الى جريدة المدى الغراء نحن أهالي منطقة سبع قصور في بغداد، نناشدكم ان تنشروا شكوانا التالية علها تصل الى المسؤولين، فليس من سبيل آخر بقي أمامنا، سوى صفحات المدى الغراء، بعد ان طرقنا كل أبواب المسؤولين من دون جدوى.. من المعروف ان منطقة سبع قصور الكائنة خلف السدة وبعد منطقة حي أور،
تشتمل على مايقرب الثمانية آلاف بيت يسكنها مايقرب ضعف هذا العدد من العوائل، وكل عائلة منها تشتمل على خمسة افراد كمعدل، ومستوى معيشة هؤلاء العراقيين تحت خط الفقر، يمارسون حياتهم على الهامش من دون ابسط نوع من الخدمات، ليس من وجود أي ملمح من ملامح الدولة فيها، لامركز شرطة ولامستوصف صحيا ولا اية دائرة تدل على وجود اي اثر للدولة فيها، ماعدا وجود مدرسة تشغل بناية متهالكة كانت قد بنيت اوائل ستينيات القرن الماضي. يبلغ عدد صفوف هذه المدرسة ثمانية صفوف، والدوام فيها مقسم بين ثلاث وجبات، يسغرق وقت الوجبة الواحدة ثلاث ساعات، ويشتمل الصف الواحد على(150) طالبا من كلا الجنسين...، من دون وجود رحلات مدرسية، يتلقى الطلبة دروسهم وهم يفترشون الارض الرطبة..، ويشكو المعلمون من انهم ليس بمقدورهم ايصال المعلومة للطالب بسبب زخم الموجود منهم واستحالة السيطرة على شغبهم لأنهم صغار السن، كذلك لاوجود لأية خدمات اخرى.. كما تجدر الاشارة الى ان المنطقة خالية تماما من اية مدرسة متوسطة او اعدادية، وعلى الطالب الذهاب الى مناطق بعيدة عن محل سكناه من اجل الدراسة، الامر الذي يقتضي منه اجورا للنقل، لاطاقة له بحملها... ونتسائل هنا هل من الأنصاف ان يعيش اطفال العراق ( الجديد) بهذا البؤس؟ وكيف يستطيع الفقراء من تعليم اطفالهم، تعويضا عما فات الآباء ايام أنظمة الاستبداد المندحرة، علما ان (90%) من اولياء الأمور حرموا من فرص التعليم ومستلبين في العمل لكسب الرزق لتوفير ابسط مايمكن لاعالة عوائلهم.. اخيرا هل من مسؤول، اهل للمسؤولية يمكنه زيارة المنطقة ليرى بأم عينيه حال اخوته في المواطنة، ويسائلهم كي يمنحهم الاحساس بانهم مواطنون عراقيون حقا؟ وهل يرضى المسؤول لأولاده حرمانهم من التعلم؟ نحن لانريد من الحكومة شيئا، قدر مانريد تطبيق حقوق اولادنا في التعلم لاأكثر.. فهل من مجيب؟ لفيف من أهالي منطقة سبع قصور عنهم/ المواطن طالب جبار رسن
مأساة حقيقية!
نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:52 م