اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > صدمة العمر.. من زوجة الأب!

صدمة العمر.. من زوجة الأب!

نشر في: 17 نوفمبر, 2013: 09:01 م

مشهد مخيف ومرعب وجد فيه محمد الطالب الجامعي بالسنة الأخيرة في كلية الآداب عندما دخل بيته ليجد والدته ملقاة على الأرض داخل غرفة النوم وفاقدة الوعي .. وبسرعة حمل محمد والدته إلى أقرب مستشفى في محاولة لإنقاذ حياتها .. وفي المستشفى اكتشف الأطباء إصابة ال

مشهد مخيف ومرعب وجد فيه محمد الطالب الجامعي بالسنة الأخيرة في كلية الآداب عندما دخل بيته ليجد والدته ملقاة على الأرض داخل غرفة النوم وفاقدة الوعي .. وبسرعة حمل محمد والدته إلى أقرب مستشفى في محاولة لإنقاذ حياتها .. وفي المستشفى اكتشف الأطباء إصابة الأم بجلطة دماغية وقاموا بنقلها إلى غرفة العناية المركزة ! 

ساعات طويلة أمضاها محمد أمام باب غرفة العناية المركزة والقلق يعتصره على والدته المريضة . ولم تهدأ ضربات قلب الشاب من الخوف إلا عندما خرج له الطبيب وأخبره بأن والدته أصبحت بخير بعد زوال الخطر . تنفس محمد الصعداء .. وانطلق إلى والدته وراح يقبّل يديها والدموع تنساب من عينيه وكأنه يناشدها ان لا تتركه بمفرده في هذه الدنيا .. وربتت الأم على يد ابنها الوحيد في حنان وقالت بصوت واهن يشبه الهمس:
- اطمأن ابني أنا بخير .. ولكن المستشفى الأهلي الذي أرقد فيه مصاريفه باهظة من ناحية العلاج والرقود .. وأنت تعرف أحوالنا المادية .. وقاطع الابن أمه قائلا في أسىً :
- أفديك بروحي .. كل الأشياء تهون .. لا تهتمي أنا أعرف أتصرف في مثل هذه الظروف..
وارتسمت ابتسامة رضا على شفتي الأم التي قالت بنفس الوهن:
- امنين انجيب مصاريف المستشفى ..وابتلعت الأم ريقها بصعوبة بالغة وأضافت قائلة :
- ماكو حل إلا ان تذهب إلى أبيك ليعطيك مصاريف العلاج !
كلمات الأم المريضة ألقت بظلالها في قلب الشاب الذي شرد بذهنه إلى سنين مضت وراح يسترجع التفاصيل المريرة التي تبادرت إلى ذهنه كلما سمع كلمة .. أبوك .. كان محمد لا يعرف معنى لهذه الكلمة .. فقد عاش حياته كلها يتيما رغم ان والده على قيد الحياة .. فتح محمد عينية على الدنيا ليجد نفسة مع أمه يقيمان في شقة صغيرة متواضعة في شارع الكفاح .. وكان كلما سأل عن والده أجابته الأم بأنه مسافر في الخارج ليعمل هناك ، ولكن هذا الأب المسافر لم يعد .. ولم يبعث برسالة أو يتصل بتلفون واحد لزوجته وابنه .. وعندما واجه محمد أمه بشكوكه وكان وقتها في الرابعة عشرة من عمره .. أفصحت له الأم عن تفاصيل ما جرى من والده .. أخبرته الأم بأن والده بعد ولادتها له بعام واحد قرر ان يتزوج بأخرى .. ورفضت الأم ان تصبح لها – ضرة- فألقى والده عليها يمين الطلاق وطردها من البيت مع ابنها حيث عاش في سعادة مع زوجته الجديدة .. وتحملت الأم المرارة كاملة .. حملت ابنها الوحيد وانطلقت بعيدا عن العيون .. وصلت الليل بالنهار حتى تربي ابنها .. أصبحت له الأب والأم معا .. حتى أصابها المرض بعد أن أكملت رسالتها وشاهدت ابنها رجلا في السنة النهائية بالجامعة .. وأبواب المستقبل أصبحت مفتوحة أمامه .. كل هذا وأكثر من خلال شريط طويل مر في رأس محمد بعد ان استمع من أمه بطلبها ان يذهب إلى والده ويطلب منه مصروف علاجها .. ورغم رفض الابن الشاب للفكرة إلا انه لم يجد أمامه حلا آخر ..
