أقيمت في اتحاد الأدباء ندوة ثقافية لنادي السرد عن التحولات في الرواية العراقية بعد عام ,2003 حاضر فيها الناقد مؤيد البصام ,بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين . قدم لها الروائي خضير الزيدي الذي قال :ـإن دور النشر العالمية لا تهتم بتقنيات الرواي
أقيمت في اتحاد الأدباء ندوة ثقافية لنادي السرد عن التحولات في الرواية العراقية بعد عام ,2003 حاضر فيها الناقد مؤيد البصام ,بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين . قدم لها الروائي خضير الزيدي الذي قال :ـ
إن دور النشر العالمية لا تهتم بتقنيات الرواية وأساليبها بل تهتم بالدعم اللوجستي أو إنتاج الرواية وتوزيعها . مثلاً بعض الروايات المهمة يتم توزيع ملخصاتها من قبل مؤسسات النشر في المطارات والباصات كدعاية لها ,وهي تؤدي إلى نتائج جيدة في تسويق وبيع الرواية .
وأضاف :إن الرواية العراقية مازالت غير مقروءة في الوطن العربي , بسبب ضعف مؤسساتنا الثقافية ودور النشر والتوزيع ووزارة الثقافة . وقد اطلعت على تجربتين ،الأولى ان أدباء من مصر ولبنان لا يعرفون من الروائيين العراقيين إلا أسماء قليلة جداً, وهذا معيب على الثقافة العراقية. والثانية النقدية العراقية لم تؤشر موضوعا مهما في الرواية العراقية . مثلاً يقال الرواية في عهد التغيير، في حين أقترح ان يكون :الرواية الجديدة كمصطلح افضل وأعمق .
في حين قال البصام عن تحولات الرواية العراقية :ـ
إن الرواية العراقية ما قبل الاحتلال كانت على شكلين هما داخل العراق و روايات الخارج . في داخل العراق انقسموا قسمين الأول الذي ينهج نهج السلطة . أما الشكل الثاني فقد كتبوا بالترميز والتشفير وكانت ضمن الواقعية السحرية . ولم تكن المناهج الحديثة في الكتابة قد دخلت صورتها للرواية كما حصل بعد عام 2003 , وبعد هذا التكامل دخلت الحداثة بكل أشكالها في روايتنا ولكن على حساب الكم ... لعدم وجود الرقابة التي تغربل هذا الكم الهائل(450 ) رواية فظهرت روايات ضعيفة ولا يمكن ان نؤشرها كعمل روائي . كذلك تميزت بحضور المرأة في الرواية العراقية بحدود ثلاثين روائية بسبب فسحة الحرية والتشجيع لهن. أما خارج العراق فقد كانوا يكتبون بحرية وبانفتاح وبلا رقابة . لكن اكثر تلك الكتابات كانت فيها تقريرية مباشرة ضد السلطة في العراق .
وأضاف :ـ بعد الاحتلال بعض الروائيين كان يسميه احتلالاً والأخر تحريراً ,مما ولّد ذلك انقساماً أفقد اللغة الثقافية التي يجب ان تسود في المشهد الثقافي العراقي . إن الوطنية ليس لها تحديد سوى انك تدافع عن الوطن . والاحتلال يجب ان نقاومه مهما كانت مبرراته ومن قبل كل الشعب وليس الروائي حسب . كذلك ظهر انقسام حاد حول فهمنا للوطنية ومقاومة الاحتلال . وهذا الانقسام أثر على الساحة الأدبية العراقية .
وأشار: ان كل هذا الكم ليس فيه إلا عدد محدود جداً للرواية الجيدة . كذلك اجد ان الرواية لم تكتب عن أشياء وقضايا لا يراها الإنسان العادي.
وقال الناقد فاضل ثامر :ـ
تبقى قضية المسكوت عنه مرتبطة بهدف فكري مسبق . والاحتلال نعتبره احتلالاً ضمن سياقه . وأعتقد ان النظام السابق هو الذي استدرج الاحتلال. و هذا الاصطلاح ماعاد يتناسب مع الواقع الجديد .. وأشعر بأن الرواية كانت مقصرة في إدانة النظام السابق وكذلك في إدانة الاحتلال والإرهاب . وأعتقد ان المحاضر البصام لم يقرأ الروايات بعد عام 2003 جيداً. لاسيما تلك التي شخصها في حديثه ونعتها بروايات سطحية لأن ما قدم من روايات بعضها جيد جداً ويدين الاحتلال بشدة .. لكن على ما يبدو انه لم يحرر ذهنه من الماضي !
أما الناقد بشير حاجم فقال :ـ
أنا أتحفظ على محاضرته جملة وتفصيلاً بسبب غياب المرجعيات لدى الباحث البصام . و لم يذكر نموذجاً واحداً عن الروايات التي كتبت بتقريرية مباشرة.وكان يجب ان نتحدث عن رواية بعد عام 2003وليس رواية قبل الاحتلال أو بعده . وحول الانقسام في الشارع الثقافي فلا علاقة للروائي بذلك وهو يكتب روايته حسب تجربته .. وإذا كنت تدعو لكتابة رواية بعيداً عن الطائفية فلماذا يخاف الروائي من الطائفية وأنت تدعو إلى رواية فنية وليست طائفية . ويبدو انه ليس لديه مرجعيات ولا منهج في البحث . يجب على الناقد ان يطلع ويكتب وفق المرجعيات الحديثة وعدم الإصرار على المناهج التي عفا عليها الزمن .
** الدكتور طه حامد الشبيب قال:ـ
إن البصام يبدو لم يقرأ روايتي مقامات الكيروسين جيداً ، لأنها أول رواية بعد الاحتلال وتمثل صفعة كبيرة له وهي كلها مقاومة ! وأخالفه أيضا في قضية غياب الحرية أمام الروائي .. فأنا أشعر بضرورة عدم وجود حرية للكاتب كشرط لإبداعه.