يوماً بعد يوم يرحل عن عالمنا الكثير من الفنانين والمبدعين العراقيين , واليوم غادرنا إلى ملكوت الله الفنان حسن عبد علون , هذا الفنان الذي لا يمكن نسيانه على الإطلاق, فقد كان حريصا جدا على فنه وسمعة فن بلده , وكثيرا ما كان يجادل في القيم الكامنة في الف
يوماً بعد يوم يرحل عن عالمنا الكثير من الفنانين والمبدعين العراقيين , واليوم غادرنا إلى ملكوت الله الفنان حسن عبد علون , هذا الفنان الذي لا يمكن نسيانه على الإطلاق, فقد كان حريصا جدا على فنه وسمعة فن بلده , وكثيرا ما كان يجادل في القيم الكامنة في الفنون التي ترتقي باسم العراق , وكثيرا ما نصب لنفسه أندادا وكارهين , لأنه ينطق بالوضوح والصراحة والجرأة عن كل ظاهرة فنية .
وعلى مدى تجاربه الكثيرة في مجال الرسم , فإنه استطاع صناعة اللوحات الفنية الناجحة عالية الجودة , فقد كان يستمد موضوعاته من الموروث الشعبي العراقي , مجسدا الكثير من الحالات التي تكشف عن عمق تصوره ورؤيته الفلسفية , تلك الرؤية الرصينة المجترحة من خلال قراءاته الكثيرة للقصص والأحاكي والأشعار، وفي لوحاته قد نرى عنترة بن شداد العبسي وربما نشاهد ملامح من أحاكي الزير سالم والمقداد والمياسة , وهذه المحاكاة للنصوص الأدبية هي ليست (موتيفات ) بل هي قراءات أخرى للنصوص الأدبية ولكنها بصيغة صورية ممتعة جدا ومثيرة للإعجاب وكذلك رسم النساء المطلات من الشرفات وهن يلوحن للشبان المارين عبر الشناشيل والبيوت البغدادية المحتفلة بالأمن والاستقرار، فرحيل الفنان حسن عبد علوان هو رحيل لفصل من فصول الفن التشكيلي العراقي المعاصر , ونأمل من فنانينا تتبع أثر هذا الفنان الكبير واقتفاء خطواته المميزة لأنه اشتغل على أسلوب فني لا يتكرر .