وأخيراً.. خبر مفرح وطمأنينة عارمة وسط سيل الأنباء المحزنة عن مؤامرة الصخرة، سيادة المقاتل واثق البطاط يبلغ الشعب العراقي، وشعوب دول الجوار، أن قبضته لاتزال مسيطرة على مقدرات هذه البلدان، فهو يستطيع في أي يوم أن يطلق صاروخا هنا، وبإمكانه في أي لحظة ان يهدد من لا يؤمنون به كقوة سياسية تريد ان تستحوذ على مؤسسات الدولة من باب المصالحة " المستدامة " لصاحبها عامر الخزاعي، لذلك على كل من يخطر له أن يتحدث عن الأمن ودولة القانون، أن يتذكر أن قبضة واثق البطاط ستظل دائمة متجددة.
علامات دولة القانون، منجزات متعددة من كل لون ونوع: موسم عودة القاعدة، وموسم الحنان والأبوة التي منحها المالكي إلى المفسدين، ومواسم خروج صالح المطلك من الحكومة والعودة إليها، ومواسم تطهير البلاد من كل الذين يختلفون مع رئيس مجلس الوزراء، ومواسم متكررة من إلغاء جميع أشكال دولة المؤسسات، ومواسم الازدهار الاقتصادي والأمني والسياسي.
أتخيل العراقيين وهم يخرجون إلى الشوارع يعربون عن الامتنان والشكر من المنجزات التي يقدمها لهم كل يوم السيد واثق البطاط، ليس فقط على ربيع القذائف الذي يعيشون فيه، بل على تذكيرهم بأن السيد البطاط لايزال يرفض الاعتراف بأن هناك أجهزة أمنية يمكن أن تحاسبه.. ولماذا تحاسبه؟ فهو يحقق كل يوم انتصارا يسجل في خانة الإنجازات الأمنية التي تقدمها الحكومة لهذا الشعب الناكر للجميل، ألم يقل البطاط أمس وفي حوار تلفزيوني ان على الأجهزة الأمنية ان " تبلل " ورقة إلقاء القبض و " تشرب " ماءها، فلماذا إذاً يطلب المالكي من هذا الشعب المسكين التعاون مع القوات الأمنية، بالإبلاغ عن أماكن تواجد البطاط للتسريع بعملية إلقاء القبض عليه.
سعى المالكي طوال السنوات الثماني الماضية إلى، إلغاء كل أشكال دولة العدالة، ليضع بدلها شعارا زائفا أطلق عليه دولة القانون، وسعى إلى ابتلاع الهيئات المستقلة التي تقوم عليها دولة المؤسسات، وبذلك قلد حرفيا ما تفعله كل الأنظمة الاستبدادية.. حيث تصر على ان يعيش معها الشعب في لحظة الانتصارات الوهمية.
المشهد الذي شاهدناه امس من على احدى الفضائيات يؤكد ان البطاط وغيره كثير ينتظرون في الخدمة ولا يهم من يوجههم.. رجل دين أو مسؤول كبير أو مقرب من رئيس مجلس الوزراء، وهم متأكدون ان هؤلاء يحتاجونهم في أي لحظة.. وها هم قد خرجوا إلى النور.. وعادت معهم ممارسات اعتقدت الناس أنها انتهت في ظل شعارات دولة القانون.
