هل تفضل الهجرة إلى الخارج ؟ لطالما طرح صحفيون أجانب في العراق السؤال على شباب عراقيين فكانت الإجابة بالإيجاب ، من دون استثناءات الا من أعداد قليلة توفرت لهم فرص العمل ووجدوا في "العراق الجديد " ما يحقق أحلامهم ، على حساب الآخرين وسط غياب ملحوظ لما يعرف بتكافؤ الفرص وتحقيق العدالة والمساواة في بلد تشارك في حكومته أحزاب دينية ، هي الأجدر بتحقيق العدل طبقا لشعاراتها .
منذ خمس سنوات وسليم المتخصص بعلوم الكيمياء يبحث عن وظيفة ، وبات يشعر بانه غير مرغوب فيه فقرر السفر والهجرة ، عسى ان يجد فرصة عمل ليعيش حياة أخرى بعد ان فشل في الحصول على عمل في القطاع العام والخاص المشلول منذ سنوات ، وتشارك شقيقة سليم الرغبة في السفر فهي تحمل شهادة البكالوريوس في علوم الرياضيات، لكنها لا يمكن ان تحصل على فرصة عمل في القطاع التربوي مثلا، لماذا؟ لأنها خريجة كلية العلوم وليس التربية، فيما زميلاتها بنفس التخصص لكن من خريجات كلية التربية حصل اغلبهن على فرص عمل.
قبل الغزو الأميركي كان الخريج الجامعي يجد ضالته في الحصول على فرصة عمل في القطاع الخاص، ان لم يكن في المؤسسات الحكومية، والخريجون من أصحاب الشهادات الجامعية يواجهون تحديات كبيرة بددت أحلامهم ، فبرزت الرغبة في السفر والهجرة نحو اوربا او الولايات المتحدة للبحث عن فرصة عمل او الحصول على شهادة عليا تضمن للشاب فرصة حياة جديدة، وربما حتى الزواج من أجنبية .
يعزو باحث اجتماعي رغبة الشباب في الهجرة الى خارج البلاد الى فقدان الهوية لدى اغلبهم، الأمر الذي يدفعهم الى البحث عن وطن بديل يتصورون انه سيمنحهم الوجود والحق الإنساني لكن الواقع يعكس صورة أخرى ، لان البلدان الغربية او بلدان المهجر كما يحلو للبعض تسميتها، تكون في الغالب قاسية على المهاجر الذي من المؤكد، سيجد أمامه ضياع جديد للهوية، لم يتمكن من الإحساس بها وهو في بلده، بسبب القوانين الصارمة التي تحاسب المهاجر والتي تمنع الكثير منهم من العمل بحرية.
من طرق الهجرة المتبعة الآن في العراق تقديم العديد من الشباب والعوائل أوراق الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق برنامجين تم إعدادهما للعراقيين بشكل خاص من قبل الحكومة الأمريكية، وهما يعرفان ببرنامجي IOM و SIV وهما مخصصان للذين عملوا مع القوات الأمريكية او مع المؤسسات الأمريكية التي عملت في العراق، لذا فان أعداد المتقدمين بلغت نحو 12 الف عائلة على هذين البرنامجين، من اجل الخلاص مما وصفوه من الأوضاع المتردية وبيانات البرنامجين التقديرية تشير الى ان اغلب من توفرت له فرصة الهجرة الى الولايات المتحدة من المكون المسيحي .
أخبار من حقق حلمه في الهجرة وصلت الى معارفه في الداخل وهي تؤكد ان أمريكا وكندا ليسا بلدين سهلين في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشانها، والرسائل تضمنت نصائح بالتخلي عن فكرة الهجرة والقبول بعيشة " جبر " بطل قصة المثل الشعبي العراقي الشائع.
موسم الهجرة
[post-views]
نشر في: 10 نوفمبر, 2013: 09:01 م