الكونغرس يشهد مواجهة أمريكية إسرائيليةجديدة تحدث الكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس في مقاله اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" عن السياسة الأمريكية إزاء طهران والمفاوضات الجارية، بشأن برنامجها النووي، وقال إنه قبل ثلاثة عقود كان هناك اختبار للإرادة من قبل الكون
الكونغرس يشهد مواجهة أمريكية إسرائيليةجديدة
تحدث الكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس في مقاله اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" عن السياسة الأمريكية إزاء طهران والمفاوضات الجارية، بشأن برنامجها النووي، وقال إنه قبل ثلاثة عقود كان هناك اختبار للإرادة من قبل الكونجرس بشأن سياسة تتعلق بالشرق الأوسط، وكان بين رئيس أمريكي ورئيس حكومة إسرائيلي فيما وصف حينئذ بـ "ريجان أو بيجن".. وهذا الأسبوع فإن المواجهة بشأن المفاوضات مع إيران ربما توصف بـ "باراك أو بيبي". فبالرغم من معارضة إدارة أوباما، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يضغط على الكونجرس من أجل أن يفرض عقوبات جديدة للضغط على إيران من أجل تقديم تنازلات إضافية في المحادثات النووية.
وقال نتنياهو أمس إن إيران تواجه ضغوطا اقتصادية، واستمرار هذه الضغوط أو زيادتها يمكن أن يؤدى إلى نتيجة أفضل كثيرا لحل دبلوماسي بأسلوب سلمي.
غير أن أوباما يختلف، ويعتقد أنه لو فرض الكونجرس عقوبات إضافية الآن، فإن قد ينسف المفاوضات في مرحلة حرجة. وربما يستخلص المرشد الأعلى في إيران أن المتشددين يسعون إلى تراجع إيراني وتغيير النظام في طهران. وفى هذه الحالة، يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن الإيرانيين ربما يقررون أفضل خيار لهم هو التخلي عن المحادثات، ويمضون قدما في برنامجهم النووي ويتخلصون من أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي يمكن أن يتبعه.
وكان الصراع بين رونالد ريغان ومناحم بيغن عام 1981 يتعلق بموافقة الكونجرس على نظام إنذار مبكر محمول جوا، وطائرات رادار مراقبة للسعودية. والسعودية الآن هي حليف إسرائيلي في الواقع ضد إيران، حسبما يقول الكاتب، لكنها قبل 30 عاما كانت عدوا لدودا.
وقد حاولت حكومة مناحم بيغن أن تعرقل الصفقة على الرغم من تأييد رونالد ريجن لها، وفاز ريجن في هذا الاختبار، وتمت الصفقة.
واشنطن تواجه معضلةً بسبب الأسلحة الكيميائية السورية
ذكرت الصحيفة أن الخطة التي أعلنتها الأمم المتحدة، مؤخرا، بشأن نقل الجزء الأكبر من الأسلحة الكيميائية السورية خارج البلاد، خلال الأسابيع المقبلة، أثارت قلقا واسعا في واشنطن، لأنها تنطوي على نقل الأسلحة عبر الطرق التي تمثل أرض معارك داخل البلاد، بالإضافة إلى عدم تحديد المكان الذى سيجري فيه تفكيك الأسلحة.
وتشير الصحيفة إلى أن تأمين شحنات الأسلحة يقع بالكامل على عاتق الوحدات العسكرية للحكومة السورية، التي فاجأت المسؤولين الأمريكيين بسرعة الامتثال للاتفاق الخاص بتسليم مخزونات الأسلحة الكيميائية، والذى جرى بواسطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويحذر مسؤولو البنتاجون ومحللو الاستخبارات من تعرض الشحنات لخطر الهجوم، لأنها ستمر عبر أنقاض الحرب المستمرة منذ نحو عامين ونصف داخل سوريا.
ورداً على سؤال بشأن وجود خطة احتياطية إذا ما تعرضت شحنات الأسلحة الكيميائية للهجوم من جانب قوات المعارضة التي على صلة بتنظيم القاعدة، أو حتى بعض من القوات السورية النظامية، خلال نقلها، قال مسؤول أمريكي رفيع: "هذه هي المشكلة، فلم نمر بمثل هذا الموقف من قبل، وليس هناك أحد على استعداد لنشر قوات على الأرض لحماية هذه الأسلحة".
وناقش مسؤولون في البنتاجون مخاطر نقل الذخائر الكيميائية السورية، حيث كان معظمهم مترددين بشأن الكشف عن مخاوفهم نظرا لحساسية عمليات المسح المستمرة في البلاد لتلك الأسلحة.
هذا كما يواجه المسؤولون مشكلة أخرى، ففي حال قدرتهم على نقل الأسلحة بأمان إلى الميناء السوري وتحميلها على سفن الشحن للخروج بها من الأراضي السورية قبل الموعد المحدد في 31 ديسمبر، للمواد الأكثر حساسية، و5 فبراير، لبقية الأسلحة، فلا توجد جهة لاستضافتها، إذ لم يتم حتى الآن تحديد المكان الذى سيجري فيه تفكيك هذه الأسلحة.
وتوضح الصحيفة أن ألبانيا رفضت طلبت الولايات المتحدة بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها، بعد احتجاج آلاف الألبان.
كما رفضت النرويج طلبا مماثلا، في وقت سابق، قائلة إنها لا تمتلك الخبرة أو المنشآت اللازمة لهذه العملية، علاوة على الخلاف السياسي الواسع الذى أحدثه الأمر داخل البلاد.
نتيجة لذلك، فإن الأسلحة الكيميائية السورية ربما تبقى في أعالي البحار لفترة طويلة، حيث يجد المسؤولون بلدا راغبا وقادرا على تدميرها. ويحظر القانون الأمريكي دخول أسلحة كيميائية إلى البلاد لتدميرها، كما تقول روسيا إنها لا تزال مشغولة بتدمير مخزوناتها الخاصة.