بقيت فرصة ضيقة، وأخرى أضيق، لمنتخبنا الكروي في الذهاب إلى استراليا حيث نهائيات كأس آسيا.. الفرصة الأولى تتجسد في تحقيق فوزين على اندونيسيا والصين ، على أن يتعثر (التنين) بالخسارة أو التعادل أمام السعودية.. هكذا سيكون المسار المأمول إذا ما أردنا الحصول على التذكرة الثانية في المجموعة الثالثة.. وإذا لم يكن هذا المسار متاحاً في وجه مدربينا ولاعبينا ، فأمامهم فرصة أخرى إذا حصلوا على الموقع الثالث في المجموعة وكانوا أفضل الثوالث في المجموعات الخمس!
لماذا نرهن أقدارنا في التصفيات بيد الآخرين، فتتحول السعودية من غريم كروي أطاح بنا مرتين في غضون شهر واحد وهو ما لم يحصل أبداً في سجل لقاءاتنا المشتركة منذ عام 1975، إلى مصدر للمتبقي من الحسابات العراقية ، ولماذا تحول البطل الآسيوي الذي كان يعتلي منصة التتويج الآسيوية بطلاً لأكبر القارات عام 2007 إلى مجرد رقم هامشي لا قيمة ولا اعتبار ولا جذوة له في إطار مجموعة صغيرة، فتتخطانا السعودية والصين في الترتيب ولا تقبع خلفنا إلا اندونيسيا صاحبة التاريخ الفقير في كرة القدم؟
ما يحدث لمنتخبنا في التصفيات الآسيوية اليوم ، ليس سوى تكرار موجع لما حدث في الأمس ، فهو يشبه في وجه من وجوهه كارثة تصفيات كأس العالم التي خرجنا منها بجراح غائرة أصابت الجسد الكروي العراقي.. وما حدث يشبه الاعتلال المؤلم الذي بلغته فرقنا في معظم مشاركاتها الخارجية.. أما السر في هذا التدحرج للأسفل ، فمصدره واحد وهو سياسة التخبط الواضحة في عمل اتحاد الكرة ، هذه السياسة التي لم تضع أية قيمة للعمل التدريبي المنتظم فأبدلت المدربين في مشهد مكرر، تماماً كما أصبح أهل الاتحاد يبدلون ربطات عنقهم في سفرات الصباح والمساء ! فمن أين يمكن أن يأتي الاستقرار لمنتخب تمّ إبدال وجهه التدريبي ست مرات في غضون سنتين ، فكان معنا الألماني سيدكا والمحلي ناظم شاكر والبرازيلي زيكو ثم المحلي حكيم شاكر فالصربي بتروفيتش قبل أن يعود شاكر في الوقت بدل الضائع ليمسك بزمام المنتخب ويتحمل كل هذه الهجمة النقدية الجارفة، كأنه بذلك (يشيل) عن الاتحاد حملاً لا قدرة للأخير على مواجهته في ميدان العمل أو مؤتمراته الصحفية المُضجرة الطويلة التي لا يُحسن فيها إلا اللعب بالكلمات والقفز على الحقائق ؟!
من أين يمكن أن يتأتى الانجاز أو حتى الفوز ولو بوجهه الضئيل الشاحب ، والمنتخب يخوض إحدى عشرة مباراة (وهمية) أو (ملغاة) كان الاتحاد قد وعد بها خلال العام الحالي وحده ، فكانت النتيجة أن أكثر المنتخبات رداءة في السوق الدولية تتهرّب من مواجهتنا، وينتهي المشهد بذهاب المنتخب إلى بلد مجاور ليخوض مباراة مع نادٍ من الدرجة الثانية ، يجري التعتيم على تفاصيلها؟!
كل هذا الاعتلال الكروي الذي يصيبنا منذ مدة ليست بالقصيرة، سببه واحد وهو إصرار اتحاد الكرة على السير في عناده وفي غيّه وفي تنفيذ كل ما يرد في ذهنه من أفكار بالية .. حتى بلغ الأمر أن يقال في اتحاد الكرة : (لتكتب الصحافة ما تشاء ، وسنفعل نحن ما نشاء) ، و(فيفا) هو وحده من يحكم في ظل عجز أية جهة رسمية أو شعبية أو برلمانية أو رياضية عن مواجهة الاتحاد ووقف عناده وإيغاله في الأخطاء .
اتحاد الكرة لا يسمع إلا نفسه.. هذه مشكلة يدفع ثمنها في وقتنا الراهن الحريصون على سمعة الكرة العراقية ، ومؤكد تماماً أن الاتحاد سيدفع ثمنها قريباً وعلى دفعة واحدة تنهي مشكلة الاتحاد مع الكرة، وتنهي مشكلتنا مع الاتحاد!
كم مرة يزورنا التأريخ؟!
نشر في: 17 نوفمبر, 2013: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)