استقل محمد سيارة أجرة وتوجه إلى بيت والده في بغداد الجديدة .. وعندما وصل هناك سأل الناس على العنوان فدلوه على دار والده .. ودق جرس باب الدار وقلبه يتقافز من الرعب والخوف .. كيف سيستقبله والده بعد ثلاثة وعشرين عاما من الفراق ، وزجته المرأة التي حطمت حياة أمه وحياته كيف سيكون رد فعلها لهذه الزيارة المفاجأة ؟
إجابة هذه الأسئلة جاءت بمجرد ان انفتح باب الدار .. استقبلت الزوجة الشاب الغريب في حذر وسألته:
- انته منو.. وليش جاي ؟
وبعد صمت أجاب الشاب :
- أنا محمد .. ابن زوجك .. أبويه محمود..
وعلت علامات الغضب قسمات وجه زوجة الأب ورفضت ان تستقبل الشاب وقالت له في حدة :
- أبوك .. ماكو .. ليش جاي ؟! وهمت زوجة الأب بإغلاق باب الدار في وجه الشاب الذي مد يده للباب وقال في خجل :
- أرجوك .. كولي .. شوكت يرجع ؟
وأجابت زوجة الأب في حدة :
- لا أريد أشوفك ولا يريد يشوفك أبوك .. ما أريد ان ترجع مرة ثانية للبيت .. افتهمت؟!
ومرة أخرى حاولت زوجة الأب ان تغلق باب الدار في وجه الشاب الذي غلت الدماء في عروقه ودفع الباب بقوة ليفتحه على مصراعيه ويقول لها غاضباً:
- صدك انت ماعندك أخلاق ولا تربية ولا أصول .. لج أمي دتموت في المستشفى ولازم أشوف أبويه
وردت زوجة الأب بكل عنف وبقوة قائلة :
- موت الجلاب .. مو عيب عليك جاي تكدي .. روح..روح .. طاح حظك وحظ أمك ..!
كلمات زوجة الأب الأخيرة أشعلت نيران الغضب في صدر محمد .. لم يدر بنفسة وقتها .. دفع زوجة أبيه التي أخذت تسبه وتسب امه المريضة بكل قوة .. فأسقطها على الأرض وانهال عليها ركلا وضربا بقدمية ويديه في كل أنحاء جسمها .. ووسط صرخات زوجة الأب المتلاحقة وفي لحظة جنون التقط محمد عصى غليظة كانت موجودة خلف الباب وانهال بها على رأس زوجة أبيه حتى أسكتها إلى الأبد !
وبالفعل .. توقفت صرخات الزوجة تماما ! .. ولكن الجيران والمارة عندما سمعوا صراخها جاءوا لينقذوا زوجة الأب .. ويتصلوا بشرطة النجدة التي حضرت بسرعة إلى عنوان الدار حيث ألقت القبض على محمد الذي عاد إلى عقله ولكن بعد فوات الأوان !
زوجة الأب التي أسرع الجيران بنقلها إلى المستشفى لفظت أنفاسها الأخيرة في السيارة التي أقلتها .. وفي مركز شرطة بغداد الجديدة .. التقى الابن القاتل بوالده لأول مرة .. لم يتحدث محمد لوالده .. اكتفى بإلقاء نظرة أسى عليه .. وبادله الأب نظرة حسرة لضياع مستقبلة الجامعي !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram