قال الكاتب البريطاني البارز روبرت فيسك، إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع استطاع أن يفوز بعقول وقلوب الشعب، لكن لو تدهور الوضع الأمني، أو الاقتصادي، فإن هذه الشعبية ربما لن تستمر.ويقول فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، "هل كان
قال الكاتب البريطاني البارز روبرت فيسك، إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع استطاع أن يفوز بعقول وقلوب الشعب، لكن لو تدهور الوضع الأمني، أو الاقتصادي، فإن هذه الشعبية ربما لن تستمر.
ويقول فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، "هل كان من الممكن أبدا أن نتخيل أننا سنشهد تمجيدا للفريق السيسي، ربما تفعل مصر شيئا ما للعسكريين، فقد ذكرنا المقربون من الرئيس الأسبق حسني مبارك دائما أنه كان بطل سلاح الجو في حرب أكتوبر 1973، حتى وإن كان هذا دفع البعض للاعتقاد أن ضربته كانت الوحيدة التى شنتها القوات الجوية المصرية، والسادات كان يحب الزى الرسمى العسكري عندما كان رئيسا، وبالطبع كان لعبد الناصر ملايين من المعجبين به.
ويصف فيسك شعبية الفريق السيسي بالعبادة التي ذهبت إلى مدى بعيد، فالصحفيون معجبون به، والشعب يأكل حلوى تحمل صوره، والآن فإن المصريين يمررون مئات من رسوم الدولارات التى تحمل صوره بدلا من بنجامين فرانكلين. ويمضى فيسك قائلا، إن المصريين ربما يكونون ممتنين للغاية لقائد جيشهم لقيامه بعزل مرسي وتحويله للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين المعادين للإخوان المسلمين، لكن يجب أن تكون هناك حدود، ويتابع فيسك قائلا إن السؤال الوحيد الذي سيواجهه أي شخص أجنبي في القاهرة في هذه الفترة، هو هل ما حدث انقلاب أم ثورة؟ فلو قلت إنه انقلاب، فإنك ستكون من أنصار الإخوان، ولو قلت إنها ثورة، أو بعبارة أخرى استمرارا لثورة يناير، فأنت مع السيسي.
ويصف فيسك محاكمة مرسي بأنها سياسية، مستشهدا على ذلك بعدم محاكمة وزير الداخلية الحالي بنفس تهمة قتل المتظاهرين، على حد قوله، ويتساءل: هل يعتقد أي أحد أن مرسي سيحصل على البراءة، ويقول إن العالم الخارجى يتقبل هذا الهراء، فوزير الخارجية الأمريكى جون كيري استخدم الكلمات الرقيقة مع السيسي، وأشاد بالتقدم نحو الحكم المدني.
وينتقد فيسك ذلك، ويقول هل كان كيري يقصد أن المصريين يحبون أن تطيح الجيوش بالرؤساء المنتخبين، ويستدرك قائلا إن الملايين من المصريين يتقبلون الآن تفسير ما يحدث بأنه حرب على الإرهاب.
ويمضي الكاتب قائلا "إن المصريين انتقدوا تعامل مبارك مع الشعب على أساس أنهم أبناؤه، وقد كرر هذا الأمر في خطابه الأخير حتى كبر الشعب ليعرف الحكومة من هم الأطفال فعلا، لكن هل يريد المصريون أن يكونوا أطفالا من جديد، وهناك أصوات قليلة من التعقل التي تنتقد روح الخوف الجديدة التي تؤثر في مصر. ومنهم الكاتبة نيرفانا محمود، التي كتبت تقول إن السيسي استطاع بشكل واضح أن يفوز بقلوب وعقول المصريين لسبب ما، ويراه الناس القيادة والمهارة الجيدة التي افتقر إليها مرسي.
وتساءلت هل يجب أن تحمي هذه الشعبية السيسي من الانتقادات، ورأت نيرفانا أن الإجابة تكمن فيما أراده المصريون عندما نزلوا إلى الشوارع فى 30 يونيه. فلو أرادوا حقا الإطاحة بالفاشية الإسلامية، فيجب أن يتنصلوا من الفاشية القمعية أيضا، وأن يقاوموا إغراء وضع السيسي فى مكانة خاصة مقدسة.
وختم فيسك مقاله قائلا، إن مسؤولاً حكومياً كبيراً صرح له بأن السيسي يجب أن يكون حذرا. فحتى الآن الوضع على ما يرام له، لكن انتظر حتى يحدث أمر سيئ، مثل تدهور الاقتصاد أو تراجع الأمن أو مزيد من التفجيرات، فسيتحمل المسؤولية. فالسيسي لن يقضي وقتا طيبا إلى الأبد.