TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إعداد فقير وبائس

إعداد فقير وبائس

نشر في: 11 نوفمبر, 2013: 09:01 م

قبل كل مباراة يخوضها منتخبنا الوطني نرى فقاعات كثيرة تطفح على سطح الأحداث وبالونات تفجر هنا وهناك تضاف إلى سلسلة التخبطات التي تعانيها كرتنا البائسة لتأتي النتيجة خسارة مع سبق الإصرار والترصد بكل أسف .
 هكذا هو حال كرتنا في الوقت الحاضر ، فبعد أن خسر منتخبنا أمام المنتخب السعودي في مباراة الذهاب التي أقيمت في الأردن يجب أن نعدّ العدة للتعويض الذي هو من يفرض نفسه في مباراة الإياب ، لكن المشكلة إن تلك المباراة لسوء حظنا أنها ستقام على ملعب خصمنا المنتخب السعودي الشقيق الذي من الطبيعي أن يستفيد من عاملي الأرض والجمهور على اقل تقدير .
مشكلتنا تكمن في عدم إمكانية من يقود تلك الكرة ليدعها تسير بمسارها الطبيعي أسوة بكرات العالم الأخرى وما نشاهده بأم أعيننا هو تواضع مستوى أداء القائمين عليها ،لكن للأسف لم يطل علينا أحدهم ويعترف بهذا الأمر، بل وجدانهم يكابرون ويدخلون في نقاش عقيم مع أي شخص ينتقد أداءهم هذا ، لكن ربّ سائل يسأل: هل يجوز لمنتخب أن يخوض مباراة مهمة بحجم لقاء المنتخب السعودي الذي هزم منتخبنا قبل شهر بهدفين نظيفين على ملعبنا بهذا الإعداد الفقير البائس الذي لم يتمكن اتحادنا للأسف من تأمين مباراة ودية سوى أمام المنتخب السوري الذي حفظنا أسماء لاعبيه وطريقة لعبه عن ظهر قلب ولولا تدخل علي بن الحسين لما تقام هذه المباراة بعد اعتذار جميع الاتحادات التي طالبها اتحادنا باللعب على أراضيها.
لا أعرف من المسؤول عمّا يجري وراء كواليس الكرة العراقية التي باتت أخبارها لا تسرّ عدوّاً  ولا صديقاً ليطلّ علينا بعد فترة صمت مطبق دامت زهاء الشهرين ربان سفينتها ناجح حمود بمؤتمره المعهود الذي أصبح علامة فارقة لها ولواقعها المرير ويتحدث لنا لمدة ثلاث ساعات متتالية من دون أي انقطاع معبراً عمّا يجول بخاطره من كلام بعيد عن المألوف ولا يقدم ولا يضيف أي جديد للواقع الذي بات يؤرقنا كي يبرر موقف اتحاده لما جرى ويجري وكأنه بهذا الكلام يحاول إقناع الشارع الرياضي الذي أصبح متشائما جدا لمستقبل الساحرة المستديرة التي أفنت سنين عمرها تتدحرج داخل النفق المظلم على أمل الوصول إلى نهاية ذلك النفق لأن ثمة بصيص أمل يلوح في تلك النهاية يعبّر عن ضوء خافت قد يلبي جزءاً من طموحاتها.
المشكلة التي نعانيها أننا اليوم أمام اختبار جديد فان نجح أسود الرافدين في تجاوز المنتخب السعودي وهي ضالتنا التي نبحث عنها لكنها مستحيلة بالطبع سوف يقوم القائمون على الكرة ولن يقعدوا وإن فشل الأسود لا سمح الله سوف تكون التبريرات جاهزة كون مرحلة الإعداد فقيرة ولم تلب طموحات المنتخب والقائمين عليه وتقيد الإخفاقة ضد مجهول كسابقاتها.
 وفي الحقيقة إن فقر الإعداد لا أحد مسؤول عليه سوى اتحاد الكرة الذي لم يستطع تأمين مباراة ودية أو ملعب تقام عليه المباراة بسبب ضعف العلاقات التي يتمتع بها مع أقرانه من بقية الاتحادات ، فضلاً عن طريقة استقطاب اللاعبين التي لا تنم عن موضوعية بسبب تجاهل أكثر من لاعب في غاية الأهمية واستدعاء آخرين ممن لا يتمتعون بالجاهزية المطلوبة ، وقضية اللاعب احمد ياسين خير دليل على ذلك ولا أعتقد يختلف اثنان على هذا اللاعب الذي يقدم أعلى المستويات في الدوري السويدي لكن للأسف إن أسلوب هذا اللاعب لا يعجب القائمين على كرتنا ليضحّوا بأفضل إمكانية قد تقودنا إلى فوز كنا نحلم به.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سيف القرةغولي

    روعة استاذ .. لكن نريد المزيد من النقد البناء لهذا الفريق البائس.

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram