TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سؤال من غشيم!

سؤال من غشيم!

نشر في: 20 نوفمبر, 2013: 09:01 م

لا أظن ان أحدا يحمل قدرا قليلا من الموضوعية والإنصاف ينكر ان مصير العراق صار بيد الغشمة وعديمي الخبرة حتى في فهم ابسط معاني الدولة وكيفية بنائها وحمايتها. يا له من غضب حل علينا ونعمة نزلت "بزنبيل" من ذهب على الإرهابيين فتلقفوها ولعبوا "طنّب" بدماء الناس وأرواحهم.
صرنا نجد أنفسنا حائرين في كيفية نقد أخطاء حكومتنا الغشيمة في كل شيء عدا فهمها الموسوعي في النهب والفساد وفي اللعب على وتر الطائفية. لا حل عندنا، ونحن نطالع أخبار المفخخات التي أصبحتنا يوم أمس الأسود، غير ان نوكل امرنا لله ونسأل أسئلة "غشيمة" أملا في ان يعيها الغشماء، او سموهم الغاشمون إذ لا فرق:
من هو المسؤول عن حماية أرواح الناس في أي دولة من دول الدنيا؟ أليست الحكومة؟ زين، وكيف تحميهم؟ أليس عن طريق القوات المسلحة وأخواتها من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية؟  ومن هو المسؤول الأول أمام الشعب وأمام الله في افتراض انه يعرف الله حقا؟ أليس رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ومن بيده الملف الأمني والاستخباراتي؟ ما اسمه في دولة اسمها العراق يرحمكم الله ويرحم والديكم؟ أليس السيد نوري كامل المالكي الطويرجاوي أم غيره؟
هذا العدد الهائل من القتلى الذي شارف على 6 آلاف قتيل في هذا العام الذي لم ينته بعد، لو افترضنا انهم طلاب في مدرسة ابتدائية وسقطوا في الامتحان، فماذا ستقولون عن مدير المدرسة او معلميها وماذا يستحقون من عقاب؟ أيستحق المدير ان يبقى في مكانه لا يبرحه الى يوم الدين؟ أقول هذا والأعداد تخص راسبين بالامتحانات المدرسية ولم يكونوا مقتولين سقطوا مضرجين بدمائهم عدا ما خلفوه وراءهم من أرامل وأيتام وثكالى.
ها هو العراق لا يمر يوم عليه الا وينكبه الإرهابيون. والمالكي يستكثر قول كلمة واحدة فيما يحل بالناس من مصائب بسبب إصراره على حصر ملف حماية دماء الشعب بيديه وهو لا يعرف ابسط قواعد اللعبة الأمنية او العسكرية. سمعناه استنكر تمزيق راية حسينية من قبل بريطاني وامر بطرده. وقرأنا له بيانا "عرمرميا" هاجم به مقتدى الصدر لأنه أعتبر زيارة "دولته" لأمريكا لا خير يرتجى منها. سؤال من غشيم لله: هل الراية التي مزقت وانتقاد مخصصات السفر التي صرفت أكرم من دم الإنسان العراقي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. الطريق

    الاخ العقابي القتل والفيضان ونهب ثروات الشعب وفقدان الخدمات هو الشريان الذي يبقي الحكومة على قيد الحياة! ونقدك لأخطاء الحكومة هي محاولة منك لتجفيف منبع الحياة لحكومة سبع صنايع (بس بختهم مريش ) !

  2. عامر الجبوري

    الدكتور هاشم العقابي المحترم تحيه طيبه وبعد، أربأ بك و أنت المفكر و الشاعر و الأديب و السياسي التقدمي ذو النزعه الإنسانيه أن تقع ولو سهواً في شرك تراثنا العنصري البغيض و الكريه وذلك بإستخدامك لصفة اللون الأسود كدلاله على السوء و القبح والشر ففي اللغه

  3. مهند البياتي

    انه عاه الانتخابات، و سوف تسمع المزيد من اللامعقول، شركاء في الحكم قطعوا الكهرباء عن شافطات في مياه الامطار و وضعوا صخره بوزن 150 كيلو غرام في انابيب صرف مياه الامطار فغرقت بغداد كي يسقط صاحب نظريه المؤامره الجديد المالكي.

  4. الكناري السعيد

    كم أنت رائع ياأستاذي العزيز فأني متابع لجميع مقالاتك المعبره عن شخصيتك المتواضعه الظريفه .. جزعت من الحصول على أيميلك وأصابني الأحباط ياأبن مدينتي وعزيز قلبي الدكتور هاشم العقابي المحترم ..

  5. حامد اسماعيل حسين

    بسم الله ---الدكتور هاشم العقابي المحترم.انا دائما في تعقيباتي احمل من اتى بهؤلاء اشباه السياسيين ورجالات الدولة في المنطقة الخضراء للشعب العراقي الى خنوعه واستسلامه وقبوله بعيش كسيف وغير انساني وادامي العراق يحتاج الى قائد كالسيسي في مصر ونلسون مانديلا ف

  6. نسرين محمد

    شكرا لك يادكتور لانك لسان العراقيين المعبر عن مايشعرون به .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram