر طاقاته في كل مجال يمكن ان يكون فيه ذا نفع.. *وفي السينما؟. -في السينما ساهمت باقل النتاجات، نظرا لما تعانيه السينما العراقية من تعثر سببه يعود الى الكثير من العوامل التي تضافرت لتؤخر السينما عندنا.. ومع هذا فقد ظهرت افلام اتسمت بالجودة وشاركت في بعضها مثل سعيد افندي وابو هيله وبعدها الحارس الذي فاز بالجائزة الثانية في مهرجان قرطاج بتونس، بعد ان حجبت الجائزة الاولى الذهبية عن جميع الافلام المشاركة ولقد نال هذا الفيلم اعجاب النقاد لما عكسه من واقعية طريفة محببة لحياة بسطاء الناس، وعلى رأسهم الحارس وحبيبته الارملة التي قمت بتمثيل دورها. *والان؟. -في المسرح.. وهو الركن المهم في حياتي الفنية، فقد شاركت في اغلب اعمال فرقة المسرح الفني الحديث.. وهي فرقتي طبعا، وابرز عمل قمت به هو اول عمل لي (ام شاكر) في مسرحية: اني امك ياشاكر،، لقد كانت اول عمل مسرحي حقي
حوار مع الفنانة زينب
نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:31 م