إذاً ليس علينا إلا أن نسمع و نطيع، فقد تصور واثق البطاط أننا مجموعة من أسرى ربيعه الصاروخي، ليس مطلوبا منا سوى الاستماع إلى تعليماته و تنفيذ ما يأمر به، وأن نقول له بصوت واحد: سمعاً و طاعة يا مولانا.. أعطنا يدك لنقبلها، وبدلا من ان نسمع فتاوى وخطبا تدين العنف ونهب ثروات البلد، والفشل الأمني والسياسي، نجد الجميع يخطط لتحويل العراق إلى إمارة يحكمونها بصواريخ الكاتيوشا وسياط الاستبداد، يريدونها إمارة شبيهة بإمارة طاليبان، وإلا ماذا نسمي ما جرى تحت سمع وبصر الحكومة و مباركتها؟
حديث البطاط يكشف عن عجز القوات الأمنية في الانتقال من قوات حكومية، إلى قوات أمن وطنية تحمي الشعب.. أجهزتنا الأمنية ما زالت تحكمها ثقافة وتقاليد الأنظمة الاستبدادية، التي ترى في الشعب عدوا يجب السيطرة عليه. لم يتعلم أفراد الأمن ثقافة غير إهانة كرامة المتظاهرين والمنددين بالفساد، ولم يتدرب ضباط وأفراد هذه القوات على تقنيات الأمن الحديثة ومهارات خدمة الناس، لا التسبيح بحمد عضو حزب أو أعضاء مليشيا.. الهدف اليوم في عراق دولة القانون، ليس الأمن، ولكن السيطرة على هذا الشعب وأذلاله.
ربيع واثق البطاط
[post-views]
نشر في: 22 نوفمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 8
ابو همس الأسدي
إستاذ علي المحترم .. هناك قادة مليشيات معروفين عبثوا بأمن الناس والدوائر الرسمية وتم القبض عليهم في الصولة المزعومة !! ولكنهم اليوم يمارسون سطوتهم ونفوذهم من داخل تلك السجون للحد الذي يت حكمون فيه بتنظيم الواجبات الداخلية لضباط ومنتسبي السجن ؟؟ ولاغرابة
فراس فاضل
لماذا لايرسل المالكى ابنه--البطل--احمد للقبض على البطاط ---مجرد سؤال ---تحياتى لك استاذ على حسين
عمر الزوبعي
اللعنه على كل عراقي يتبع تركيا والسعوديه وقطر وايران ويحب مذهبه فقط وينكر حب العراق.
السومري
يا امة قد ضحكت من جهلها الامم. لو خرجت اليوم يا متنبي فماذا ستقول عن هذه الامة بعد الف عام من قولتك الصائبة بحقها. ماذا ستقول وانت ترى بلدك العراق يحكمه من هم اكثر جهلا فيه، وترى الكثير من ابنائه ومثقفيه وكوادره منتشرين في بقاع الارض، حتى وصلوا بقاعا لم ت
نبيل العراقي
تحياتي لاستاد على مشكور على كتاباتك الرائعة ؛ اما بعد فاقول ان الله خلصنا وعن طريق المالكي او غيرة من الجيش الفرعوني والان واثق البطاط الباسل المغوار (زورو) تعالو على الاسلام نبكي ونلطمو ... كلها تحت مسميات دينيه وليس فيها رضا لله ...فلاتتعجب من سكوت الما
سعد هاشم
لانستغرب ان نسمع يوما ونسمع بان السيد المازوم نفسيا قد تم دمجه برتبة فريق اواكثر ليتقوا شره؟؟اومنحه منصب وزير الداخليه ادا ضمن الحجي ولايه ثالثه لاسامح الله؟؟؟؟
علي العراقي
استاذ علي هل سمعت بأستعراض قوات البطاط في منطقة الدورةشارع ستين وبحماية قوات الامن وهو يتحدىويثير الفتنةالطائفيةام يكن هناك تنسيق ووتعاون بين الطرفين ومقالك هذااليوم يضع النقاط على الحروف ولكنهم لايقرؤون مثلمقالاتك التي تعريهم يريدونمن يمسحعلى اكتافهم مث
البطاط قائدنا
سماحة السيد ما هدد وطن ولا هدد مؤسسات ولا مارس ممارسة طائفية .. سبحان الله الكاتب والمعلقين على كتاباته التافهه جدا وغير المنصفة وغير الواقعية الجميع ليس لهم ادنى درجة من درجات الشرف... سبحان الله الكل خنازير مع سبق الاصرار والترصد